عادي
ينظمها مسيحي مصري سنوياً وتتسع لـ 800 فرد

«مائدة عجايبي» تبهر السائحين في الغردقة

23:38 مساء
قراءة دقيقتين

القاهرة: «الخليج»

تجذب مائدة عجايبي للإفطار في رمضان، مئات المصريين والأجانب على حد سواء، طوال أيام الشهر الفضيل، بعدما تحولت إلى واحدة من أبرز المعالم السنوية لمدينة الغردقة المصرية، لما تقدمه للصائمين من مختلف الأطعمة التي تضاهي في جودتها موائد الطعام في الفنادق القريبة، العامرة بما لذ وطاب من مأكولات.

ويحرص المسيحي المصري محارب عجايبي، على تنظيم تلك المائدة العامرة بمختلف الأطعمة والمشروبات، لإفطار الصائمين طوال أيام رمضان، منذ سنوات بعيدة، حتي صارت مائدته التي تتسع لأكثر من 800 فرد، قبلة لكثيرين من رواد تلك المدينة السياحية.

تستقبل مائدة عجايبي الصائمين، من بداية شارع النصر، حيث يشرع عشرات العمال الذين يعملون مع عجايبي، في تجهيز الموائد يومياً بامتداد الشارع، قبيل موعد الفطار بنحو ساعتين، وهم يرتدون ملابسهم البيضاء المميزة، والقفازات على نحو يشي بنظافة فائقة، قبل أن يشرعوا في رص مختلف أصناف المأكولات بطريقة فخمة، تضاهي ما يصنعه شيفات المطاعم الكبرى.

ويقول محارب عجايبي، وقد دخل عقده السادس، إنه يجد سعادة خاصة في نفسه، وهو يواصل ما بدأه والده قبل سنوات بعيدة، مشيراً إلى أنه يشعر دائماً بالفخر والسعادة، عندما يصفه أهالي الغردقة بأنه «صاحب أكبر مائدة رحمن في المدينة».

قبل سنوات بعيدة، بدأ سمير عجايبي والد محارب في تنظيم موائد الرحمن، لإفطار الصائمين من العمال المسلمين الذين يعملون في المحال التجارية التي يملكها بالغردقة، قبل أن يشاركه ابنه تلك العادة الموسمية، انطلاقاً من شعور يصفه محارب قائلاً: هو نفس الشعور الذي يشعر به المرء عندما يدعو جاراً أو صديقاً له على الإفطار في بيته، فقد تربينا منذ الصغر على أن مصر نسيج واحد، لا فرق بين مسلم ومسيحي، لأن ما يجمعنا في النهاية هو وطن واحد، وجميعنا نعبد إلهاً واحداً.

يضيف عجايبي: لا أبتغي من إفطار الصائمين من المساكين وعابري السبيل في تلك المدينة البعيدة المتاخمة لشاطئ البحر الأحمر، سوى مرضاة الله، وأي خير يقدمه الإنسان، سوف يلقى في النهاية رضا الله عليه، بما يتلقاه من دعوات الناس الطيبين.

ولا يكتفي عجايبي بمائدته العامرة طوال رمضان، لكنه يخصص جزءاً من جهد مطبخه الضخم الذي يقوم على إعداد وجبات الإفطار، لوجبات أخرى يوزعهاعلى بيوت كثير من الأهالي البسطاء، الذين قد يمنعهم الخجل من الجلوس على مائدته، وهو يقول عن ذلك:«جميعهم أهلي، فقد تربينا معاً، وقضينا طفولتنا سوياً، وفي النهاية لا شيء يضاهي حجم ما أشعر به من سعادة، عندما أفطر كل يوم طوال أيام شهر رمضان مع أهلي وإخوتي من المسلمين».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"