عادي
مجلس «الخليج» الرمضاني بمنزل مبارك الراشدي في الشوامخ:

الإسراف يؤثر في محدودي الدخل ويشعل الخلافات الأسرية

23:07 مساء
قراءة 6 دقائق
المشاركون في المجلس تصوير: محمد السماني
مبارك بن غدير الراشدي
  • مواقع التواصل الاجتماعي سبب المشكلة.. والتوعية هي الحل
  • مبادرة «نعمة» تدعم الإيجابية وتعزز موارد الفرد والمجتمع
  • قيود جائحة كورونا قللت من فرص التباهي والفخر بالإسراف
  • البعض يخلط بين مفهومي الكرم وإظهار البذخ أمام الآخرين
  • حسن إدارة الفائض وتوجيهه إلى المحتاجين من صور العلاج

أبو ظبي: آية الديب

أكد الحضور في مجلس «الخليج» الرمضاني الذي استضافه مبارك بن غدير الراشدي، رجل الأعمال بمنزله في الشوامخ، أن مواقع التواصل الاجتماعي والرغبة في التباهي عبر المحتويات التي تنشر فيها بالطعام والسيارات والمنازل والسفريات والإقامة في أماكن ومتنزهات سياحية وإقامة حفلات الأعراس والتخرج وغيرها، من أكثر صور الإسراف التي نشهدها في الفترة الأخيرة، فمع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت هذه السلوكيات تنشر للجميع وتشجع على الإسراف.

وأوضحوا أن إظهار بعض فئات المجتمع سلوكيات الإسراف يؤثر في محدودي الدخل، ويشعل مقارنات تؤدي إلى خلافات أسرية تنتهي في بعض الحالات إلى التفكك الأسري والعائلي، لافتين إلى أن الإسراف يجر بعض الفئات إلى الإفلاس ومن ثم الاستدانة من الآخرين.

وأشاروا إلى أن القيود التي فرضتها جائحة كورونا قللت من الإسراف في المجتمع، وأن الكثير من الأفراد لديهم خلط بين مفهومي الكرم والإسراف، موضحين أن إدارة الفائض وتوجيهه إلى المحتاجين في مختلف المناسبات يعد من صور معالجة الإسراف المجتمعي.

وطالب المشاركون في المجلس بتعزيز التوعية بأهمية عدم الإسراف لكل فئات المجتمع بدءاً من أرباب الأسر الذين يجب عليهم تعليم أولادهم ثقافة الاتزان، وكذلك التوعية في المدارس، وصولا إلى فئة الشباب باعتبارها الفئة التي تشكل الحاضر والمستقبل، وذلك من خلال التركيز على التوعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها المنصات الأكثر استقطاباً لفئة الشباب والأكثر تأثيراً فيهم خلال وقتنا الراهن، إضافة إلى توعية مختلف فئات المجتمع الأخرى بمختلف وسائل التوعية الإعلامية.

ترشيد الاستهلاك

وقال مبارك بن غدير الراشدي: معظمنا يعلم السلوكيات التي تعتبر تبذيراً وإسرافاً ومع ذلك لا نتخلى عنها باعتبارها كرماً إنسانياً، إلا أن تبني السلوكيات الإيجابية التي تواجه الإسراف والهدر كان بحاجة إلى مبادرة مجتمعية كبيرة تتكاتف فيها جهود المجتمع للحد من هدر الغذاء.

وأضاف: إطلاق مبادرة «نعمة» في وقت سابق التي شهدها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، سيساهم في توعية المجتمع وحثه على ترشيد استهلاك الغذاء وتبني سلوكيات إيجابية يعزز مستقبلاً استدامة الموارد ويقلل من معدلات هدر الغذاء.

الشباب

ورأى راشد الراشدي أن مواجهة الإسراف والتبذير في مجتمعنا تحتاج إلى توعية مختلف فئات المجتمع وتحديداً فئة الشباب باعتبارها الفئة التي تشكل الحاضر والمستقبل، ولتحقيق هدف التوعية لهذه الفئة علينا التركيز على التوعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها المنصات الأكثر استقطاباً لفئة الشباب والأكثر تأثيراً فيهم خلال وقتنا الراهن، وعلى المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي تبني مبادرات وحملات تستهدف توعية المجتمع بأهمية عدم الإسراف.

وقال: المقارنات بين الأقارب والأصدقاء في المناسبات المختلفة، كالأعراس والعزائم تدفع مختلف أفراد المجتمع إلى الإسراف، ومن المؤسف أن الإسراف يجر المسرف في بعض الأحيان إلى الإفلاس ومن ثم الاستدانة ووقوع مشاكل اجتماعية وأسرية تنتهي في بعض الأسر إلى الطلاق، ومواجهة الإسراف بشكل عام تحتاج إلى تضافر جهود مختلفة من القيادة ومن المجتمع ومن الآباء ومن المعلمين والمؤثرين، مضيفاً: تعزيز ثقافة الادخار لدى المجتمع يسهم في تقليل الإسراف والتبذير، فكلما كان المجتمع يتسم بثقافة الادخار كان المجتمع منتجاً ومبدعاً ومستثمراً.

قصد التباهي

وقال حمد صالح سعد المنصوري: عاداتنا وتقاليدنا مبنية على مبادئ الإسلام والسنة وليس فيها إسراف، ولكن الإسراف في مجتمعنا يعود إلى الرغبة في التباهي، على الرغم من أن أفراد المجتمع بإمكانهم التباهي بسلوكيات إيجابية مختلفة كمساعدة الآخرين، أو تعلم علوم ومهارات جديدة وخدمة المجتمع.

