عادي
تربويون: المعلم والمنزل مسؤولان عن تغيير السلوك

طلاب يفقدون فرص المشاركة بسبب الخجل

00:25 صباحا
قراءة 3 دقائق

تحقيق: أمير السني

الطالب الخجول يواجه مشكلة كبيرة خلال وجوده في الفصل الدراسي، حيث يعاني صعوبة في التعامل مع بقية زملائه وفي المشاركة مع الآخرين، وبالتالي يفقد العديد من الفرص .. وقد ينتهي به الأمر إلى الإصابة بعقدة نفسية.

هيئة الشارقة للتعليم الخاص أصدرت نشرة على موقعها توضح كيفية التعامل مع تلك الحالات، كما حدد عدد من التربويين أسباب خجل بعض الطلاب.

1

وأوضحت المعلمة وفاء الحمادي، أن للمعلم دوراً مهماً في إخراج الطالب من حالة الخجل أثناء وجوده في المدرسة، وذلك من خلال اكتشاف اهتماماته، عن طريق سؤاله عن ذلك بشكلٍ مباشر، أو ملاحظة ما يرتديه من ملابس معيّنة، أو منحه الفرصة للكتابة عن نفسه، وتقديم صور له في المنزل وغيرها.

ويمكن استخدام هذه المعلومات كنقطة مرجعيّة لإجراء الحوارات أو الأنشطة التعليميّة المختلفة. كما يمكن إعطاء الطالب الخجول مهاماً معيّنةً، بهدف تشجيعه على التفاعل مع الآخرين؛ كمحو السبورة، أو تعليق الأنشطة، والأعمال على لوحة الإعلانات، وغيرها، حيث يُساعد ذلك على زيادة شعوره بأهميّته، كما يُمكن للمعلّم الاستعانة بفكرة المجموعات، لتعزيز تفاعل الطالب الخجول مع الآخرين.

والمعلم يجب أن يتحلى بالصبر على الطالب الخجول، ومنحه الكثير من الوقت حتّى يتمكّن من الردّ على الأسئلة السهلة التي يستطيع الإجابة عنها وعدم التعجل، ومنحه مساحة واسعة للتحدث في الصف، ومساعدته على تخطّي الخجل عن طريق التحدّث معه عن المشاعر المُشابهة التي واجهته منذ فترة قريبة أو عندما كان طفلاً، وإيصال فكرة للطالب تُفيد بأنّ المشاعر المختلفة أمر طبيعيّ، وأنّه من الجيّد التحدّث عنها؛ إذ يُساعد ذلك على التحكّم فيها.

منح الفرص

1

تؤكد الدكتورة رؤيا ثابت المستشارة التربوية، أن الأنشطة الصفية قادرة على إخراج الطالب من العزلة، وتشدد على ضرورة إيمان المعلم باختلاف قدرات الطلاب، وأن كلاً منهم إنسان فريد ومميز وعليه مساعدتهم لاكتشافها، وعمل كل ما في وسعه لمساعدة كل واحد منهم على المشاركة في الصف واكتشاف قابلياتهم وتنميتها. ولهذا على المعلم أن يكون منتبهاً ومهتماً دائماً بكل طالب للكشف عن تلك القابليات المكنونة وتعزيز قدراتهم الأخلاقية والفكرية لإعدادهم للمشاركة الفاعلة في شؤون مجتمعهم.

وتضيف: على المعلم استخدام أساليب ومقاربات متنوعة لإشراك جميع الأطفال في الأنشطة الصفية، كالتلوين والقصص والألعاب التعاونية، للمساهمة في تطوير صفات ومواقف معينة مرغوب فيها، ويخلق جواً من البهجة والسرور والوحدة والتعاون بين الطلاب.

وأشارت إلى أن العلاقة بين المعلم والطالب تلعب دوراً أساسياً في العملية التربوية فإذا كانت المحبة الحقيقية والصادقة متوفرة، فإن تغيير السلوك يصبح سهلاً والعكس صحيح. وعلى المعلم البحث على السلوكيات والمواقف الجيدة لكل طالب والتركيز عليها وتشجيعها.

المنزل أولاً

ويشدد هشام الحاج، الأخصائي الاجتماعي على أن علاج حالات الخجل عند الطلبة يبدأ من المنزل، فعلى الأهل تشجيع الأبناء الخجولين في أي موقف يمر بهم، وفي المواقف الإيجابية يقدمون لهم التهنئة والتكريم المناسب، وأيضًا في المواقف السلبية يقدمون لهم الدعم الذي يحتاجون إليه. وهذه الأشياء يجب أن تحدث دون مبالغات بحيث لا يشعر الطفل أن الأهل يفعلون ذلك شفقةً منهم على حالته، بل يفعلون ذلك لمساعدته حقاً بالشكل الذي يحتاج إليه، أيضاً يجب على الأهل التركيز على منحه الفرصة للانخراط في الحياة مع الآخرين، بدلاً من جعله انعزالياً. وأكد أهمية حصول الطالب الخجول على المساحة الكافية، ليقرر اختياراته في الحياة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"