عادي

زين القضاة:«الألعاب الإلكترونية» من ثمار التطور

22:41 مساء
قراءة 4 دقائق
خلال مرحلة الدراسة

أبوظبي: عبد الرحمن سعيد

منذ نعومة أظفاره، يهوى زين الدين عمار القضاة الألعاب الإلكترونية، وتحديداً تصميمها، فبدأ خلال المرحلة الدراسية التفكير في التخصص في هذا المجال. وعندما أنهى الثانوية العامة في أبوظبي، بحث في مختلف الجامعات الحكومية والخاصة في الدولة، لدراسة تخصص تصميم الألعاب الإلكترونية، ولم يجده، فكان قراره التوجه إلى الخارج، وتحديداً إلى كندا، ليلتحق بجامعة «بروك» التي استحدثت هذا التخصص الجديد عالمياً في عام التحاقه بها.

يقول زين الدين عمار القضاة إنه حصل على الثانوية العامة عام 2016 من مدرسة خاصة في أبوظبي، وكانت ميوله دراسة تصميم الألعاب الإلكترونية، ولكن لم يتسنّ له الحصول على جامعة في الدولة لديها هذا التخصص، لذلك قرر السفر إلى كندا وهو في عمر ال 17 عاماً، والتحق بجامعة «بروك» التي استحدثت هذا التخصص في العام الذي حصل فيه على شهادة الثانوية العامة، لأنه تخصص جديد عالمياً.

1
فور الانتهاء من تصميم أشخاص لعبة إلكترونية

ويضيف أنه حصل على بكالوريوس في تصميم الألعاب الإلكترونية من الجامعة، ثم التحق ببرنامج الماجستير فيها والتخصص نفسه، ليصقل مهاراته ويتمكن من معرفة التفاصيل التي تساعده على تصميم مختلف أنواع الألعاب، لينقل هذا التخصص إلى الدولة.

الثورة الصناعية

يوضح زين القضاة أنه منذ بداية الثورة الصناعية الرابعة، واستحداث أنظمة الذكاء الاصطناعي على مختلف المجالات، وهو يهوى تصميم الألعاب الإلكترونية، إذ كان دائماً يقرأ عن هذا التخصص، ليصبح على اطلاع ودراية يؤهلانه لدراسته، وليستثمر وقت فراغه في شيء قد يفيد مجتمعه.

ويقول: تصميم الألعاب الرقمية من التخصصات الممتعة في وقت تنتشر فيه وسائل الإنترنت ومنصات الهواتف المختلفة، وأصبحت الألعاب الرقمية من الوسائل الترفيهية الأساسية. وكذلك يعدّ من التخصصات المهمة للمهتمين بالتكنولوجيا وعلوم الحاسوب وبرمجته، فضلاً عن التصميم، إذ يبدأ بفكرة، ثم تنتقل تطبيقياً على أرض الواقع، وتمر بمراحل عدة.

1
زين الدين القضاة خلال تصميم إحدى الألعاب الإلكترونية

ويؤكد أن تصميم الألعاب الرقمية من التخصصات المطلوبة، إذ يمكن لدارسه الحصول على رواتب مجزية بعد التخرج مباشرة، في كبرى شركات تصميم الألعاب، كما أنه يتيح الإبداع الفردي، في العمل الحرّ، ويمكنه تشغيل المشاريع الخاصة به، من إنتاج ألعاب مفيدة وقيّمة تنمي عقول الأفراد في المجتمعات الإنسانية.

ازدهار

عن مدى تأثير التخصص محلياً وعربياً، يوضح زين القضاة أنه بادر بدراسته تماشياً مع توجهات الدولة بتحويل أغلب الخدمات إلى رقمية، وكذلك التركيز على وظائف المستقبل التي تستحدث بوتيرة متسارعة في عصر التطور التكنولوجي، وللمساهمة في ازدهار الوطن عبر رغبة أبنائه في دراسة مختلف التخصصات التي تستجد على العالم يوماً بعد يوم.

ويؤكد أن جميع أفراد أسرته، وعلى رأسهم والده، هم من دعموه مادياً ومعنوياً واجتماعياً، إذ كانوا يبادرون بالسفر إليه خلال مراحل الدراسة، لتشجيعه على الاستمرار ومساعدته على التغلب على متاعب الاغتراب.

ويقول إن تخصصه من القطاعات الغنية بفرص العمل، ومن أهم الوظائف التي يستطيع خريج هذا التخصص أن يعمل فيها: تصميم المؤثرات والمونتاج في القنوات الفضائية، والإعلانات التلفزيونية، وألعاب الفيديو، والأقراص التعليمية المدمجة، وإنتاج الوسائط المتعددة والرسوم المتحركة، والعمل في مكاتب تصميم الجرافيك والمواقع الإلكترونية، وتطوير البرمجيات وتطبيقات الهاتف.

ويوضح أن هناك مواد يتعين على الطالب المتخصص في تصميم الألعاب الرقمية أن يدرسها في سنوات البكالوريوس، ومنها: أساسيات البرمجة، وأساسيات وتصميم اللعبة، إنتاج اللعبة، وتاريخ اللعبة وتحليلها، والتفكير التصميمي، والفن الرقمي الثلاثي الأبعاد، ومشروع تصميم لعبة رقمية، ومقدمة لمحركات الألعاب، ونظريات الإعلام والاتصال.

خطوات

عن كيفية تصميم ألعاب الفيديو، يذكر زين القضاة أن هناك 5 خطوات أساسية، وهي: التخطيط العام، وتغطية جميع مكونات اللعبة، وتصميم الوسائل البصرية والوسائل السمعية والأيقونات، وتحديد السيناريو والأحداث التي تدور حولها اللعبة، وتصميم شخصيات اللعبة، ومن ثم برمجتها.

ويبين أنه لا يطمح إلى الحصول على شاغر وظيفي في الدولة فقط، ولكنه يطمح إلى أن تستحدث الجامعات الحكومية والخاصة دراسة هذا التخصص في برامجها، ليستفيد أبناء الوطن، كما أنه قدم لأكثر من جامعة لفتح المجال له لعقد دورات تثقيفية عن التخصص وتدريسه، حيث بدأ الحصول على رواج في العالم العربي بشكل عام.

ويضيف أنه يختار دائماً تصميم ألعاب إلكترونية هادفة تنمّي المهارات والقدرات العقلية لمختلف الفئات العمرية، وفي الوقت ذاته تكون في صورة ترفيهية حتى تجذب العقول والمواهب لاستثمار وقتهم في لعب مفيدة بدلاً من الألعاب التي تهدر الوقت.

ويشير إلى أنه سيكون لتخصصه وجود إيجابي محلياً وعربياً، لأنه مطلوب في مجالات مختلفة، كما أنه يساعد على تخريج جيل من المفكرين والمبتكرين في التكنولوجيا المتطورة، ما من شأنه إحداث فارق محلياً وعربياً.

ويرى أن سوق العمل يشهد تطوراً لافتاً ومتسارعاً، إذ انخفض الطلب على الوظائف التقليدية بشكل كبير، مقارنة بالجديدة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة، ما يتطلب إعادة النظر في خطط التطوير الشخصي واكتساب المهارات الجديدة، وتعزيز الخبرات العملية بما يتماشى مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة في العالم. ويلفت إلى أن سوق العمل في الإمارات، والعالم عامة، سيعتمد على الوظائف التي تتطلب مهارات الذكاء الاصطناعي والبرمجة، وهي من أكثر القطاعات نمواً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"