عقلية النمو

00:49 صباحا
قراءة دقيقتين

عقلية النمو مفهوم تم تطويره على يد عالمة النفس كارول دويك والحديث عنه في كتابها الذي حمل عنوان «العقلية، علم النفس الجديد للنجاح»، وهو يشير إلى قدرة الأشخاص على تنمية مهارات التعلم باستمرار، الأمر الذي يختلف عليه البعض ممن يعتقدون بأن عقلياتنا ثابتة ولا يمكن تغييرها، وعلى الرغم من ذلك ومن خلال دراسة تم إجراؤها عام 2016، أشار 98% من معلمي رياض الأطفال والمراحل الدراسية المختلفة إلى الثانوية، بضرورة اعتماد مناهج تعزز هذه الفكرة، لمساعدة الطلبة على تحسين أدائهم التعليمي، خاصة في المواد العلمية مثل الرياضيات. فما هو الفرق بين عقلية النمو والعقلية الثابتة؟ وهل يمكن أن يساعدنا هذا المفهوم على تحسين أدائنا في أماكن العمل؟

إن الأفراد الذين يتمتعون بهذه العقلية هم الذين يعتقدون بإمكانية تطوير مواهبهم من خلال وضع استراتيجيات جيدة، العمل الجاد، والاستفادة من خبرات الآخرين، بينما الذين يمتلكون عقلية أكثر ثباتاً، فهم يعتقدون بأن مواهبهم فطرية، يقررون الاكتفاء بما يملكونه من مهارات على اعتبار أنها نهائية. وقد أظهرت لنا التطورات في علم الأعصاب أن أدمغتنا أكثر مرونة مما ندرك؛ إذ إن الاتصال بين الخلايا العصبية يتغير باستمرار، ومع ممارسة التعلم المستدامة تعمل الشبكات العصبية على تنمية المزيد من الاتصالات بين الخلايا، مما يؤكد نتائج الدراسات التي تشير إلى أننا يمكن أن نعزز نمونا العصبي من خلال اتباع إجراءات معينة تشمل خططاً تحفيزية للدماغ، عادات تغذية ونوم صحية، إضافة إلى ممارسة التفكير النقدي وطرح الأسئلة.

لقد تحول المفهوم إلى كلمة رنانة في العديد من الشركات الكبرى، وعلى الرغم من ذلك هناك الكثير من المفاهيم المغلوطة حول «عقلية النمو»، وفي مقال نشرته مجلة «هارفارد بيزنيس ريفيو»، أشار الكاتب إلى بعض الأفكار المحدودة الشائعة في بيئات العمل فعلى سبيل المثال، يخلط الناس بين الإيجابية والمرونة وعقلية النمو، كما أنهم يعتقدون بأن تمتع الفرد بهذه السمة تغنيه عن مساءلة النتائج، وأخيراً الاعتقاد بأن تبني المفهوم يعني حصد نتائج جيدة دائماً.

إن المفهوم الحقيقي الذي نحتاج إلى تعزيزه في المؤسسات، يعني التشجيع على المخاطرة المناسبة، وتقديم الفرص التطويرية للموظفين، وقبل ذلك تصميم سياسات محفزة للعمل وفقاً لهذا المفهوم، بما يعزز حرية التعبير والنقد البناء والتعاون والالتزام، ويحقق نتائج ملموسة تصب في صالح جميع الأطراف، المؤسسة، الموظف والعميل.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"