عادي
قفزات سعرية قوية للأسهم بدعم النتائج والاستحواذات

10.3 مليار فقط سيولة أقوى 10 شركات أداءً منذ مطلع العام

23:04 مساء
قراءة 5 دقائق
سوق دبي المالي

أبوظبي: مهند داغر

شهدت العديد من أسهم الشركات المدرجة في سوقي أبوظبي ودبي الماليين، قفزات سعرية قوية في الفترات الأخيرة، فبعضها مرتبط بعوامل منطقية، نتيجة أخبار ونتائج مالية قوية أو عمليات استحواذ واندماج، وبعضها الآخر مرتبط بتضخم سعري قد يكون من دون مبرر بالنظر إلى الضعف الواضح في السيولة على أسهمها.

وبلغت سيولة الأسواق منذ بداية العام 158.15 مليار درهم، منها 129.17 مليار درهم في أبوظبي، و 28.98 مليار درهم في دبي، لتسأثر أسهم الشركات العشرة الأكثر ارتفاعاً في الأسواق على ما نسبته 6.5% من القيمة الإجمالية للتداولات.

وأظهر رصد ل«الخليج» استحواذ 10 أسهم الأعلى ارتفاعاً في الأسواق منذ بداية عام 2022 وحتى آخر جلسة تداول يوم الجمعة الماضية، على 10.36 مليار درهم من السيولة، منها 8 شركات مدرجة في سوق أبوظبي، إضافة إلى شركتين بسوق دبي.

ويرى الخبراء أن البحث بالأسباب الحقيقية وراء الارتفاعات اللافتة لبعض الأسهم من أهم العوامل التي يجب أن يأخذها المستثمر في عين الاعتبار قبل الإقدام على الاستثمار فيها، خصوصاً وأن سعر السهم المرتفع مرتبط بالنجاح الكبير للشركة، وفي المقابل مرتبط بإخفاقات معينة وأداء ضعيف.

ويجمع الخبراء على أن من أهم الأسباب التي أدت إلى الارتفاعات اللافتة وبقفزات سعرية قوية لأسهم شركات مدرجة في أسواق الإمارات، إما مرتبطة بأداء مالي قوي لديها وإما بوجود عمليات استحواذ واندماج وزيادة رأسمالها ودخول مستثمر قوي، وإما بسبب الظروف العالمية التي انعكست إيجاباً على بعض الأسهم إلى جانب ارتباط بعضها بالعرض والطلب.

الصورة

ارتفاعات قوية

وفي رصد ل«الخليج»، قفز سهم «غذاء القابضة» المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية منذ مطلع العام الجاري، وحتى آخر جلسة تداول يوم الجمعة الماضي بنسبة 296.36% وصولاً إلى مستوى 109 دراهم، وبسيولة بملياري درهم على عدد 47 مليون سهم، ليضيف السهم مكاسب إلى سعره ب81.5 درهم، فيما ينظر الخبراء إلى أن الارتفاع في أسعار أسهم الشركة قد يكون مرتبطاً بالتضخم العالمي في أسعار الغذاء.

كما ارتفعت أسهم أخرى بنسب لافتة منذ بداية العام منها: «إيزي ليس» بارتفاعه 82.76% عند مستوى 53 درهماً؛ وذلك من خلال سيولة ب302 مليون درهم على عدد 8.76 مليون سهم.

وزاد سهم «البنك التجاري الدولي» 72.41% إلى مستوى 1.05 درهم، مستقطباً 4.47 مليون درهم على عدد 5.6 مليون سهم. ومن جانبه قفز «فيرتغلوب» بنسبة 63.07% عند مستوى 5.74 درهم، من خلال سيولة قوية قرب 5 مليارات درهم على كميات بعدد مليار سهم، علماً أن الشركة تعد أكبر منصة في العالم للأسمدة النيتروجينية.

بينما زاد سهم «الخليج للمشاريع الطبية» بنسبة 61.76% إلى مستوى 2.75 درهم، على وقع سيولة هزيلة للغاية ب258.64 مليون درهم على كميات بعدد 116 ألف سهم فقط.

وارتفع سهم «الإمارات للمرطبات» المدرج في سوق دبي، بنسبة 52.74% عند مستوى 10.05 درهم، من خلال سيولة ب21.6 مليون درهم، عبر التداول على 2.5 مليون سهم.وجاء في ترتيب الأعلى ارتفاعاً في سوق سهم «الظفرة للتأمين» بنسبة 47.54% مغلقاً عند 6.61 درهم، لكن وبالنظر إلى مستويات السيولة على السهم، لم تتجاوز 887 ألف درهم على كميات بعدد 180 ألف سهم.

