عادي

عوالم سودانية إنسانية في النادي الثقافي العربي

23:31 مساء
قراءة دقيقتين

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس الأول الجمعة، جلسة أدبية رمضانية حول روايتي: «النهر يعرف أكثر» للكاتب أسامة الشيخ، الفائز بجائزة الطيب صالح للرواية، و«المشي على الزجاج» للكاتبة آن الصافي، الفائزة بجائزة الطيب صالح للكتاب الإبداعي، وقد تولى الناقد الدكتور أحمد عقيلي تقديم عرض عن الروايتين، وأدار الأمسية الإعلامي مجتبى عبد الرحمن، وذلك بحضور د. عمر عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة النادي، وعلي المغني نائب رئيس مجلس الإدارة، وإبراهيم سعيد مدير النادي.

بدأ د. عقيلي مداخلته بالحديث عن جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي، باعتبارها جائزة أدبية عربية مهمة انطلقت عام 2010، وهي تفتح الباب لكل الكتاب العرب للمشاركة فيها.

ثم تحدث عقيلي عن رواية (النهر يعرف أكثر) ومؤلفها له مؤلفات قصصية وروائية كثيرة، وقال: «حين يبحر القارئ في أرجاء الرواية يلمس ذلك البعد الموضوعي التاريخي، حيث نراها تحكي عن حقبة زمنية في السودان القديم إبان الغزو التركي لها، وهي تتناول العادات والتقاليد والتراث السوداني، ويلحظ القارئ أيضاً ذلك الارتباط الوجداني بالمكان؛ حيث استطاع الكاتب أن ينقل لنا صورة المكان بشكل مؤثر وموحٍ ودقيق، وعبر استحضار حملة الدفتردار الانتقامية التي قتلت آلافا من النفوس البريئة في عامة البلاد، وغزو الأتراك مستعينين بالمرتزقة من شتى أنحاء العالم».

ونوّه د. عقيلي بما قدمته الرواية من صورة حية وقوية للشخصية السودانية العروبية المتمسكة بأرضها وجذورها، الرافضة لأي غازٍ أو معتدٍ، أما على مستوى اللغة الروائية، فقد كانت لغة الكاتب الروائية سهلة واضحة بعيدة عن الافتعال والتكلف.

وختم عقيلي بأن الرواية تاريخية بامتياز، لكنها ذات بعد إنساني وجداني عميق، يترك أثراً كبيراً في نفس القارئ لا يزول بسهولة.

بعد إنساني

ثم تناول د. عقيلي رواية «المشي على الزجاج» للروائية السودانية آن الصافي، وهي إعلامية، صدر لها العديد الروايات والقصص، وقال: «الرواية تسلط الضوء على قضية التعلق الشديد من قبل معظم الناس بالشبكة العنكبوتية والعالم الافتراضي، لدرجة تحوّلت فيها حياة الشباب بشكل خاص إلى عالم افتراضي وانسلخوا عن العالمي الواقعي، وهو ما تجلى في شخصية الحفيدة التي كانت توثق كل ما يدور حولها بالصوت والصورة، وتعرضه على حساباتها الافتراضية، وتبعاً لذلك انقسم الفضاء في الرواية بين هذين العالمين المتوازيين، واختارت الكاتبة للعالم الواقعي البيئة الطبيعية، بما تحمله من نقاء وصفاء كالصحراء، وشجرة الغاف، وسد «الشويب».

وخلص عقيلي إلى أن الرواية تحمل رسائل إنسانية اجتماعية هادفة، تسعى لبناء أسس حياة اجتماعية مثالية، وتؤسس للمستقبل في ظل حمى الثقافة الرقمية والتواصل الاجتماعي لو صح التعبير.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"