«مهنة» التسوّل

00:37 صباحا
قراءة دقيقتين

التسوّل ينتشر في رمضان، بشكل أكبر، مقارنة بالشهور الأخرى، حيث يعدّه المتسولون فرصة لطلب الاسترحام وعطف المجتمع، مبتزّين أصحاب الأيادي البيض، خاصة أنهم يتخذونه مهنة تدرّ عليهم أموالاً يومية، مستغلين طيبة أفراد المجتمع، وتعاطفهم، لمحاولة رفع الحاجة عن السائل.
شرطة دبي تمكنت في الأيام الماضية من القبض على متسوّل، يملك ما يزيد على 40 ألف درهم، حصيلة تسوله اليومي، متخذاً منه مهنة، ومشوّهاً المظهر الحضاري للدولة بسلوكه، ناهيك بأثر ذلك في الأمن العام.
الجهات الأمنية تحذر دائماً من التعاطف مع هؤلاء، وأطلقت الكثير من الحملات للتبليغ عنهم، لأن المحتاج الحقيقي، لا يلجأ إلى هذا السلوك؛ ومنح المتسوّل مالاً، لا يعكس مفهوم الرحمة والإنسانية، بقدر ما يسهم في تعزيز هذا النشاط، ويحدّ من مسؤولية جميع فئات المجتمع، والوعي المجتمعي بمخاطر التسوّل وضرره، للقضاء على تلك الممارسات التي قد تؤثر في أمن المجتمع، خاصة المتسولين في المناطق السكنية، الذين يوجدون بشكل دائم في الحي، ومن ثم يتعرفون إلى سكان المنطقة وتحركاتهم، وقد يتحول الأمر من تسول إلى سرقة.
التفاعل الصحيح مع الممارسات الخطأ، له دور مهم في الحفاظ على الأمن، وتقليل أعداد المتسولين حتى القضاء على ذلك السلوك، فلنكن شركاء مع الجهات الأمنية في الدولة، بالإبلاغ عن المتسوّلين عبر المنصات المخصصة لذلك، بمركز الاتصال (901) أو خدمة «عين الشرطة» على التطبيق الذكي لشرطة دبي، ومنصة (E-Crime) للإبلاغ عن الجرائم الإلكترونية، وليس التصوير والتشهير في مواقع التواصل، لأن ذلك سيعرض الشخص للمساءلة القانونية.
الأشخاص المعسرون فعلياً خصصت لهم الدولة منصات عدة لتقديم طلب، ومن ثم مساعدتهم، كالجمعيات الخيرية وغيرها، وخيم الإفطار المفتوحة لجميع المحتاجين. فالمحتاجون لديهم وسائل تواصل رسمية لتقديم العون لهم، أما من يريد أن يكسب مالاً بطريقة سهلة ويشوّه المظهر الحضاري للدولة فيلجأ للتسول، ويلجأ للأمر غير القانوني ويترك الطريقة الصحيحة في طلب المساعدة، لأنه يدرك أنه غير مستحق للمساعدة، لذا يستغل طيبة المجتمع وعطفه لكسب المال.
الإجراءات الصارمة والقوانين التي فرضتها الدولة تحدّ من انتشار هذه الممارسات، والحملات التوعوية التي تطلقها المؤسسات نشرت الوعي لدى فئات المجتمع، وهذا يسهم في ألا تتحول تلك الممارسة إلى مهنة رسمية للمستغلين.
قصص المتسولين الذين قبض عليهم وبحوزتهم مبالغ كبيرة، متنوعة ومنتشرة في العالم؛ فلنكن إيجابيين ولا نستجيب لادّعاءات كاذبة من أفراد مستغلين، حتى لا يتحول التسول الى مهنة، وندعم الجهات الأمنية بالتبليغ عن تلك الفئة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"