التاسع عشر من رمضان

00:18 صباحا
قراءة دقيقتين

غداً نحن على موعد مع التاسع عشر من رمضان، وفي مثل هذا اليوم من أعوام هجرية مضت، ثمة أحداث وأحاديث؛ فلكل مقام مقال، ولكل حادث حديث، ولكل زمان مكان، على كيان الخريطة الجغرافية العالمية، وفي ذاكرة الخريطة الذهنية التاريخية؛ منذ فجر الأمة الإسلامية المحمدية، وحتى عصرنا الحاضر في حضارة الإنسان بكل انتماءاته المكانية ومكانته التفاعلية في مجتمعه وفي مجتمعات زميله على وجه البسيطة.
ففي ال 19 من رمضان من سنة 40 ه، كان سيدنا الإمام علي بن أبي طالب، كرّم الله وجهه، يؤمُّ المسلمين في صلاة الفجر في مسجد الكوفة، وفي أثناء الصلاة ضربه عبدالرحمن بن ملجم بسيف مسموم على رأسه، لتفيض روحه شهيدة في سبيل الله، بعد خمس سنوات وثلاثة أشهر من خلافته التي بويع بها سنة 35 ه، وقد اشتهر عند المسلمين بالفصاحة والحكمة، لتُنسب له الكثير من الأشعار والأقوال المأثورة، كما يُعدّ رمزاً للشجاعة والقوّة واتصافه بالعدل والزُهد بحسب ما ورد في كتب الحديث والتاريخ، وكذلك يُعدُّ رضي الله عنه من أكبر علماء عصره علماً وفقهاً إنْ لم يكن أكبرهم على الإطلاق.
فيما في ال 19 من رمضان من سنة 1375 ه، أصدرت الحكومة التونسية قراراً بأن يكون «جامع الزيتونة» جامعة مختصة بالعلم، وأن تسمَّى «الجامعة الزيتونية»، وأصبحت بها 5 كليات. و«جامع الزيتونة» هذا، أو«جامع الزيتونة المعمور» كما يسمى، أو «الجامع الأعظم» كما يطلق عليه؛ هو المسجد الجامع الرئيسي في مدينة تونس العتيقة في العاصمة تونس، وأكبرها وأقدمها ويرجع للسنة على المذهب المالكي؛. تأسس سنة 698 م (79 ه)، بأمر من حسان بن النعمان، وأتمه عبيدالله بن الحبحاب في سنة 732م، ويعتبر ثاني أقدم مسجد في تونس بعد «جامع عقبة بن نافع».
وعلى صعيد دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث التاسع عشر من رمضان لسنة 1425 ه، انتقل إلى رحمة الله مؤسس دولة الإمارات، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لتعم الخسارة أرجاء الخريطة الجغرافية العالمية، لفقدها واحداً من أحكم وأنبل رجال القرن العشرين، وليكون هذا اليوم «التاسع عشر من  رمضان»، يوماً للعمل الإنساني الإماراتي، لما له من أيادٍ بيضاء، في معظم أرجاء المعمورة العالمية، من محلية وإقليمية وعربية وإسلامية ودولية.
الإمارات والأمّة العربية والإسلامية كانت خسارتهما كبيرة بفقد المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد الخير والإنسانية، فقد كان الأب الحاني، وقدم الكثير لأبناء شعبه وأمته، وكان قريباً من الجميع، وتجده يشارك أبناء الوطن في جميع مناسباتهم، ويد خيره الطولى طالت كثيراً من دول العالم بغض النظر عن اللون والدين والعرق.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"