معرض الكتاب الإماراتي

00:20 صباحا
قراءة دقيقتين

احتفظ بنسخة عزيزة عليّ من كتاب «كلنا، كلنا، كلّنا نحب البحر» الصادر عن اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في العام 1986 (الطبعة الأولى). وصَمّم غلاف هذا الكتاب الذي يُشكّل أوّل إصدار في منشورات الاتحاد الفنان التشكيلي السوري عبد اللطيف الصمودي، الفنان الأصيل والذي عاش في الإمارات في ثمانينات وتسعينات القرن العشرين، وواكب الحركة التشكيلية الإماراتية منذ بداياتها، ثم رحل عن هذه الدنيا الفانية ودفن في تراب الإمارات الطهور. 
 كنت قد وضعت تاريخاً على صدور هذا الكتاب الذي يضم بين غلافيه النخب القصصية الإماراتية الأولى والريادية، وبعضها كتب في السبعينات والثمانينات، وكان التاريخ المدوّن على الكتاب يشير إلى 25-9-1968 وقد كتبت هذه الملاحظة بالقرب من التاريخ..: «..الشارقة، ذكرى تعديل النظام الأساسي لاتحاد كتّاب وأدباء الإمارات..».
أردت أن أكتب عن الدورة الثانية من معرض الكتاب الإماراتي التي تنطلق في الشارقة في 20-4-2022، ويأتي تنظيم المعرض بتعاون وتنسيق بين هيئة الشارقة للكتاب وبين اتحاد الكتّاب، فإذ بهذه الذكريات الصغيرة الغالية تأتي مقدّمة حنينية لهذه الكتابة المباشرة بمناسبة انطلاق المعرض بعد أربعة أيام في مبنى هيئة الشارقة للكتاب في منطقة الزاهية في الشارقة، وأقترح هنا قراءة عدد من المؤشرات التي تفرض نفسها خلال الأيام الخمسة القليلة التي ينتظم فيها المعرض، وأرى أنها مؤشرات تهمّ الصحفي الثقافي، وأعضاء الاتحاد، والناشرين في الإمارات.
أولاً: عدد أعضاء اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات من عاملين ومنتسبين في نحو المئتي كاتب وكاتبة، نشر الاتحاد للكثير منهم منذ 1986 وحتى اليوم، ونستطيع، ولو من ناحية انطباعية أن نكوّن فكرة مكتملة حول مسارات النشر في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات من خلال عناوينه المطروحة في المعرض، ونحن هنا نتحدث عن مئات إن لم يكن آلاف العناوين الصادرة عن الاتحاد في حقول الرواية، والشعر، والقصة القصيرة، والتراث، وأدب الطفل، والترجمة، والدراسات، والنقد الأدبي في حوالي 44 عاماً متواصلة.
اتحاد الكتّاب جهة نشرية لها اعتبارها الأدبي والمعنوي في الإمارات، وحين تتبنى لجان النشر في الاتحاد طباعة كتاب لعضو مُسجل رسمياً في الاتحاد، فإن النشر في حد ذاته اعتراف بقيمة هذا الكتاب، عدا الدعم المعنوي والمادي المهم الذي يحوزه الكاتب من وراء تبنّي الاتحاد لطباعة كتابه.. 
معرض الكتاب الإماراتي الذي يقوم في هذه الدورة على 10 دور نشر تعرض عناوين وإصدارات الكتّاب الإماراتيين يشكّل مؤشراً ميدانياً على حركة النشر وصناعة الكتاب في الإمارات، مع الأخذ بعين الاعتبار أن دور النشر المحلية هي بالعشرات في الدولة، وليست 10 دور نشر فقط.
معرض الكتاب الإماراتي يؤشر لنا عملياً وميدانياً على حجم الكتب الصادرة بأقلام كاتبات وكتّاب شباب في الإمارات بشكل خاص، ويؤشر المعرض على حجم كتب النقد التي تناولت الظاهرة الأدبية في الإمارات على مدى عقود من الزمن، كما يؤشر المعرض على حجم الترجمة، وما مصير إعادة طباعة كتب ثمانينات القرن العشرين، وغيرها من عناوين نافدة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"