أم المساكين

00:26 صباحا
قراءة دقيقتين

وُلدت في مكة المكرمة في سنة 28 ق. ه، وتُوفيت في المدينة المنورة في سنة 3 ه، وما بين الولادة والوفاة، ثمة أحداث وأحاديث في شأن أم المؤمنين السيدة زينب بنت خزيمة الهلالية رضي الله عنها، خامس نساء النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بعد أمهات المؤمنين، السيدة خديجة بنت خويلد، السيدة سودة بن زمعة، السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق، السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب، رضي الله عنهن وأرضاهن.
هي «أم المساكين»، منذ ما قبل دخولها الإسلام، وحتى وفاتها أمّاً من أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن جميعاً، لطيبتها وكرمها وعطفها على الفقراء والمساكين، إذ كانت كثيرة الإنفاق عليهم وإطعامهم رحمة بهم. وعلى الرغم من أنها لم تبق فترة طويلة في بيت النبوة، إلا أنها كانت مقصداً لكل فقير ومحتاج، إذ كانت تخصص جزءاً من نفقتها لمساعدة الفقراء والمساكين؛ ولم يكن دور أم المؤمنين مقتصراً على الناحية الإنسانية فحسب، بل قامت رضي الله عنها بِدَوْرٍ بارز مع نساء المسلمين في موقعة «بدر»، في خدمة الجرحى وتضميدهم، وتقديم الطعام والماء لهم.
وفي الغزوة ذاتها، استشهد زوجها عبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب رضي الله عنه، ليترك «أم المساكين» وحيدة تعمل على تعليم الناس والاهتمام بالمساكين كسابق عهدها، ولأن من يَرحم يُرحم، فقد جاءت رحمة الله بأم المساكين وراحمتهم، حيث حلّت في بيت نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم زوجة وأمّاً للمؤمنين في 11 رمضان 3 ه، تكريماً لها من الله سبحانه وتعالى، ولم تبقَ في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ثمانية أشهر وبعدها توفاها الله بالمدينة المنورة وعمرها لم يتجاوز ال30 عاماً؛ حيث رقدت بسلام كما عاشت بسلام كما يقول ابن حجر، لتلحق بأولى أمهات المؤمنين، السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وليصلي عليها النبي عليه الصلاة والسلام، ودفنها بالبقيع في شهر ربيع الآخر سنة أربع، لتكون أول من دفن فيه من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وأرضاهن.
ذلك هو مختصر حكاية «أم المساكين» رضي الله عنها، ومنذ فجر الأمة المحمدية وحتى هذه اللحظة من عمر المعمورة الإسلامية، ثمة العديد من رعاة المساكين، منهم من هو معلوم لدى المجتمع التطوعي، ومنهم من هو مُخْفٍ ما تنفقه يمينه عن شماله؛ كما وثمة أمم تقوم على رعاية المساكين في مشارق الأرض ومغاربها، من تلك، تأتي دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ مؤسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وحتى عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عبر جمعيات الخير تحت مظلة هيئة الهلال الأحمر، وكذلك مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، شريك مبادرة «المليار وجبة».
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"