مراقبة الأسعار

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين

الموضوع الرئيسي الذي يحظى باهتمام أغلبية أفراد المجتمع ويدور حوله نقاشات في الجلسات الأسرية وفي المجالس هو غلاء الأسعار الذي طال كل شيء وعلى وجه الخصوص السلع الاستهلاكية الأساسية بما فيها المواد الغذائية، لعوامل كثيرة تعود في الأساس إلى البلدان المنتجة وتأثر سلاسل الإمداد عالمياً، ما دفع التجار الجشعين إلى استغلال هذه الظروف ورفع الأسعار عشوائياً وبشكل تدريجي.
المستهلك بين كل عملية شراء وأخرى يلمس فرقاً في الأسعار لجهة ارتفاعها، وقد تكون الفترة الفاصلة بين كل عملية شراء أسبوعاً وأحياناً أقل من ذلك، ما يتطلب رقابة شديدة ومكثفة على الأسعار للحد من هذه الظاهرة والسلوكيات المرفوضة من قبل تجار جشعين وبعض منافذ بيع تتسابق في رفع الأسعار ولا تراعي أوضاع وظروف المستهلكين، فهناك الكثير من السلع غير المواد الغذائية شهدت ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، ولا يجد المستهلك من يحميه من الموجات المتلاحقة لارتفاع الأسعار.
وزارة الاقتصاد أعلنت عن آلية تسعيرة جديدة تضمنت ضرورة الموافقة المسبقة شرط لرفع الأسعار ويشمل ذلك 11 ألف سلعة، وهذه خطوة ممتازة، ولكن الآن ارتفعت أسعار أغلبية السلع الغذائية بشكل جنوني، فهل هذه الآلية تعني أن هناك ارتفاعات جديدة ومتواصلة في الأسعار غير التي شهدها ويشهدها المستهلك بين فترة وأخرى، ولماذا لم تكن هذه الآلية موجودة في بدايات الارتفاع الجنوني للأسعار، وإذا كانت فعلاً موجودة لماذا سمح بهذا الارتفاع للأسعار؟
الآلية تضمنت مجموعة من السلع تم استثناؤها من شرط الموافقة المسبقة لرفع الأسعار، وتخضع لمعادلة العرض والطلب، وللعلم بعض السلع في هذه المجموعة ارتفعت في الآونة الأخيرة وخلال فترة قصيرة بحدود 30%، وهي مستمرة في ارتفاع أسعارها، وقد تشهد قائمة هذه المجموعة من السلع والمنتجات ارتفاعات متلاحقة في الأسعار طالما أنها لا تحتاج إلى موافقات مسبقة، والأساس في رفع السعر هو العرض والطلب.
السؤال الذي يطرح نفسه، ما هي نتائج عمليات المراقبة الدورية التي قامت بها وزارة الاقتصاد خلال الفترة الماضية وما زالت مستمرة وشملت 300 سلعة من السلع الأساسية الأكثر استهلاكاً وطلباً من قبل المستهلكين والأكثر مبيعاً في الأسواق، حقيقة ما يتم الحديث عنه عن الرقابة والمتابعة شيء، وما يطبق على أرض الواقع شيء آخر، فأغلبية السلع ارتفعت أسعارها، وعلى المستهلك في هذه الظروف الحد من الشراء العشوائي، والتركيز فقط على الاحتياج الفعلي للحد من زيادة الطلب.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"