عادي

تجزئة السهم.. ما هي ولماذا تلجأ إليها الشركات؟

21:40 مساء
قراءة 4 دقائق

دبي: خنساء الزبير

عندما تشعر شركة ما بأن سعر سهمها مرتفع للغاية أو منخفض للغاية تتجه لخيار تجزئة السهم أو التجزئة العكسية للسهم؛ فعند قيامها بتجزئة السهم تتمكن من خفض سعره لجذب مستثمرين جدد، فيما تعزز التجزئة العكسية سعره، وبذلك تتمكن من الحفاظ على إدراجها في البورصة الرئيسية. وهذا ما يجري بشكل متكرر في «وول ستريت».

ما هي تجزئة السهم؟

تجزئة الأسهم هي عندما يقوم مجلس إدارة الشركة بإصدار المزيد من الأسهم لمساهميها الحاليين دون إضعاف قيمة حصصهم؛ حيث تزيد التجزئة عدد الأسهم القائمة وتقلل من القيمة الخاصة بكل سهم؛ أي يتغير عدد الأسهم القائمة فيما تظل القيمة السوقية الإجمالية للشركة وقيمة حصة كل مساهم كما هي.

لنفترض أن للمساهم حصة واحدة من أسهم الشركة. إذا اختارت الشركة تجزئة الأسهم 2 مقابل 1 فستمنحه حصة إضافية، لكن سيتم تقييم كل سهم بنصف المبلغ الأصلي. بعد التجزئة، وستكون قيمة سهميه نفس قيمة السهم الذي بدأ به.

ما هي التجزئة العكسية؟

تقلل التجزئة العكسية من عدد الأسهم؛ فعلى سبيل المثال إذا كان المساهم يمتلك 10 أسهم من سهم في شركة وأعلن مجلس الإدارة عن تجزئة عكسية للسهم 2 مقابل 1 فسينتهي به الأمر بخمسة أسهم، لكن تظل القيمة الإجمالية لأسهمه كما هي. وإذا تم تقييم الأسهم العشرة ب 4 دولارات لكل سهم قبل التجزئة العكسية فسيتم تقييم الأسهم الخمسة ب 8 دولارات لكل سهم بعدها؛ أي في كلتا الحالتين تظل القيمة الإجمالية لاستثماره 40 دولاراً.

لماذا تلجأ لها الشركات

في كثير من الحالات تكون تجزئة السهم استراتيجية تستخدمها الشركات لتحقيق هدف محدد، وغالباً ما تفضل الشركات فكرة خلق المزيد من السيولة من خلال جعل السعر أكثر جاذبية ويمكن شراؤه من قبل عدد أكبر من الناس. فمن لا يتمكن من شراء سهم أبل بسعر 500 دولار يمكنه شراؤه بسعر 125 دولاراً. من ناحية أخرى غالباً ما تهدف التجزئة العكسية إلى مساعدة الشركة على تلبية الحد الأدنى من المتطلبات للبقاء مدرجة في البورصة. وهي تعمل على توحيد أسهم المستثمر بطريقة تؤدي إلى ارتفاع سعر السهم الذي يمكن أن يجعله يتداول في بورصة عامة. يساعد ذلك على ضمان إتاحة السهم للمزيد من الأشخاص والحفاظ على سيولة الأسهم الحالية. وبينما يُنظر إلى التجزئة العكسية غالباً على أنها علامة خطر للمستثمرين، إلا أنها على المدى الطويل يمكن أن تساعد الشركة على الخروج من المشاكل والتعافي منها.

مفهوم «2 مقابل 1»

تمنح تجزئة السهم 2 مقابل 1 سهمين لكل سهم يمتلكه المستثمر في شركة، فإذا كان لديه 100 سهم في شركة قررت تجزئة أسهمها فسينتهي به الأمر ب 200 سهم بعد التجزئة.

تضاعف تجزئة الأسهم على طريقة 2 مقابل 1 عدد الأسهم التي يمتلكها على الفور، والشائع هو 2 مقابل 1، و3 مقابل 1؛ وعندما قامت الشركات أبل وتيسلا بتجزئة سهما 5 مقابل 1، و4 مقابل 1 كانت هذه خيارات غير مألوفة.

هل تؤثر في المستثمر؟

نظراً لأن تجزئة السهم لا تغير القيمة الأساسية لاستثمار الشخص، فقد لا يلاحظ أي تغييرات جوهرية أكثر من عدد الأسهم في حسابه الاستثماري؛ فلا توجد ميزة خاصة لمن لديهم أسهم بالفعل ولن يتغير شيء بخصوص الملكية؛ حيث يكون لديه ضعف عدد الأسهم لكنها بنصف السعر لذا فهي متوازنة.

أما من ليسوا مساهمين بالفعل يمكن أن تمنحهم تجزئة السهم الدافع لشرائه. على سبيل المثال إذا لم يتمكنوا من قبل من شراء حصة في تيسلا قبل تجزئة سهمها مؤخراً، فقد يتمكنون من الحصول على واحد الآن. ويقول الخبراء إن تمكن المزيد من الأشخاص من شراء السهم يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع سعره، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى زيادة قيمة الشركة؛ مؤقتاً على الأقل.

هل تفيد في ظل انتشار الاستثمار الجزئي؟

نظراً لأن الاستثمار الجزئي، أصبح أكثر شيوعاً يتكهن بعض الخبراء بأن تجزئة الأسهم، ستصبح أقل أهمية لأن الأسهم الجزئية تسمح لك بالشراء في شركة بأي نقطة سعر تقريباً؛ وحالياً الاستثمار في بعض التطبيقات، مثل روبن هود وستاش وغيرهما، إضافة إلى شركات الوساطة، يتيح للعملاء شراء الأسهم الجزئية لبعض الأسهم والصناديق المتداولة في البورصة.

ولكن يقول الخبراء إن من الصعب تحديد كيف سيؤثر الاستثمار الجزئي على الاستثمار وتجزئة الأسهم نظراً لعدم وجود الكثير من البيانات في الوقت الحالي، لكنهم يعتقون بأن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً قبل أن يلغي الاستثمار الجزئي الحاجة إلى تجزئة الأسهم.

في النهاية لا يكون لتجزئة السهم - أو حتى التجزئة العكسية - تأثير فعلي كبير على المستثمرين الحاليين للشركة، لكن يكون على المستثمرين الذين قد يراقبون سهماً معيناً ويأملون في شرائه كاملاً بسعر أقل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"