خير وفير

00:30 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

بقاء الحال من المحال، والعتمة التي خيمت على العالم خلال العامين الماضيين، تبدد سوادها، لتشرق شمس الحياة مجدداً كما عهدناها قبل انتشار فيروس كورونا، الذي نكاد في الإمارات لا نشعر بوجوده بعد أن آتت الجهود الجبارة التي بذلت طيلة الجائحة أكلها، لتدور عجلة العمل في كل القطاعات، وتدب الحياة من جديد، غير آبهة بفيروس بات يلفظ أنفاسه الأخيرة في مجتمع تعدت نسبة آخذي اللقاح فيه ال 95%.
الانتصار على كورونا ليس وليد اليوم، فمنذ أكثر من شهرين وإصاباته تكاد لا تذكر، إلا أن التغيير الكبير الذي نشعر به مرده الشهر الكريم، الذي حرمنا خلال العامين الماضيين من شيء كبير من روحانيته، بعد أن كان الخيار الأمثل والأكثر صواباً حينها تقييد الحركة، وإقفال المساجد، ومنع إقامة خيام الإفطار، والتجمعات، ليمر علينا شهر رمضان والحزن يعتري القلوب التي اعتادت أن يكون شهر الخير، للعبادة وصلة القربى.
رمضان هذا العام، مغاير لما سبقه، فالروح عادت للجسد في مساجد تنبض بالمصلين، وموائد الرحمن نراها في الشوارع تستقبل الصائمين، أما المجالس الرمضانية، فقد عادت بقوة لتناقش كل ما يتصل بالمجتمع والتطوير الحكومي، والعائلات فرحت بالاجتماع على سفرة إفطار واحدة، رافعة أيديها بالدعاء إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وقيادتنا الرشيدة، الذين بفضل الله ونعمته، وحسن تدبيرهم، عوضنا عن ما فاتنا خلال العاميين الماضيين خيراً.
«خليك بالبيت» الشعار الذي رافق مرحلة الجائحة، آتى أكله، وقيادتنا الرشيدة التي لطالما راهنت على الوعي المجتمعي، كسبت الرهان، والاستعداد الذي أبدته الإمارات منذ بداية الأزمة لمواجهة الجائحة نعيش اليوم هانئي البال بسببه، بعد أن كرست قيادتنا الرشيدة كافة إمكاناتها وخصصتها لتقليل الخسائر البشرية وانعكاسات الجائحة على أوجه الحياة عامة والاقتصاد خاصة، متحصنة بقطاعات حكومية أظهرت جاهزية عالية مكنتها من مواصلة عملها بفاعلية، وتآزر ووعي مجتمعي وتجاوب مع مختلف الإجراءات والقرارات الصادرة.
صحيح أننا نعيش حالياً في مرحلة التعايش مع الفيروس الذي لم ينته بعد، ولن ينتهي حتى اللحظة التي يكون ليس له فيها وجود بأي مكان في العالم، وإلى حين ذلك نرى حكومة الإمارات مستمرة في بذل الجهود لحماية جميع المواطنين والمقيمين والحفاظ على صحتهم، واعتماد سلسلة من القرارات للتخفيف من تداعيات هذه الأزمة على مختلف القطاعات المحورية، الأمر الذي انعكس على حياتنا اليومية ليعوضنا الله تعالى عن ما فاتنا خلال العامين الماضيين خيراً وفيراً.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"