وقفز سهم «إشراق للاستثمار» 41.57% عند مستوى 0.504 درهم، مستقطباً 833.4 مليون درهم من السيولة على كميات بعدد 2.1 مليار سهم، يذكر أن أسهم شركة «إشراق»، كانت قد استحوذت على كامل أسهم «جولديلوكس».

تلاه في المركز التاسع سهم «الشارقة للتأمين» بنسبة ارتفاع 41.51% إلى مستوى 1.5 درهم، عبر سيولة ب1.3 مليون درهم على مليون سهم.

وعاشراً جاء سهم «دبي للاستثمار» بارتفاعه 35.75% إلى مستوى 2.62 درهم، مستحوذاً على سيولة ب1.18 مليار درهم والكميات المتداولة 517.85 مليون سهم.

الصورة

عوامل منطقية

قال المحلل المالي وضاح الطه: هناك أسواق عالمية تشهد ارتفاعات قوية في أسعار أسهمها، ويرتبط بعوامل منطقية؛ نتيجة نتائج مالية قوية، وتوقعات مستقبلية إيجابية للشركة - مستقبل واعد- وبعضها يكون الدخول على أسهمها على أساس نظرية القطيع عند قيام جهة استثمارية بقيادة أسهم الشركة، وبالتالي يؤدي إلى قفزات سعرية.

وأوضح الطه أن هذه العوامل تقاس بمكرر الربحية للسهم، كونه يعد مؤشراً يقيس سعر السهم إلى ربحيته، وبالتالي مدى تضخم السعر المرتبط أحياناً بالنجاح الكبير للشركة وفي أحيان أخرى يرتبط بإخفاقات معينة وأداء ضعيف. وشدد الطه على أنه لا يمكن التعميم بطريقة واحدة ونمط واحد، ولكن يجب البحث بشكل فردي، فأحياناً في حال دخول مستثمر قوي، فإنه بالتالي يرتفع سهر السهم، وعند تخفيض رأس المال وزيادته كذلك.

استحواذات

بدوره، أكد إياد البريقي، رئيس إدارة تطوير الأعمال في شركة الدار للأسهم والسندات، وجود العديد من العوامل خلف ارتفاعات أسهم الشركات بقفزات كبيرة، لاسيما الأسهم الإماراتية.

وأوضح البريقي أن النمو وارتفاع الإيرادات وعمليات الاستحواذ والدخول في مشاريع جديدة والتحالفات الاقتصادية والتوقعات عن نتائج مالية ضخمة، إلى جانب تخفيض وزيادة رأس المال، كلها أسباب خلف ارتفاع أسهم الشركة بصورة لافتة، وبنسب كبيرة وتحقيق أسعار جيدة.

وشدد البريقي على أن أسواق الأسهم لا تعتمد فقط على عوامل الطلب والعرض، وإنما هي أشمل وأوسع حساسية، مع ارتباطها ارتباطاً وثيقاً بالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والسياحية وغيرها.

وتابع البريقي: إن من أبرز أسباب القفزات الكبيرة في الأسعار بشكل عام، يرجع في الأغلب إلى الاستحواذات، وهو ما تقوم به جهة معينة لشراء حصة كبيرة في شركة مدرجة، أو دخول هذه الشركة في تحالف أقوى في نفس قطاع الأعمال أو غيره، وكذلك ضخ سيولة في الشركة، للبدء في مشاريع جديدة أو استثمارات مجدية لها نفس ردة الفعل، أو توقعات بنتائج مالية ضخمة أو تحقيق نتائج مالية ضخمة تؤدي أيضاً لحدوث هذه القفزات.

وقال البريقي: إن زيادة رأس المال أو حتى تخفيض رأس المال والذي يعده البعض سلبياً فهو على العكس مفيد لمستقبل الشركة ومساهميها وعودة أعمالها.

العرض والطلب

بدوره، قال وائل محيسن المدير العام لشركة غلوبال لتداول الأسهم والسندات: يعد العرض والطلب من العوامل المؤثرة في أسعار أسهم الشركات، فالعرض مرتبط بمدى توافر أسهم معينة، بينما الطلب يرتبط بمدى رغبة المستثمرين في شراء أسهم هذه الشركة، بمعنى أنه كلما قل العرض وازداد الطلب، ارتفع سعر السهم، والعكس صحيح.

وأشار محيسن إلى أن العديد من أسهم الشركات الإماراتية شهدت نمواً في الطلب على أسهمها، الأمر الذي ساهم في ارتفاع أسهمها نتيجة لعدة عوامل منها الأداء الجيد التي حققته أو توقعات النمو في قطاعاتها، وبعضها الآخر مرتبط بتوزيعات الأرباح التي إذا ما جاءت أعلى من المتوقع، فإن أسعار الأسهم تميل إلى الارتفاع والعكس صحيح.

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"