د. فينكات فيلانكي يتحدث عن الصيام الآمن لمرضى الكلى خلال شهر رمضان

خلال ساعات الصيام الطويلة، يشعر معظمنا بالعطش وخاصة إذا كان الجو حاراً وذلك يعود غالباً إلى بعض الأخطاء التي نرتكبها وتجعلنا نشعر بالعطش أو الجفاف. كما أن المحافظة على شرب الماء بالكميات المناسبة مهم جداً وخاصة خلال ساعات الإفطار لضمان صيام آمن وصحي ودون التأثير على العمليات الحيوية لأجسامنا وخاصة الكلى. أما المصابين بأمراض كلوية مزمنة فيجب عليهم زيارة الطبيب لاتباع إرشادات وتعليمات مهمة في رمضان للتمتع بصيام صحي ودون عراقيل في الشهر الفضيل. وفي حوار أجرته الخليج مع الدكتور فينكات فيلانكي، استشاري أمراض الكلى في مدينة برجيل الطبية، يشرح الدكتور كيف يمكن لمرضى الكلى التكيف مع الصيام دون التسبب بأي مضاعفات صحية. 

السؤال الأول: هل يمكن للمصابين بأمراض الكُلى المزمنة الصيام؟ 
يجب الاستعداد للصيام قبل بدء شهر رمضان بفترة كافية، وذلك باستشارة طبيب الكُلى الذي سيقوم بتقييم شامل لأسوأ المخاطر التي قد تتعرض لها وظائف الكُلى، ومن ثم يُقدم مشورته الطبية الخاصة بحالة الشخص المصاب.
يجب مراجعة طبيب الكُلى قبل بداية شهر رمضان بفترة للحصول على الاستشارة.

السؤال الثاني: هل يمكن أن يؤثّر الصيام على وظائف الكُلى؟ 
يمكن لمرض الكُلى أن يتفاقم بناء على خطورة الحالة في الأساس، ويعتمد مدى خطورة الصيام على عدّة عوامل، مثل تاريخ مرض حصوات الكُلى، والسكري، والأدوية التي يتناولها المريض، وحالة مُتلقي زراعة الكُلى، إضافة إلى إن كان المريض يواجه تغيرات حديثة في وظائف الكُلى، لذلك يتوجّب استشارة طبيب أمراض الكُلى قبل اتخاذ قرار الصيام.

السؤال الثالث: ما أهمية شرب المياه وتجنب الجفاف لمرضى الكلى في رمضان؟
الكلى والماء وجهان لعملة واحدة لا يمكن أن يتنازل واحد عن الآخر، حيث انه من المعروف لدى مرضى الكلى أنهم يعيشون على تناول كمية كبيرة من الماء  لكي تظل صحتهم جيدة والكلى لديهم تعمل بكفاءة عالية.

السؤال الرابع: لماذا يعاني الناس من مغص كُلوي أثناء الصيام؟ 
تتعرض فئات معينة من الأشخاص، ومنهم المُعرضون لتَكَوّن الحصوات بشكل متكرر، إلى الجفاف وانخفاض كمية البول، مما يؤدي إلى زيادة ترسيب حصوات الكُلى، كما يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول الطعام واستهلاك كميات كبيرة من السوائل عند الإفطار والسحور إلى تغيرات في حموضة البول وتركيبته ومدى تدفقه، وكل ذلك يمكن أن يسبب المغص الكٌلوي. 

السؤال الخامس: هل يُنصح مرضى الكُلى بتناول وجبات ثقيلة عند الإفطار والسحور؟
يمكن تقسيم مرضى الكُلى إلى ثلاث مجموعات؛ ما قبل الغسيل الكلوي، ومن يحصلون على غسيل كلوي، وما بعد زراعة الكُلى، ومعظمهم مصابون بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم ويناولون أدوية بالاعتماد على أوقات تناول الوجبات، إضافة إلى الحصول على السوائل الكافية، لذلك ننصح بشدة المتابعة مع طبيب متخصص في أمراض الكُلى وطبيب تغذية قبل بدء شهر رمضان، وذلك للحصول على النظام الغذائي المناسب لكل مريض على حدا، ولكن بشكل عام يجب تجنّب الأطعمة المقلية والسكريات المكررة واللحوم الحمراء والأغذية الغنية بالدهون، وتناول أطعمة غنية بالألياف مثل دقيق الشوفان والعدس واللحوم الخالية من الدهون والخضروات المسلوقة والمصفية، والفواكه قليلة البوتاسيوم مثل التفاح والعنب والتوت والأناناس وقليل من البابايا، بالإضافة إلى الأسماك المشوية والخبز الأسمر والأرز والفلافل المشوية واللبن وغيرها من الخيارات المتعددة الأخرى. 

السؤال السادس: ما هي العلامات التي يجب أن ينتبه لها مريض الكُلى؟ 
-    القياس اليومي للوزن سوف يساعد المريض على ضمان حصوله على كميات السوائل المناسبة مع نهاية الصيام. 
-    يعتبر فحص الشوارد والكرياتينين كل 10 أيام من الصيام فكرة جيدة لمعرفة كيفية تكيّف الجسم مع الصيام، كما يُنصح بالإفطار في حالة ظهور تدهور لوظائف الكُلى في اختبارات الدم. 
-    ملاحظة بعض الأعراض مثل زيادة الوزن (أكثر من 2 كيلو عن الوزن الأصلي)، وتورم الأطراف، وانتفاخ الوجه، وضيق التنفس، والدوار والغثيان، والضعف العام.
-    عند الإفطار يجب تجنب الإفراط في تناول الطعام، وتحديداً الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم والفسفور، كما يجب تحديد كمية الماء مع الطبيب المعالج
-    إذا كنت ممن حصولا على زراعة الكُلى أو يخضعون للغسيل الكلوي فستحتاج إلى مناقشة جدول الغسيل الكلوي والأدوية قبل بدء رمضان لضمان نتائج آمنة. 

السؤال السابع: بالنسبة لمرضى القصور الكلوي المزمن؟ هل هناك خطورة؟
- طبعاً هناك خطورة، إذ يعتبر القصور الكلوي درجات، والدرجة الخامسة هي الدرجة التي ننصح فيها مريض الكلى بالقيام بغسيل كلوي، أما المريض الذي لديه قصور من الدرجة الثالثة، فهذا تكون عنده خطورة شديدة إذا صام لأنه قد ينتقل من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الرابعة، والتي تقترب من مرحلة غسيل الكلى، وقد يتسبب الصيام نتيجة لنقص السوائل والأملاح في تدهور حالة القصور المزمن، خصوصاً في حالات التهابات الكلى المزمنة، والتكيس الكلوي، وهو ما قد يؤدي إلى جفاف واختلال في وظائف الكلى والجسم.

السؤال الثامن: ماذا عن مرضى الغسيل الكلوي؟
- يمكنهم الصيام من الناحية الطبية، مادامت كانت القيم الأساسية تحت السيطرة على أن يفطروا في الأيام التي يتلقون فيها جلسات الغسيل، إذا كانت هذه الجلسات تقع في أثناء النهار، حيث إن عملية الغسيل يصاحبها إعطاء محاليل عن طريق الوريد ما يفسد الصيام، إضافة إلى الشعور بالتعب الجسدي الذي قد يضعف المريض ولا يسمح له بالصوم، لذلك ننصح مرضى الغسيل الكلوي بعدم الصيام في أيام الغسيل.