ورأى أن القيود التي فرضتها جائحة كورونا قللت من الإسراف في المجتمع حيث تم إقامة الأفراح حينها بأعداد محدودة وقل اختلاط أفراد المجتمع ببعضهم البعض وبالتالي قل التباهي، مشيراً إلى أن المجتمع يشهد صوراً متعددة للإسراف في المناسبات والعزائم والأفراح وأعياد الميلاد وحفلات التخرج فضلا عن المغالاة في الأعراس والمهور وشراء الذهب للعروس.

توجيه الفائض

وقال سعيد سالم مطلق الراشدي: المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان يحث على عدم الإسراف في المال وتوجيه الفائض من المال إلى مساعدة المحتاجين سواء داخل الدولة أو خارجها.

وأضاف: قديماً لم نكن نشهد إسرافاً بالصور التي نراها حالياً حيث كان يتم الإعداد والتجهيز للعزائم ومختلف المناسبات في المنازل وإن احتاج الأمر في بعض الأحيان الاستعانة بالجيران، أما الآن فيتم الاعتماد على الفنادق والمطاعم وفي هذا دفع أموال كثيرة ما يشكل إحدى صور الإسراف.

كرم مفرط

وأوضح سالم صالح الراشدي أن الكثير من أفراد المجتمع لديهم خلط بين مفهومي الكرم والإسراف، فالتحلي بصفة الكرم يدفع البعض إلى المبالغة في الإنفاق بصورة تمثل إسرافاً وهدراً، وعلينا كأفراد مجتمع التحلي بالكرم باعتدال وذلك في مختلف الأوجه.

وأضاف: نشهد في مجتمعنا إسرافاً على مستويين أحدهما مرتبط بالمناسبات المختلفة، والآخر مرتبط بالإنفاق الشهري للأسر، وبشكل عام كلما زاد دخل الفرد زاد إسرافه في المال، على الرغم من أن الفرد عليه توجيه الفائض بصورة تلبي احتياجات الأسر المحتاجة والمتعففة.

تفكك أسري

وأكد مسلم سعيد الراشدي أن الرغبة في التباهي عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالطعام والسيارات والمنازل والسفريات والإقامة في أماكن ومتنزهات سياحية وغيرها، من أكثر صور الإسراف التي نشهدها في الفترة الأخيرة من خلال دعوة أفراد المجتمع إلى هذه السلوكيات التي هي فوق طاقاتهم، وفضلا عن كون التباهي يمثل إسرافاً إلا أنه يؤثر كذلك على الطبقة محدودة الدخل والذي ينتهي في بعض الحالات إلى التفكك الأسري والعائلي.

وقال: علينا استغلال وسائل التواصل في التوعية بأهمية عدم الإسراف والتبذير وليس للتباهي والأفضلية عن الغير، متوقعاً أن يزيد الإسراف بالتزامن مع عودة الحياة الطبيعية، وان شهدت أسعار السلع عالمياً ارتفاعاً غير مسبوق.

قيمة النعم

وقال سالم مطلق الراشدي: جائحة فيروس كورونا «كوفيد 19» جعلتنا نستشعر قيمة النعم التي نحيا فيها، وشهدنا خلال مواجهة الجائحة التقليل من معدلات الإسراف، وأتمنى أن نواصل التقليل من الإسراف، والحفاظ على الأنماط الإيجابية التي تحلينا بها خلال جائحة كورونا.

وأضاف: خلال الجائحة شهدنا إقامة الاحتفالات في مختلف المناسبات بأعداد محدودة ساهمت في تقليل الهدر من الغذاء والمال، وبعد الجائحة علينا مواصلة التمسك بالعادات والسلوكيات التي تضمن استدامة الموارد وتجسيد توجهات الدولة نحو مستقبل مستدام.

الحياة اليومية

وقال مسلم سالم مطلق الراشدي: الإسراف في مجتمعنا الإماراتي لا يقتصر على الحفلات والعزائم والمناسبات بل يمتد إلى الحياة اليومية، من خلال توفير بعض أفراد المجتمع أطعمة وأشياء تفوق حاجاتهم اليومية كثيراً بقصد التنويع.

وأضاف: يشهد مجتمعنا إسرافاً كبيراً في الأفراح يرجع إلى الاختيارات الخاصة بالديكورات والأشكال والتجهيزات والرغبة في التباهي فيها، مؤكداً أن التوعية بالسلوك الإيجابي لابد أن تكون على كل المستويات بدءاً من أرباب الأسر وصولاً إلى الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

بيئات العمل

إلى ذلك قال صالح مطلق الراشدي: المقارنات هي أكبر سبب للإسراف في المجتمع ومن أكبر مسببات المشاكل الاجتماعية والأسرية في المجتمع، وأرى أن مواجهة الإسراف يجب أن تكون في مختلف الأوجه وليس الأوجه الاجتماعية فقط بل أيضاً في بيئات العمل، فالتحول التكنولوجي الذي نشهده لاسيما التحولات السريعة التي كانت بالتزامن مع جائحة فيروس كورونا من شأنه أن يقلل الإسراف في بيئات العمل، فهو يختصر الوقت والجهد ويعتمد على العمل دون ورق.

إسراف غير مبرر

وأخيراً أشار غدير صالح الراشدي إلى أن مختلف المناسبات الاجتماعية في المجتمع الإماراتي تشهد صوراً للإسراف بما في ذلك العزاء، حيث يتم إعداد أطعمة واستقبال المعزين بصور تشكل إسرافاً، لافتاً إلى أن شهر رمضان من أكثر الشهور التي تزداد فيها معدلات الإسراف في المجتمع الإماراتي، ولا يوجد أي مبرر لهذا الإسراف الذي يزيد من الأعباء على رب الأسرة، ويعمق من المشكلات والخلافات الأسرية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"