ملوك الليجا

00:16 صباحا
قراءة دقيقتين

ريمونتادا جديدة ولن تكون الأخيرة، تلك التي عاد بها ريال مدريد من الأندلس محققاً الفوز على أشبيلية بثلاثة أهداف بعد أن كان متأخراً بهدفين دون مقابل، معززاً صدارته للدوري الإسباني بفارق 15 نقطة عن أقرب منافسيه، ما يعني أن الأمور أصبحت محسومة بالنسبة للقب الدوري قبل موعد الختام بأربع جولات، تاركاً المجال أمام ثلاثة أندية في معركة صراع على المركز الثاني الذي تحول لبطولة خاصة بين برشلونة وأشبيلية وأتلتيكو مدريد، وقد شهدت قمة الجولة 32 للدوري الإسباني التي جمعت بين المتصدر والوصيف، أحداثاً درامية بعد أن تقدم أشبيلية في الشوط الأول بهدفين، قبل أن يقلب الريال الطاولة بريمونتادا مثيرة سجل من خلالها ثلاثة أهداف وأكد من خلالها الفريق الملكي أنه لا وجود للأحكام المسبقة عندما يكون الريال حاضراً، تماماً كما حدث أمام تشيلسي في دوري الأبطال ويحاول أن يواصل الاستمرار عليه في نصف نهائي البطولة الأوروبية عندما يواجه مانشستر سيتي 27 الجاري.
التحولات التي شهدتها المنافسة في أغلب الدوريات الأوروبية في العقد الأخير غيرت كثيراً من ملامح تلك البطولات ولكن دون أن تمس شيئاً من تقاليدها العريقة، وعندما نتحدث عن مسابقة هي الأعرق والأكثر عمقاً والمتأصلة في جذور التاريخ، فلا بد من التوقف أمام التحولات الجديدة التي غيرت الكثير من ملامح تلك الأندية من حيث المنافسة التقليدية، عندما فرضت أندية جديدة نفسها وتواجدت في الواجهة فيما تراجعت أندية كانت تعتبر من الصفوة، تراجع حضور المدربين البرازيليين الذين كانوا في المقدمة وسيطر المدربون الأوروبيون على دوريات كالإنجليزي بعد أن كان ذلك محظوراً في أعراف التقاليد الإنجليزية، ونجح المدربون الأجانب في الحفاظ على إثارة الدوري الإنجليزي الذي ظل مميزاً دون تراجع، ومن يتابع تفوق مانشستر سيتي وليفربول وتشيلسي محلياً وخارجياً، بإمكانه استشعار حجم النقلة التي أحدثها المدربون الأجانب الذين يعود لهم الفضل في إبقاء الأندية الإنجليزية في الواجهة دون المساس بتقاليد الأندية التي يعتبرها الإنجليز إرثاً حضارياً لا يمكن التنازل عنه.
مسألة تراجع الأندية من الأمور المسلم بها في عالم المستديرة، إلا أن ذلك لا يعد مبرراً للجماهير بأن تبتعد أو تتخلى عن تقاليدها وأعرافها، بل على العكس لأن ذلك يعتبر نوعاً من أنواع الإرث من الاستحالة التنازل عنه، وهذه النوعية من الجماهير هي التي تحافظ على الكيان وتدفع اللاعبين للعودة، لا تلك التي لا تعرف أبواب النادي إلا في لحظات النصر والإنجازات وتبيعه بأرخص الأثمان.
آخر الكلام
التقاليد العريقة تحكمها الأعراف التي يستحيل تجاوزها مهما تراجعت الأندية أو تعثرت، وهذا هو الفارق بين الجماهير التي تتمسك بالتقاليد والأعراف وتلك التي تتنازل عنها وتبيعها بأرخص الأثمان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"