عادي

تفعيل دور المرأة

22:03 مساء
قراءة 3 دقائق

وفق د. محمد إبراهيم الحفناوي، الأستاذ بكلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر، فإن بناء الوعي في المجتمع ينبغي أن يشمل التوعية بمكانة ودور المرأة، بل ويمتد هذا الوعي لتفعيل دورها في المجالات كافة، لأن الأمم التي تريد أن تقيم مجتمعاً عصرياً عليها أن تبدأ بدعم المرأة، لكونها الأم التي تربي الأجيال الجديدة، ولكي تقوم المرأة بدورها تجاه الأسرة والمجتمع، لا بد أن تجد الدعم والتقدير والمساندة لأداء مهمتها في محيطها الأسري وعلى مستوى المجتمع.

يقول الحفناوي: إذا كانت الأمم والأوطان في حاجة إلى تحقيق أهداف التنمية التي ترفع من شأن أبنائها، لا يمكن أن نغض الطرف عن دور المرأة المهم في ذلك، وفي الحياة العلمية، والثقافية، والاقتصادية، والتربوية، والصحية، على قدم المساواة مع الرجل، فهي شريك أصيل معه في صناعة مجتمع متقدم ومتطور، كما أن المرأة لها دور كبير في نشر الوعي المجتمعي، وذلك من خلال إسهامها في دعم وتشجيع المبادرات التي تنفذها جهات الدولة وتستهدف رفع وعي السيدات، وأيضاً المبادرات الخاصة بالتوعية الأسرية وإرشاد المقبلات على الزواج، بجانب العمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة ونشر الوعي المستنير من خلال المدارس والجامعات، وكذلك من خلال الدعوة النسائية. وهذا يؤكد أن دور المرأة محوري.

ويضيف: المرأة تتبوأ في الإسلام مكانة عالية في الأسرة والمجتمع، وأوضح الإسلام بكل جلاء دور المرأة، فهي تقوم بأعظم المهمات وأجل الرسالات، وذلك يتمثل في مهمة إعداد النشء للحياة، وترسيخ المفاهيم الدينية والتربوية لدى الأبناء، وتخريج أجيال تحمل الأعباء وتقوم بالمسؤوليات تجاه الوطن وحمايته، ومن أهم الصفات التي يجب أن تتحلى بها المرأة في المجال التربوي القدوة الحسنة، والعدل، والحكمة، والصبر والحلم، والرحمة، والحب. ويؤكد أن الشريعة الإسلامية كرّمت المرأة وأثبتت لها من الحقوق والواجبات في الدولة الوطنية، ما تستحقه على قدم المساواة مع الرجال منذ أكثر من أربعة عشر قرناً، وأن النبي الكريم أوصى بالنساء خيراً، فقال، صلى الله عليه وسلم، في خطبة الوداع «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً»،.

ويوضح أن الأمم التي تريد تحقيق القوة والتقدم، هي التي تعطي للمرأة دوراً مهماً في المجالات الاقتصادية والمجتمعية، وتدفعها للمساهمة والمشاركة في الأنشطة المجتمعية كافة، مؤكداً أن المرأة لها القدرة على النجاح والتقدم في صناعة القرارات الاقتصادية ، وأن الواقع يشهد بنبوغها في المجال الاقتصادي والتخطيط، وبشخصيتها الاقتصادية المتميزة، وهو ما أقره لها الإسلام منذ أكثر من أربعة عشر قرناً، حيث تتمتع بشخصيتها الاقتصادية المستقلة، وحقها الكامل في التصرف في أموالها كالرجل . ويقول الحفناوي: ما من شك في أن المرأة لها دور كبير ومهم في تحسين الوضع الاقتصادي لأي مجتمع، وينبغي أن يكون هناك تشجيع لها من المجتمع على كل المستويات، والخطوة الأولى تبدأ من الأسرة بأن يدرك الزوج والأبناء مدى المكانة التي تؤديها داخلها، كذلك يجب أن تقوم وسائل الإعلام بالتوعية بقيمة ومكانة المرأة في المجتمع، والتركيز على النماذج المتميزة.

ويطالب بأن تتضمن برامج نشر الوعي في المجتمع تأكيد أهمية دور المرأة في المجال التربوي، لأنها أساس نهضة أي مجتمع، فهي التي تقدم النواة الأولى لقيام المجتمعات القوية المتماسكة، وذلك من خلال دورها في تربية وتنشئة الأبناء، وتوجيه ومساعدة الزوج في أعماله، وكل ذلك دليل على أن المرأة تحتل مكانة مهمة وأساسية في التربية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"