عادي
فازت بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية

شيخة المطيري: الشاعر يكتشف أكثر من حياة في التاريخ

00:02 صباحا
قراءة 4 دقائق
شيخة المطيري
  • الإنسان يبقى المحور الأصيل لأي قصيدة

حوار: نجاة الفارس
أكدت الشاعرة الإماراتية شيخة عبدالله المطيري، التي فازت مؤخراً بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية وحصلت على المركز الأول في مجال الشعر، أن هذه الجائزة تعتبر توثيقاً لمرحلة الكتابة الشعرية، وإيجاد مساحة للشاعر كي يحفظ التاريخ اسمه وكتابته، وإن وجودي وانتمائي لدولة مثل الإمارات كان له بالغ الأثر في النشأة المتزنة معرفياً وإبداعياً.

وأضافت في حوار ل«الخليج» حين نغوص في التاريخ نستكشف أكثر من حياة ومن هناك يتولد إلهام جديد للقصيدة، فالتاريخ ليس أحداثاً تروى فقط، لكنه عالم من المشاهد الإنسانية والانفعالات والحوارات التي تأتي بقصيدة لها وقع مختلف، مبينة أن الترجمة أوضحت لنا أن الشعر هو الشعر والإنسانية هي الإنسانية في كل مكان، لكل ثقافة معطياتها، لكن الإنسان يبقى هو المحور الأصيل في القصيدة.

ماذا يمثل لك الفوز بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية وحصول ديوانك «وأظن أنا» على المركز الأول في مجال الشعر، وكيف تنظرين إلى دور الجائزة في إثراء الحركة الثقافية؟

- الجائزة بالنسبة لي توثيق لمرحلة الكتابة الشعرية، وإيجاد مساحة للشاعر يحفظ التاريخ اسمه وكتابته، لم أكن سابقاً أفكر بخوض تجارب المسابقات والجوائز، لكن هذه الجائزة تحمل اسماً عزيزاً علي وهو الشارقة، لذا أردت أن أخوض تجربة البحث عن شيء يبقى معي دائماً، خاصة أن الجائزة على مستوى كاتبات الخليج، وأردت أن أعرف هل لي حضور جيد على مستوى الخليج؟ أم أنني أعيش وهم الكتابة وحدي ويصفق لي الأصدقاء فقط.

كيف أثرت البيئة المحيطة بك في تشكيل تكوينك الشعري؟

- البيئة التي أعيش فيها لها أثر واضح وكبير، فقد نشأت في منزل فيه مكتبة عامرة بكتب الشعر والتاريخ والأدب والثقافة العامة، وكان للشعر فيها نصيب كبير، وإن البيت الذي تدخل المكتبة في تكوينه من الطبيعي أن ينتج أفراداً من القراء والكتاب، إضافة إلى عملي في المكتبة في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث الذي منحني أجمل الفرص في عالم الثقافة والكتابة، وتكويني في أسرة طيبة تشجعني وتدعمني بكل ما تستطيع، ولا أنسى أن وجودي في دولة مثل الإمارات كان له بالغ الأثر في النشأة المتزنة معرفياً وإبداعياً، من خلال دعم المؤسسات واحتفائها بالكاتب.

المهد الأول

ما المحطة الأهم في مسيرتك الأدبية؟

لقائي بالوالد جمعة الماجد أهم محطة حقيقية في حياتي، فكل شيء جميل انطلق من وجودي في المركز، وكل الطرق والفرص كان المركز مهدها الأول، إن ولادتي الأدبية اتضحت ملامحها في هذا المكان الذي مهما تحدثت عنه لن أوفيه حقه.

ماذا تضيف دراسة الدكتوراه في التاريخ والحضارة الإسلامية لمسيرتك الشعرية؟

- عملي في المكتبة وطبيعة مجال البحث الذي أشتغل فيه جعلني أفكر بدراسة الدكتوراه في تخصص التاريخ والحضارة الإسلامية حتى أستطيع منهجة البحث، ولم أجد أفضل من جامعة الشارقة لتكون الحاضن العلمي لي، إننا حين نغوص في التاريخ فإننا نستكشف حياة؛ بل أكثر ومن هناك يتولد إلهام جديد للقصيدة، فالتاريخ ليس أحداثاً تروى فقط، لكنه عالم من المشاهد الإنسانية والانفعالات والحوارات التي تأتي بقصيدة لها وقع مختلف، ولقد حباني الله بأساتذة يمتلكون الحس الأدبي الذي يجعل المحاضرات مسرحاً إنسانياً يفيض شاعرية.

ما مصدر الإلهام في شعرك؟

- كل شيء حولي هو مصدر للإلهام، فالشعر أن تكون كل الأشياء حولك قصيدة، تقدر مرة أن تكتبها وتضيق بك العبارة أحياناً، كل شيء قابل لأن يعيد الشاعر تدويره إذا عاش حياته بكل بساطة في الكتابة، دون أن يُحمّل القصيدة ما لا تطيق.

ما صفات القصيدة الجميلة برأيك؟

عودت نفسي على أن أرى كل شيء جميل، يكفي أن روحاً ما باحت شعراً فحين نفكر في الأمر بشكل عميق تبدو الأمور مختلفة، إن الشاعر يسكب حنينه ووجده ودمعه أمام المتلقي فكيف لنا أن نكسره أكثر حين نشرح النصوص ونخرجها من إنسانيتها، الأهم أن لا يكون هناك خطأ لغوي أو نحوي أو عروضي، وليس لي الحق أن أتدخل في قصائد الآخرين وأقول لو قال كذا عوض كذا لكان أفضل، تلك حالته الشعورية وهكذا جاء بوحه، وعلي أن أحترم ذلك.

تجربة نقدية

إلى أي مدى أنصف النقد تجربتك الشعرية؟

- أجمل تجربة نقدية مررت بها كانت قراءة قدمتها مجموعة (اليوم السابع في القدس) وكانت تلك القراءة لديواني الأول (مرسى الوداد) كانت قراءة من أشخاص لا تربطني بهم أي معرفة، وكم وجدتهم صادقين في التفاصيل التي أعجبتهم في الديوان والتي لم تعجبهم، أما بقية التجارب النقدية هي الآن في طور التطبيق وقد قرأت بعضها، ولله الحمد أصبح لدينا اليوم نقاد يمتلكون أقلاماً واعية، تفتح للشاعر قراءات جديدة لنصوصه، ولعل الأمر يبدو مبكراً قليلاً لأن تكون هناك دراسات نقدية عن قصائدي بشكل واسع، لكنني أستمع إلى آراء النقاد بعد الأمسيات وآخذ بها.

الترجمة

ما رأيك في ترجمة بعض قصائدك للإنجليزية والفرنسية والألمانية؟

- الترجمة لا تستطيع نقل كل شيء، وتحديداً الشعر لخصوصية بنائه، لكنها ترسم صورة لاهتمامات المرأة الشاعرة في الوطن العربي، وتجيب عن بعض التساؤلات التي يطرحها المتلقون من الثقافات الأخرى، ومن جميل ما قدمته الترجمة أنها أوضحت لنا أن الشعر هو الشعر والإنسانية هي الإنسانية في كل مكان، لكل ثقافة معطياتها، لكن الإنسان يبقى هو المحور الأصيل في القصيدة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"