عادي

منارة غرب إفريقيا

22:01 مساء
قراءة 3 دقائق
مبنى كلية زايد للعلوم الإدارية والقانونية
إقبال على الدراسة في الكلية

كتب: راشد النعيمي

تعد كلية زايد للعلوم الإدارية والقانونية بمدينة باماكو، عاصمة جمهورية مالي من أبرز المشروعات التي نفذتها مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية في هذا البلد الإفريقي بكلفة إجمالية تقدر بحوالي 6 ملايين دولار بالتعاون مع الحكومة. وجهزت الكلية بشكل كامل من حيث البناء وتأثيث القاعات الدراسية والملاعب والمكتبات ومختلف المرافق اللازمة، وفقاً لأحدث الطرز على مستوى العالم. وتأتي الكلية ضمن مشاريع عديدة، استمراراً للجهود الإنسانية والتنموية التي تضطلع بها دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة في جمهورية مالي، انطلاقاً من التزامها الصادق تجاه الأشقاء والأصدقاء وتحقيقاً لأغراض التنمية في مجتمعاتهم، وتواصلاً لدور الدولة التنموي في مالي من خلال دراسة احتياجاتها التنموية والإنسانية، وتقديم المزيد من الدعم والمساندة للمتأثرين من الأوضاع الإنسانية السائدة هناك.

تؤكد دولة الإمارات دائماً أنها لن تدخر وسعاً في سبيل تلبية احتياجات الساحة الإنسانية في مالي في مختلف المجالات التنموية، وتقديم المزيد من العون والدعم للشرائح الضعيفة والمحتاجة.

حكومة مالي بادرت بتخصيص أرض المشروع في موقع ممتاز بالعاصمة باماكو بأمر من الرئيس أحمد توماني توري، ويتيح مشروع الكلية فرصة التعليم الجامعي لخريجي المدارس العربية الإسلامية في مالي وبلاد غرب إفريقيا بصفة عامة، ويساعد على تحسين مستواهم الاجتماعي والاقتصادي.

وأولت مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية هذا المشروع اهتماماً خاصاً، باعتباره منارة للعلم في غرب إفريقيا ، إذ جرى الإسراع في تنفيذ هذا المشروع على أحسن صورة حتى يتمكن الجميع في مالي من الاستفادة. كذلك خصصت المؤسسة وقفاً للكلية لمساعدتها على الاستمرار في أداء رسالتها العلمية والاعتماد بنسبة كبيرة على مواردها الذاتية في تمويل نشاطاتها، وبحيث يخصص جزء من ريع هذا الوقف للطلبة المحتاجين الذين لا يتمكنون من توفير الرسوم والنفقات الدراسية.

وتتاح الدراسة في الكلية التي دشنت في عام 2009 لأبناء جمهورية مالي من محدودي الدخل ، وخصوصاً خريجي معاهد اللغة العربية، وذلك تشجيعاً لنشرها في المنطقة، ولتكون الكلية منارة علم تشهد على اهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بنشر نور العلم في مختلف أصقاع الأرض.

وتجسد كلية زايد للعلوم الإدارية والقانونية في باماكو، التي أقيمت على نفقة مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، تجسيداً لمفهوم العمل الإنساني، بهدف إتاحة فرصة التعليم الجامعي لخريجي المدارس العربية الإسلامية في مالي، وتشمل كلية جامعية تضم ثلاثة معاهد عالية، هي معهد العلوم الاقتصادية (8 فصول)، ومعهد الإدارة وعلوم الحاسوب (8 فصول)، ومعهد الدراسات القانونية (7 فصول)، ومدرجات للمحاضرات، وقاعات مركز الحاسب الآلي، ومعمل للغات، ومستوصف، ومكتبة عامة، ومسكن لمدير الكلية، بالإضافة إلى مبنى الإدارة ومسجد ومطبخ وملاحق الخدمات، وأنجز المشروع عام 2009.

وتؤكد الكلية بخدماتها المتعددة إسهام المؤسسة وتحقيق أهدافها في إنشاء ودعم المراكز الثقافية والإنسانية والبحث العلمي والمؤسسات التي تهتم بالتوعية والتعريف الصحيح بتعاليم الدين الحنيف وآدابه وتراثه وحضارته، وإسهامات العلماء في تطوير الحضارة الإنسانية، وكذلك الإسهام في إنشاء ودعم المدارس ومعاهد التعليم العام والعالي، ومراكز البحث العلمي والمكتبات العامة، ومؤسسات التدريب المهني، وتقديم المنح الدراسية وزمالات التفرغ العلمي، ودعم جهود التأليف والترجمة والنشر، سعياً إلى تحقيق أهدافها ورؤيتها من خلال تطبيق دورها العلمي والمهني والاجتماعي والوطني داخل الإمارات وخارجها.

ويدل المشروع على رسالة المؤسسة التي تحمل توقيع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهي «إن الإنسان هو أساس أية عملية حضارية.. اهتمامنا بالإنسان ضروري، لأنه محور كل تقدم حقيقي مستمر مهما أقمنا من مبانٍ ومنشآت ومدارس ومستشفيات.. ومهما مددنا من جسور وأقمنا من زينات، فإن ذلك كله يظل كياناً مادياً لا روح فيه.. وغير قادر على الاستمرار.. إن روح كل ذلك الإنسان، الإنسان القادر بفكره، القادر بفنه وإمكاناته على صيانة كل هذه المنشآت والتقدم بها والنمو معها».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"