عادي

قصائد ترتوي من نور رمضان في بيت الشعر

22:43 مساء
قراءة 3 دقائق
محمد البريكي والمشاركون في الأمسية

الشارقة: «الخليج»

احتضن بيت الشعر في الشارقة مساء أمس الأول أمسية حلق فيها الشعراء بقصائد تراوحت تجلياتها بين الشدو لرمضان وأجوائه الإيمانية النقية، وبين التغني بحب الأوطان وأوجاعها والشوق لها، وحضر الحب بكل جماله وإنسانيته كغرض أساسي، وشارك في الأمسية كل من الشعراء: أميرة توحيد من مصر، جمال الجشي من فلسطين، د. خليل الرفوع من الأردن، د. عبدالرزاق الدرباس من سوريا، ويونس ناصر من العراق، وأدارها الزميل عثمان حسن، وذلك بحضور محمد البريكي مدير البيت وجمهور كبير من الشعراء والإعلاميين والمهتمين.

استهل عثمان حسن الأمسية باستذكار الشاعرين عمر أبو سالم ونايف الهريس اللذين رحلا مؤخراً.

افتتحت القراءات أميرة توحيد بقصيدة نورانية الحرف مرفوعة إلى مقام المصطفى عليه الصلاة والسلام، داعية إلى محاولة الشعور بما تشعر به من اكتفاء وارتواء يستقي من معين النور، معنونة قصيدتها ب «لو تشعرون» في محاولة ذكية لاستخدام عتبة العنوان في إثارة فضول الحضور، وشد انتباههم. جاء فيها:

قبسٌ تهذبتِ النفوسُ على يدي

هِ وأشرقتْ أرواحنا من سرّهِ

مشكاةُ حقٍّ بعثرتْ سحبَ الدُّجى

فتلألأتْ هذي الدُّنا من فجرِهِ

وتلونتْ تلك السماءُ بزرقةٍ

خلّابةٍ طُبِعتْ بزرقةِ بحرِهِ

ماءٌ على عطشِ النفوسِ إذا همى

تخضرُّ جناتُ الهوى من خيرهِ

جمال الجشي من فلسطين افتتح قراءاته بقصيدة بعنوان «سراعاً تمر»، مشيراً إلى قلق الإنسان الدائم من عبور السنين وما تحمله في عبورها من أعمارهم وأعمالهم، وما يلحقون به خلالها وما لا يدركونه، متناولاً الأحداث واتخذ من النصح والوعظ زورقاً أبحر بالحضور عبره في بحور الحكمة والتجربة، واختتمها بالدعوة لنيل الخير والفلاح، جاء فيها:

سِراعًا تَمرُّ عَلينا اللّيالي

تُرامي خُطانا لحِضْنِ المَآلِ

شَبابٌ يولّي ويَفنَى مَشيبٌ

وَكُلٌّ يَسيرُ لِيَومِ السُّؤَالِ

تَزَوَّدْ بِتَقوىً لِيومِ التَّلاقِ

لَعلَّ الصّلاحَ يَقي مِنْ وَبالِ

تَضَرّعْ وَناجِ إِلهًا غَفُورًا

لِتَمحوْ ذُنوبًا كَمِثلِ الجِبالِ

وقرأ خليل الرفوع لقريته التي يرتبط بها وجدانه وتهفو إليها عاطفته، في قصيدة بعنوان: «إلى قريتي بصيرة»، ويدل عنوانها على أمنية مضمرة للشاعر بأن يعود إليها يوماً كنهاية جميلة تجمعه بمعشوقته، جاء فيها:

بُصَيْرةُ يا بدايةَ كلِّ عشْق

ويا بوحَ الرّوابي للوِهاد

سألتُكِ إنْ تناجَى القومُ دوني

وعادتني الخطوبُ مع العوادي

فكوني لي كؤوسًا من صَبوحٍ

تُساقي ظِمْءَ أنفاسي وضادي

د. عبدالرزاق الدرباس افتتح قراءته بتحية لشارقة الشعر وبيت شعرها العامر بالمحبة في قصيدة لا تخلو من تجليات رمضانية مضيئة الحروف قال فيها:

شهد بشارقة الهوى ينساب

ويعرش النسرين واللبلابُ

قمر القوافي ساهر يبني لنا

سفن السلامة والمحيط خرابُ

والشعر يجمعنا بدافئ بيته

شغفاً فتضرب للجمال قبابُ

واختتم القراءات يونس ناصر الذي استسمح الجمهور أن يشدو لوطنه العراق في قصيدة عالية الشجن، ناجى فيها وطنه مشتاقاً ومعتذراً ومستحضراً شجن ابن زريق في محاولة لقول «ما لم يقله ابن زريق» جاء في افتتاحيتها:

عتابُكِ باهظٌ وأنا فقيرُ

وحكمكِ قاطعٌ وأنا أسيرُ

وبحركِ هائجٌ وأنا غريقٌ

تقاذفني العواصفُ والهديرُ

اذا أطفأتُ بركاناً بجنبي

يعودُ بألف بركانٍ يثورُ

وحولي النارُ والرمضاءُ حلفٌ

فممّا أستجيرُ ومن يجيرُ

وأبلعُ غصتي إذ لا أنيسٌ

ولا جارٌ يحنّ ولا سميرُ

لقد يبِست على شفتي القوافي

وجفت دون أشعاري البحورُ

وكرم محمد البريكي المشاركين في الأمسية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"