عادي

حكم التوسل بالنبي أثناء الدعاء لقضاء الحاجة

23:29 مساء
قراءة 5 دقائق

يبحث كثير من الناس عن حكم التوسل بالنبي أثناء الدعاء إلى الله لقضاء الحاجة، وهل يجوز التوسل بسيد الخلق وخاتم المرسلين في وقت يذهب البعض إلى القول إنه بدعة؟

أعظم القربات

تقول دار الإفتاء المصرية في بيانها عن حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، إن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم أمر مشروع، جرى عليه المسلمون سلفاً وخلفاً، ولا يجوز إنكار ذلك، دل على ذلك ما أخرجه النسائي والترمذي وابن ماجه وغيرهم: «أن أعمى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أُصِبتُ في بَصَرِي، فادعُ اللهَ لي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «تَوَضَّأ وصَلِّ رَكعَتَين ثم قُل: اللَّهُمَّ إني أَسألُكَ وأَتَوَجَّه إليكَ بنبيكَ مُحَمَّدٍ، يا مُحَمَّدُ، إنِّي أَستَشفِعُ بكَ في رَدِّ بَصَرِي، اللهم شَفِّع النبيَّ فِيَّ، وقال: فإن كان لكَ حاجةٌ فمِثلُ ذلكَ»، فرَدَّ اللهُ تعالى بصرَه.

وأكد الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء، رداً على سائل يقول: ما حكم التوسل بالنبي وهل التوسل به بدعة؟

من أقرب القربات وأولى الطاعات ونص عليه المولى عز وجل في كتابه الكريم.

واستدل بقول الله تبارك وتعالى: «يا أيها الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ»، وليس من وسيلة أقرب إلى الله تبارك الذي قرن الإيمان به الإيمان بنبيه، وذكر الله مقرون به، «واستغفر لهم الرسول» أي أن استغفار النبي وسيلة من الوسائل التي نتقرب بها إلى الله.

واستطرد: «هناك من يقول «استغفر لهم أو لا تستغفر لهم»، وهذا أمر مستقبح، فالآية تتحدث عن أُناس منافقين أظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر، فلا مقارنة بينهم وبين المؤمن، ولا يجوز الاستشهاد بما نزل في المنافقين ونلقي بها على عموم المسلمين، شأن ما فعله الخوارج».

ومن دعاء التوسل إلى الله بنبيه قول الأعمى: «اللهم إني اسألك وأتوجه إليك بنبيك سيدنا محمد نبي الرحمة، يا سيدي يا محمد رسول الله أتوسل إليك إلى حبيبك رب العزة»، مؤكداً: «لولا توسل النبي لما نجونا يوم القيامة وذلك بطلب شفاعته، وهناك جماعة تغار من النبي وتحس في قولتهم بالمشاكل».

حكم التوسل بالنبي لقضاء الحاجة

وبين الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، معنى التوسل قائلاً: «من المعاني التي أُسيء فهمها في الإسلام في عصرنا الحديث معنى «التوسل» مما يوجب علينا أن نعود للأصل اللغوي والمعنى الشرعي للتوسل قبل الحديث عن حكم التوسل بالنبي الكريم».

ولفت إلى أن الوَسِيلة في اللغة: المَنْزِلة عند المَلِك، والوَسِيلة: الدَّرَجة، والوَسِيلة: القُرْبة، ووَسَّل فلانٌ إِلى الله وسِيلةً إِذا عَمِل عملاً تقرَّب به إِليه، والواسِل: الراغِبُ إلى الله، قال لبيد:

أَرى الناسَ لا يَدْرونَ ما قَدْرُ أَمرِهم:: بَلى كلُّ ذي رَأْيٍ إِلى الله واسِلُ

وتوَسَّل إِليه بوَسِيلةٍ إِذا تقرَّب إِليه بعَمَل. وتوَسَّل إِليه بكذا: تقرَّب إِليه بحُرْمَةِ آصِرةٍ تُعْطفه عليه. والوَسِيلةُ: الوُصْلة والقُرْبى، وجمعها الوسائل (لسان العرب).

