فرنسا.. المعركة بدأت الآن

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

صحيح أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حلّ أولاً في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، بحصوله على 27.6 في المئة من أصوات الناخبين، لكن مرشحة اليمين المتطرف، مارين لوبان، التي حلت ثانياً بحصولها على 23.4 في المئة، وباتت تنافسه في الجولة الثانية، يوم 24 الجاري، أبدت قدرة على المنافسة الحقيقية، وقادت حملة انتخابية ضارية على مدى أربعة أشهر تنقلت خلالها في مختلف المناطق، وحققت بالتالي نتيجة غير متوقعة. وعند ظهيرة يوم الانتخابات كانت المؤشرات تدل على تقارب في نسبة المقترعين بينها وبين ماكرون، ما دفع وسائل الإعلام المؤيدة له، من إذاعات ومحطات تلفزيون، إلى سرعة التحرك، مناشدة الناخبين المترددين التوجه إلى صناديق الاقتراع لئلا يصل اليمين إلى قصر الإليزيه، ما أدى إلى تغيير المعادلة، وارتفاع نسبة الاقتراع من 35 في المئة عند الظهيرة إلى 65 في المئة عند إقفال الصناديق، وهي نسبة أقل من تلك التي سجلت عام 2018 والتي بلغت 69.42 في المئة.
 وكان واضحاً أن المرشحين ال12 لم يطرحوا برامج انتخابية واضحة، إنما طرحوا شعارات لم تقنع الناخب الفرنسي الذي يعيش سلسلة أزمات حياتية جراء ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية والمستلزمات المنزلية والملابس والطاقة، خصوصاً وقود السيارات، وارتفاع التضخم، وهو ما ركزت لوبان حملتها عليه بنجاح، في حين استخدم ماكرون الحرب الأوكرانية رافعة لحملته الانتخابية في بدايتها، لكن ذلك تضاءل مع مرور الوقت.
 ولوحظ أنه مع إعلان النتائج، فإن معظم استطلاعات الرأي فشلت في إعطاء أرقام تقريبية صحيحة يمكن الاعتداد بها، حتى إن الفارق لدى بعض المرشحين وصل إلى حدود أربع أو ست نقاط صعوداً، أو هبوطاً.
 المهم أن المعركة الحقيقية بين ماكرون ولوبان بدأت الآن مع إعلان نتائج الجولة الأولى، وعلى الطرفين أن يحاولا كسب أصوات مؤيدي المرشحين الآخرين الذين فشلوا، إضافة إلى المترددين. ولعل المفاجأة كانت بحلول مرشح اليسار المتطرف، جان لوك ميلينشون، في المرتبة الثالثة بحصوله على 22 في المئة من الأصوات، أي على سبعة ملايين وأكثر من 600 ألف صوت، وهي أصوات من المرجع تجييرها لماكرون، لأن ميلينشون حذّر مؤيديه في خطابه بعد إعلان النتائج «من إعطاء ولو صوت واحد لمارين لوبان»، بما يعني ضمناً تأييد ماكرون، وكذلك فعل معظم المرشحين الآخرين الذين لم يفوزوا، باستثناء مرشح أقصى اليمين، إريك زمور، الذي حث مؤيديه على التصويت للوبان في الجولة الثانية، والمرشح القومي نيكولا دوبون أيغنان.
  كل المؤشرات تؤكد أن ماكرون يواجه تحدياً صعباً في مواجهة لوبان التي دعت الذين لم يصوتوا لماكرون أن يصوتوا لها، وخيّرت الفرنسيين بين «الانقسام والفوضى، أو الاتحاد حول العدالة الاجتماعية المضمونة». فيما أكد ماكرون «إن قيادة الشعبوية وكراهية الأجانب لا تمثل فرنسا».
 أيام وتنجلي الصورة، ومع ذلك فإن حظوظ ماكرون هي الأوفر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"