عادي

لسان إماراتي مبين

22:44 مساء
قراءة 3 دقائق
منارة لتعليم لغة القرآن
عدد من الدارسين في المركز

كتبت: آية الديب

يمثل مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في القاهرة، أكبر منارة في العالم العربي، تعمل على نشر لغة الضاد وتعليمها، وإحدى ثمار اهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالأزهر الشريف، كونه مصدر إشعاع للعالم الإسلامي، لما يحمله من فكر إسلامي مستنير ولدوره في نشر علوم الحضارة الإسلامية واللغة العربية وفق المعايير الحديثة. المركز أقيم بدعم إماراتي، ليكون منارة لتعليم اللغة العربية، واستقبال طلبة العلم من سائر الأرجاء. جاءت فكرة المشروع، حينما لاحظ رئيس جامعة الأزهر، رسوب الكثير من الطلاب الوافدين غير الناطقين بالعربية، خاصة بالسنة الأولى أكثر من مرة؛ لعدم تمكنهم من إتقانها، فهماً وسماعاً وتطبيقاً، ومواجهتهم صعوبة كبيرة في الدراسة في كليات الأزهر الشريف نتيجة لذلك.

بتمويل مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية تكفلت الإمارات بتنفيذ المشروع وتجهيزه بالكامل، حتى افتتح عام 2011 بكلفة ثلاثة ملايين و487 ألف دولار. وبات المركز تابعاً لمشيخة الأزهر الشريف، وتولت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر إدارته.

وخصص للمركز مبنى يشتمل على تسع عشرة حجرة دراسة، وثلاثة معامل صوتية، وحجرتي تدريس مصغّر، وقاعة لاستراحة المعلمين، وقاعتي استراحة للطلاب والطالبات، وقاعة الشيخ زايد للمؤتمرات العلمية، ومبنى إداري يتضمن مكتباً للمدير العام وإدارة لشؤون التعليم، وثانية للشؤون الإدارية والمالية وشؤون الطلاب، وثالثة لتكنولوجيا المعلومات، ومكتبة للطلاب.

ويوفر المركز أفضل العناصر من الهيئة التدريسية والخبراء المؤهلين، لتطبيق أحدث المناهج والمواد التعليمية، باستخدام أفضل مداخل التدريس وطرائقه وفنياته، وتفعيل الوسائط والتقنيات التعليمية الحديثة، استهدافاً لتمكين الدارسين من اللغة العربية بالمستوى الذي يؤهلهم للدراسة بالأزهر الشريف، ولاستعمال العربية مع أبنائها في شتى مجالات النشاط الإنساني. كما يسهم في إعداد اختبار كفاءة لغوية وبرامج تعليمية إلكترونية.

ويركز المركز على إعداد طالب متمكن من مهارات العربية، استماعاً وتكلماً وقراءة وكتابة، وتأهيله لمتابعة الدراسة بكليات جامعة الأزهر الشريف، وإعداد مواد تعليمية تتمثل بشكل رئيس في كتاب أساسي يصدر باسم الأزهر الشريف، ومناهج مختلفة تتعدد بتعدد الجنسيات واللغات والأغراض، واستخدام تقنيات التعليم والتعلم الحديثة داخل المركز وبرامج إلكترونية «E-Learning»، وإعداد اختبارات علمية منضبطة للقبول ولتحديد المستويات وإنهائها، وإعداد اختبار دولي في الكفاءة اللغوية (اختبار معياري موحد)، وإعداد برامج تدريبية للمعلمين الراغبين في تعليم العربية للناطقين بغيرها، والمعدّين لذلك.

فرص

يتيح المركز فرصاً للباحثين من غير العرب لتعلم العربية، كما يتيح تعلمها لأعضاء البعثات الدبلوماسية الراغبين فيها، والطلاب الوافدين بالجامعات الأخرى. وكذلك يعكف على تدريب المدرسين وتأهيلهم معرفياً ومهنياً، وبلورة وتطوير اختبار معياري عالمي، وإعداد منهج أزهري لتعلم العربية، وفقاً لأحدث النظم التربوية والتعليمية، عبر تلك البرامج، وتطوير برنامج تعلم العربية عن طريق التعليم عن بُعد.

وتصل مدة الدراسة بالمركز إلى عشرة أشهر يدرس فيها الطالب 6 مستويات تتدرج طبقاً لمستواه، بدءاً من المبتدئ الأول، وحتى المتميز. والدراسة بالمركز غير مرتبطة بمواعيد مؤسسات التعليم العامة والجامعية، وهي ذات طابع خاص، وخاضعة لإقبال الطلاب، وعقد امتحانات القبول وتحديد المستوى، ولذا فهي ليست عشرة شهور لكل الطلاب، بل هي لمن يلتحقون بالمستوى المبتدئ الأول، وتتدرج نقصاً، طبقاً لمستوى الطالب في اللغة.

ويبقى الطالب في المستوى لمدة شهر ونصف الشهر، وفي نهايته يعقد له امتحان مستوى، وعلى ضوئه، إما أن يلتحق بمستوى أعلى أو يبقى في الحالي، أما الشهر العاشر فخصص لما يسمى بالمستوى المتميز الذي يتلقى فيه الدارس مواد تعليمية مرتبطة بالتخصص الذي سيلتحق به في كليات جامعة الأزهر، ويهيئونه للدخول في هذه المواد.

وبالتزامن مع افتتاح المركز، التحق به ألف طالب وطالبة في السنة الأولى، ثم تزايدت أعداد الطلاب سنوياً إلى أن وصلت عام 2020 إلى نحو 6 آلاف طالب، وبلغ عدد خريجي المركز قرابة 24 ألف طالب وطالبة.

حرص

يؤكد مشروع إنشاء المركز حرص الإمارات على تلبية احتياجات الأزهر الشريف ومؤسساته، وعلى مدّ أيادي التعاون والتواصل المستمر مع تلك المؤسسة العريقة، التي تمثل منبراً أساسياً لنشر قيم الإسلام الصحيح ليس في مصر والعالم العربي فقط، بل في شتى أرجاء العالم.

ويعدّ المركز ملتقى لكفاءات عربية متميزة. كما يستقبل بين أركانه أعداداً كبيرة من كل بقاع الأرض، بما يرقى لمستوى الرسالة المباركة التي تضع الإسلام في مكانته الحقيقية، بعيداً عن التعصب والتشدد، في ظل رعاية الأزهر الشريف كونه المرجعية العلمية الإسلامية الكبرى، ومنارة للفكر الإسلامي الوسطي المستنير.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"