عادي
صورة مشرقة للمحتوى العربي في المعرض

«بيغ باد وولف».. بستان للمعرفة يتيح القراءة للجميع

23:32 مساء
قراءة 4 دقائق
معرض بيج باد وولف للكتاب تصوير: (( هيثم الخاتم ))
معرض بيج باد وولف للكتاب تصوير: (( هيثم الخاتم ))

دبي: علاء الدين محمود
«بيغ باد وولف» هُو معرِض كتاب سنوي دولي متنقل، انطلق على أيدي مؤسس منصة «بوكس إكسس» أندرو ياب وجاكلين إن جي عام 2009 في ماليزيا، انتقل إلى عدة مدن منها: جاكرتا، ومانيلا، وسيبو، وكولومبو، وبانكوك، وتايبيه، ودبي. مع خطط للاستمرار حول العالم؛ وذلك بحسب تصريح لجاكلين جي في المؤتمر الصحفي الذي أقيم على شرف استضافة دبي للنسخة الثالثة من المعرض داخل الإمارات، فقد أشارت إلى أن هناك خططاً للتوسع تشمل مدناً إفريقية إلى جانب عواصم عدة في مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي يعني نجاح فكرة المعرض الذي يهدف إلى التشجيع على القراءة، وتوفير جميع أنواع الكتب بأسعار رمزية ومناسبة.

يكتسب المعرض أهمية كبيرة ضمن أفضل منصات عرض وبيع الكتب في العالم، ليس فقط لأسعاره المخفضة؛ بل لأنه يحرص على توفير الكتاب للجميع، ولكل الفئات والطبقات داخل المجتمع الواحد، وهي فلسفة من شأنها أن تجعل نسب القراءة ترتفع في المنصات الدولية، فمن المعروف أن أسعار المؤلفات والمراجع مرتفعة، وصارت عملية القراءة نفسها محتكرة لدى الفئات ذات الإمكانات المالية، وإلى جانب أسباب أخرى، هجر الكثيرون الكتاب، وصارت قلة هي التي تمارس الاطلاع والقراءة، بالتالي فإن «بيغ باد وولف» يكتسب أهميته من كونه يتجه نحو تشجيع عملية القراءة مباشرة، لأنه يتوجه للفئات ذات الدخل المحدود، بوصف القراءة ضرورية لتطوير الأفكار، وتكوين المعرفة، مما يشير إلى أن المعرض يحمل رسالة بدلالات ومعانٍ سامية، تهدف إلى خدمة البشرية جمعاء؛ وذلك بحسب ما أوضح أندرو ياب في مناسبات عديدة، حين أشار إلى أن إطلاق المعرض يهدف إلى بناء جيل جديد من القرّاء باللغتين العربية والإنجليزية. وهي بصمة خاصة تليق بهذا المعرض.

دبي في المقدمة

ولعل من أهم الأشياء التي جعلت دبي تهتم ب«بيغ باد وولف»، أنها تنطلق من ذات الفلسفة، وهي عملية تشجيع القراءة وجعلها متاحة للجميع، فقد أطلقت دبي العديد من المبادرات القرائية التي تهدف إلى خلق أجيال مزودة بالمعارف والعلوم والثقافة؛ لذلك حققت النسخة الأولى من المعرض عام 2018، والثانية عام 2019، نجاحات كبيرة، وهو الأمر الذي أكده أندرو ياب في تصريحاته الكثيرة التي أشارت إلى اعتزازه وافتخاره باحتضان دبي للحدث الثقافي العالمي، فقد ذكر قبيل انطلاقة فعاليات النسخة الحالية أن الدورات التي عقدت في دبي تعد من أكثرها نجاحاً، بما توفر للمعرض من تسهيلات في دبي، وللإقبال الكبير الذي شهده المعرض من كافة الجنسيات، باعتبار أن هناك الكثير من الثقافات التي تعيش داخل الدولة؛ حيث تعد الإمارات موطناً لأكثر من 190 جنسية يعيشون في تناغم وتآلف، بالتالي فإن المعرض يقدم محتوى متنوعاً وشاملاً يتماهى مع هذا التعدد؛ لذا، فإن سر النجاح الكبير يكمن في التقاء فكرة المعرض، وفلسفة الدولة في تقدم المشاريع والخطط الاستراتيجية من أجل القراءة والمعرفة، كما أن نجاح المعرض في دبي، هو نتاج تلك الشراكة القوية التي جمعت المعرض بوزارة الثقافة كشريك لوجستي، وهيئة الثقافة والفنون «دبي للثقافة»، كشريك استراتيجي، ومدينة دبي للاستوديوهات، ومدينة دبي للإنتاج بصفتهما من شركاء الموقع والرؤية، بالتالي فإن مثل تلك الشراكة من شأنها أن تجعل المعرض في دبي قوياً وراسخاً، ومنسجماً مع سعي الدولة المستمر إلى دعم ورفع مستوى القراءة.

