زايد.. القائد الاستثنائي

02:17 صباحا
قراءة دقيقتين

شخصيات عظيمة ترحل جسداً عن عالمنا، ولكن تبقى حاضرة في كل الأزمان والعصور، فقد تركت إرثاً عظيماً، وأسست منظومة حياتية بأساسيات متينة، وحققت نجاحات ممتدة، فتجد في كل زاوية في الوطن إبداعاً ببصماتهم، ورحلة استكمال عطائهم مستمرة. 

تلك الشخصيات وإن غادرت عالمنا باقية بيننا، نستحضر أحاديثهم وإنجازاتهم، ونقطف ثمار جهودهم كل يوم، في ظل النعم الكثيرة التي نستشعرها يومياً، وفي ظل الأمان والحياة الكريمة. 

الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، قائد عربي استثنائي، اتفق الجميع على حبه من عرب وأجانب، وكلّهم يذكرونه بالخير، ويستحضرون مبادراته التي وصلت لأقصى بقاع الأرض، فمدّ يده للقريب والبعيد، وخلق علاقات طيبة مع دول العالم. 

في مثل هذا اليوم، فقدت الإمارات قائداً عظيماً، فقدت زايد، لكنه يبقى الحاضر الغائب، فمع كل إنجاز نشهده نشكر الله على نعمة القائد الذي كان حريصاً على توفير الحياة الكريمة للمواطنين والمقيمين، وتلك الإنجازات تستمر في ظل القيادة الرشيدة التي استكملت مسيرة العطاء والإنجازات، لتصبح دولة الإمارات نموذجاً اتحادياً مختلفاً، نموذجاً متميزاً في العالم كله. 

نعم، دولة الإمارات، رغم قصر سنوات بدء التأسيس، التي لم تتجاوز 50 عاماً، فإنها حققت الكثير من الإنجازات التي لم تحققها دول في 100 عام، اختصرت الطريق، وتفوقت على نفسها، وتغلبت على التحديات التي واجهتها منذ بداية الرحلة، وتعلمت من دروس الماضي، حتى خلقت حالة استثنائية بمعاييرها الفريدة، واحتضنت شعوب العالم على أرضها، واستمرت في تقديم كثير من المشاريع والمبادرات، لتنهض بنفسها، وتسابق الزمن، وتحقق المستحيل. 

تلك النجاحات لم تتحقق لولا الرؤية الصحيحة لمؤسسي الدولة، وإدارتهم السليمة للحكومة، واتباعهم منهجية واضحة في الإدارة، استناداً إلى مبادئ الإدارة الحكومية، وأفضل النظم والنظريات في هذا المجال، وتلك الرؤية كانت حاضرة بقوة في الشيخ زايد، فكل خطوة خطاها وكل مبادرة نفذها، كانت تعكس تلك الرؤية الثاقبة، فقد كانت نظرته بعيدة، إيماناً منه بتوفير حياة كريمة للأجيال القادمة. 

هذا النهج تستكمله قيادتنا الرشيدة، التي تميزت باستشراف المستقبل، وتستعد منذ اليوم لعام 2071، وتطلق المبادرات للمستقبل القريب والبعيد، فكل شيء مدروس في الإمارات، وكل نجاح تحققه الدولة خلفه عقول تعمل ليلاً ونهاراً، عقول تتخطّى التحديات؛ لأنها آمنت بشعبها، وتمكنت من إكمال مسيرة الإنجازات. 

زايد القائد الاستثنائي، القائد الحاضر في نفوس أبنائه دوماً، والأمر لا يتوقف عند ذلك، فشعوب العالم أيضاً تذكره بالخير، رحم الله قائداً عمل جاهداً لإسعاد شعبه، فأحبه شعبه حباً عظيماً. 

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"