عادي

«أبو فلة».. الأول على صفحة المحتوى الرائج

23:37 مساء
قراءة دقيقتين
الأرقام تجعلنا نتوقف عند «أبو فلة» الذي يعتبر النموذج الذي يتطلع إليه شباب اليوم

الشارقة: زكية كردي

كلمات مثل أقوى، وأجمل، وأول، وكل ما يشير إلى التفوق والأسبقية، تعتبر مفاتيح الملايين من العناوين المجانية التي نتوقع خلفها هشاشة المحتوى الذي لا يرقى إلى ميزان دلالة الكلمة «الطعم»، لكن عندما يكون الفيديو مدعوماً بالأرقام فهذا يعني شيئاً لا بد من التوقف عنده، مثل فيديو «أقوى سيت آب في العالم» على قناة نجم الألعاب الإلكترونية الشهير «أبو فلة»، الذي حقق 6.6 مليون مشاهدة خلال ثلاثة أيام فقط، وصنف بأنه الأول على صفحة المحتوى الرائج.

لا شك أن هذه الأرقام تجعلنا نتوقف عند «أبو فلة» الذي يعتبر النموذج الذي يتطلع إليه شباب اليوم، وقد وصل متابعو قناته إلى 25 مليون متابع على موقع «يوتيوب»، وهذا رقم لا يستهان به في عالم الشهرة، خصوصاً أن شهرة الشاب الكويتي حسن سلمان الشهير بأبو فلة، لا تقتصر على فئة الشباب وحسب، فقد تمكن من لفت أنظار العالم في الأشهر الماضية، من خلال تعاونه مع مفوضية اللاجئين لجمع مليون دولار ببث مباشر استمر لأكثر من 28 ساعة حتى اكتمال المبلغ، ليعود مجدداً مع مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لجمع 11 مليون دولار لتدفئة اللاجئين، فبدأ البث في غرفة زجاجية من مدينة دبي؛ حيث بقي ملتزماً البث المباشر ل12 يوماً حتى اكتمال المبلغ لتدفئة 110 آلاف عائلة، وقد زار الآلاف موقع البث، وبقيت أنظار العالم ترصد المشهد المؤثر لهذا الشاب الذي امتلك هذا التأثير الكبير على أبناء جيله، وعرف كيف يوجهه إلى خدمة الإنسانية فأثر بالعالم أجمع.

قد يصعب على الكثيرين من الأجيال الأكبر سناً فهم جنون عالم الألعاب الإلكترونية والامتناع عن انتقاد اهتمامات شباب ومراهقي اليوم، ولعلّ خوفهم من تأثير هذه الألعاب على عقول واهتمامات أبنائهم وعلى مستقبلهم الدراسي والعملي هو خوف مشروع بلا شك، إلا أن «أبو فلة» استطاع أن يمد جسراً للحوار مع كل هذه المخاوف، ويثبت أنه حتى وإن كان معزولاً بالنسبة لهم داخل موقع تصويره الجديد الذي يبدو أشبه بمركبة فضائية من عالم آخر، إلا أن الإنسانية لا تتغير حتى وإن كان الاختلاف بين الأجيال هو سنة الحياة وضرورة التطور.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"