وأوضح أنه لا يخرج معنى الوسيلة الشرعي عن ذلك المعنى اللغوي، فإن قضية حياة المسلم هي أن يتقرب إلى الله ويحصل رضاه وثوابه، ومن رحمة الله بنا أن شرع لنا كل العبادات وفتح باب القرب إليه، فالمسلم يتقرب إلى الله بشتى أنواع القربات التي شرعها الله عز وجل، وذلك عندما يصلي المسلم فإنه يتقرب إلى الله بالصلاة، أي أنه يتوسل إلى الله بهذه الصلاة، وعليه فإن القرآن كله يأمرنا بالوسيلة (بالقرب) إلى الله.

وذكرت الوسيلة في كتابه العزيز في موضعين، الموضع الأول: يأمر بها قال تعالى: «يا أيها الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ»، والثاني: يثني الله على الذين يتوسلون إليه في دعائهم قال تعالى «أولئك الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ محذوراً»

دعاء التوسل بالنبي لقضاء الحاجة

- «اللهم بحق نبيك ومصطفاك محمد.. يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، يا ودود يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد، يا فعال لما يريد، أسألك بعزك الذي لا يرام، وملكك الذي لا يضام، ونورك الذي ملأ أرجاء عرشك أن تقضي حاجتي».

- اللهم يا من أرسلت محمداً برسالتك إلى الثقلين.. سبحانك المنفس عن كل مديون، سبحانك المفرج عن كل محزون، سبحان من جعل خزائنه بين الكاف والنون، سبحان من إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، يا مفرج فرج يا مفرج فرج يا مفرج فرج يا مفرج فرج، فرج عني همي وغمي فرجاً عاجلاً غير آجل برحمتك يا أرحم الراحمين.

- اللهمّ إنّا نستعينك، ونستهديك، ونستغفرك، ونؤمن بك، ونتوكّل عليك، ونثني عليك الخير كلّه، نشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، بحق النبي المصطفى اقض حاجتي.

- اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت واصرف عني شر ما قضيت تباركت ربنا وتعاليت.

- اللهمّ إنّي أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.

- اللَّهمَّ إنِّي أسألُك بمعاقدِ العزِّ من عرشِك ومنتهَى الرَّحمةِ من كتابِك، واسمِك الأعظمِ، وجَدِّك الأعلَى، وكلماتِك التَّامَّةِ، ثمَّ سلْ حاجتَك، ثمَّ ارفعْ رأسَك، ثمَّ سلِّم يميناً وشمالاً، (ولا تُعلِّموها السُّفهاءَ فإنَّهم يدعون بها فيستجابُ لهم).

- من كانت لَهُ إلى اللَّهِ حاجةٌ أو إلى أحدٍ من بَني آدمَ فليتوضَّأ، فَليُحسِنِ الوضوءَ، ثمَّ ليصلِّ رَكْعتينِ، ثمَّ ليُثنِ على اللَّهِ عزَّ وجلَّ، وليصلِّ على النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، ثمَّ ليقُل: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ الحليمُ الكريمُ، سبحانَ اللَّهِ ربِّ العرشِ العظيمِ، الحمدُ للَّهِ ربِّ العالمينَ، أسألُكَ موجباتِ رحمتِكَ وعزائمَ مغفرتِكَ، والغَنيمةَ من كلِّ برٍّ، والسَّلامةَ من كلِّ إثمٍ، لا تدع لي ذنباً إلَّا غفرتَهُ، ولا همّاً إلَّا فرَّجتَهُ، ولا حاجةً هيَ لَكَ رضاً إلَّا قضيتَها يا أرحمَ الرَّاحمينَ).

- اللهمَّ إني أسالُك بأنَّ لك الحمدُ، لا إله إلَّا أنتَ وحدَك لا شريكَ لك، المنّانُ، يا بديعَ السماواتِ والأرضِ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ، يا حيُّ يا قيومُ، إني أسالكَ الجنة، وأعوذُ بك من النارِ.

- اللَّهمَّ ربَّ السَّمواتِ السَّبعِ وربَّ العرشِ العظيمِ ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ أنتَ الظَّاهرُ فليس فوقَكَ شيءٌ وأنتَ الباطنُ فليس دونَكَ شيءٌ مُنزِلَ التَّوراة والإنجيل والفُرقان فالقَ الحَبِّ والنَّوى أعوذُ بكَ مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِه أنتَ الأوَّلُ فليس قبْلَكَ شيءٌ وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَكَ شيءٌ اقضِ عنَّا الدَّينَ وأَغْنِنا مِن الفقرِ.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"