عادي

غسان الحسن: رأيت أبوظبي تُبنى مرتين

00:40 صباحا
قراءة 3 دقائق
يتوسط لجنة تحكيم شاعر المليون
الدكتور غسان الحسن في مكتبه (تصوير: محمد السماني)
ويتوسط أسرته في أبوظبي

أبوظبي: نجاة الفارس
حضر الأردني د. غسان الحسن للإمارات قبل 48 عاماً، أي في المرحلة الأولى من تأسيس الدولة، ومن موقع إقامته في أبوظبي يعتبر شاهداً على نشأة الإمارات وتطورها يوماً بيوم وخطوة خطوة. والحسن، وهو من مواليد 1944، حاصل على دكتوراه في اللغة العربية وآدابها، تخصص الشعر النبطي (وهي دراسة غير مسبوقة)، وحاز جائزة أبوظبي 2016، وصدر له 54 كتاباً في التراث والشعر النبطي. وهو عضو لجنة تحكيم مسابقة «شاعر المليون»، منذ الموسم الأول، ومستشار ثقافي في «أكاديمية الشعر- أبوظبي». كذلك حصل على جائزة الإبداع من مؤسسة العويس الثقافية 2016، ويعمل على استكمال الموسوعة العلمية للشعر النبطي. ويرى الحسن أن الشعر كان له دور عظيم في بناء الدولة وفي الترويج للفكر الجديد.

1
الدكتور غسان الحسن في السبعينات

يقول د. غسان الحسن: وصلت إلى الإمارات للمرة الأولى في 17 يونيو/حزيران 1974، وعرفتها سابقاً عبر الكتب المدرسية لمادة الجغرافيا، حيث درسنا عن أبوظبي والشارقة، وجميع إمارات الدولة، وعندما وصلنا إليها وجدناها بلداً مدللاً جميلاً آمناً بريئاً، وواضحة فيه خطط التطوير والبناء. وكنا نرى ما يحدث في الدولة بتطوير الإنسان والبنية التحتية وفي جميع المجالات المشهودة.

شاهد

ويضيف: أزعم أني رأيت أبوظبي وهي تُبنى مرتين، في أماكن شهدتها لم تكن شيئاً، كانت أرضاً سبخة معدومة الحياة، رأينا العشش والبيوت الشعبية، والشوارع غير المعبدة في أبوظبي، ثم رأيناها وهي تزدهر وتتطور وترتفع، والشوارع تفتح والمدارس تنشأ والمستشفيات تقام. ثم أُنشئت الجامعات وبدأت تتوسع وتزدهر، ورأينا أبوظبي وهي تنمو عمودياً حتى في البنايات، بدأت بأربعة طوابق ثم 12 طابقاً ثم 18 طابقاً وهكذا.

ويضيف: جميع دراستي كانت في اللغة العربية في الليسانس، لكن في الماجستير ذهبت باتجاه الموروث الشعبي، وفي الدكتوراه تناولت الشعر النبطي على وجه الخصوص، وهي دراسة غير مسبوقة. عندما حضرت للإمارات عملت مدرساً للغة العربية في ثانوية أبوظبي وكانت الثانوية الوحيدة وقت ذلك في الإمارة، ومكثت فيها 3 سنوات. ثم انتقلت إلى وزارة الإعلام والثقافة، وكان عبيد القصير، مدير الإدارة الثقافية فيها، فطلبني لأنه كان بحاجة إلى رؤساء أقسام مؤهلين، والتحقت بها رئيساً لقسم التأليف والنشر واستمررت بهذا المنصب إلى أن انتقلت إلى هيئة الثقافة والتراث التي كانت بقيادة المرحوم محمد خلف المزروعي، سنة 2006، وما زلت في هذا المكان مستشاراً للثقافة والأدب الشعبي في أكاديمية الشعر التابعة للجنة إدارة المهرجانات.

نظرة شمولية

يملك د. غسان الحسن نظرة شمولية للوطن العربي، كما يصفها، ويقول عن ذلك: عملت في ليبيا 6 سنوات قبل أن أحضر للإمارات، لكن لم يكن حينها لديّ أسرة، فقد كوّنتها هنا في أبوظبي، وبطبيعتي أنا محب للعرب والعروبة، لديّ ولدان وبنتان: نزار مواليد 1975 ويعمل في إدارة الأعمال، وقصي مواليد 1978، ويعمل صيدلانياً. ثم دانة، وهي مسؤولة في عيادة سكري، ولمى، أصغر منها بعام وتعمل في الترجمة الفورية. والحمد لله عشنا هنا بدون أي مضايقات، بحبنا للناس وحب الناس لنا.

أدوار مهمة

وبالنسبة لمرحلة التأسيس والبناء في الإمارات، يقول د. غسان الحسن: كان الاتحاد في سنواته الأولى، وكانت الدولة تنهض من رحم الماضي في بناء جديد، وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، موجوداً على رأس كل شيء، وكانت له رؤية غير مكتوبة، ولكن كنا نشعر أنها موجودة في ذهنه ويسير في اتجاهها، ويوجه جميع الأمور نحوها بالاتجاه نفسه، وهي أن الإنسان أولاً، ثم النهضة المادية، وكل الجهات تعمل بهذا الاتجاه. مثلاً، الشعر كان له دور في بناء الدولة وفي الترويج للفكر الجديد وللنهضة الجديدة، وكان الشعراء من أهم الناس، وكان للشيخ زايد اهتمام كبير بهم ويوجههم في مجالسه، لذا نجد أنهم قاموا بأدوار عظيمة جداً ساهمت في بناء الدولة. وأقول ذلك لأنني بمجال الشعر والأدب، ولكن إذا اطلعنا على مجالات أخرى، نجد أن هذا المسار موجود فيها كلها.

أسس وقوانين

عن تجربته في لجنة تحكيم مسابقة «شاعر المليون» يقول د. غسان الحسن: لست قاسياً مع المتسابقين، ولكن دراساتي بالشعر النبطي أكاديمية علمية ترتكز إلى أسس وقوانين بالشعر النبطي عرفتها واستخرجتها وأسير عليها، لذلك لا يوجد لدي لون رمادي، إما أبيض وإما أسود. كما أن جميع أعضاء لجنة التحكيم كل له مساره، وهذا مساري، ونحن جميعاً يكمل بعضنا بعضاً، وأنا أستكمل «موسوعة علمية للشعر النبطي» التي صدر منها 15 جزءاً وستتوالى الأجزاء إلى أكثر من 25، ووضعت فيها جميع الأسس العلمية له.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"