ألق مستمر

تأتي الدورة الحالية، بعد توقف اضطراري سببته جائحة كورونا، وهي بحق دورة جديدة تحمل في جعبتها الكثير من الأفكار الجديدة التي تؤكد أن عملية الثقافة صارت ضمن استراتيجيات الدولة الأساسية، تحقيقاً لشعار أن الإنسان هو موضوع التنمية وأساسها، وهو الذي أشارت إليه سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» عضو مجلس دبي، لدى افتتاحها النسخة الجديدة للمعرض عندما أوضحت أهمية الثقافة والمعرفة ومكانة دبي البارزة كمنارة للتنوع الثقافي، ومركز للإبداع والتفاعل الفكري والمعرفي، وتماشى المعرض مع العديد من الأولويات القطاعية ل«دبي للثقافة» ومنها جعل الثقافة في كل مكان وفي متناول الجميع، وفي مقدمتها ثقافة القراءة والمطالعة، التي تعد من أبرز الركائز المعرفية التي تُبنى على أساسها المجتمعات المتحضّرة والمستدامة، وهو الأمر الذي يشير إلى الألق الثقافي والإبداعي المستمر لدبي ودورها الكبير في ترسيخ عملية القراءة والنهوض بالمعرفة، وقد حفلت الدورة الحالية بمؤلفات في شتى المجالات والمعارف من كتب الأطفال والقصص المصورة والأدبية ومؤلفات الاقتصاد وإدارة والأعمال، والهندسة المعمارية، وكتب التنمية البشرية، والمساعدة الذاتية، والطهي وغيرها من معارف مختلفة شكلت لوحة أشبه ببستان كبير للثقافة.
مشاركة عربية لافتة

النسخة الحالية للمعرض، تعد عودة قوية وتحمل الكثير من الإشراقات، فالنسخة الجديدة شهدت مشاركات لدور النشر الإماراتية والعربية، بحسب ما سبق وأشار إليه إبراهيم علي خادم مدير إدارة التراخيص والمحتوى الإعلامي مكتب تنظيم الإعلام التابع لوزارة الثقافة والشباب، عندما أكد أن الدورة الحالية من المعرض خصصت قسماً تبرز فيه أعمال الكتّاب العرب والمحليين، وهو بالفعل الأمر الذي بدا واضحاً في المحتوى العربي داخل المعرض، الذي حفل بإبداعات أجيال الشباب من المؤلفين الإماراتيين، فضلاً عما تضمنه المعرض من مؤلفات في شتى المجالات، الأمر الذي جعل المحتوى العربي يظهر بصورة زاهية، وهو إضافة كبيرة للمعرض الذي كان في السابق يقدم المحتوى الإنجليزي فقط؛ لذلك، فإن هذه المشاركة المحلية والعربية اللافتة، تؤكد بصمة دبي الكبيرة في المعرض.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"