عادي
شهد محاضرة إدوارد يونغ بعنوان مواجهة أهم التحديات العالمية

محمد بن زايد: رؤيتنا الاستثمار في الطاقات البشرية

00:21 صباحا
قراءة 7 دقائق
1
محمد بن زايد وعبدالله بن راشد وسيف بن زايد خلال المحاضرة
محمد بن زايد

أبوظبي: سلام أبوشهاب
 شهد صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، المحاضرة الرمضانية الثالثة هذا العام، التي نظمها مجلس محمد بن زايد، وألقاها مساء أمس الأول، إدوارد يونغ، المؤسس والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا لشركة «إنتلكتشوال فنتشرز» التي تعدّ أكبر صندوق للاختراعات في التاريخ، ويحمل أكثر من 900 براءة اختراع في جميع أنحاء العالم، بعنوان «مواجهة اهم التحديات العالمية من خلال الابتكار» في مجلس سموّه في جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي.
وقال سموّه، على «تويتر»: شهدت محاضرة إدوارد يونغ، بعنوان «مواجهة أهم التحديات العالمية من خلال الابتكار»؛ عالمنا مترابط ويعيش تحديات مشتركة، الإمارات تسعى في رؤيتها للمستقبل إلى الاستثمار الأمثل في الطاقات البشرية، لتمكينها في ابتكار الحلول النوعية والمستدامة التي تحقق تطلعاتنا وتخدم البشرية.
وحضر المحاضرة سموّ الشيخ عبدالله بن راشد المعلا، نائب حاكم أم القوين، وسموّ الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء «مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية»، والفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وسموّ الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي في الدولة.
وأعرب المحاضر عن سعادته بالحديث في مجلس محمد بن زايد عن موضوع مهم وهو مواجهة التحديات العالمية من خلال الابتكار.

1
محمد بن زايد يتوسط سلطان الجابر وخلفان بالهول وإريك شينغ وإدوارد جونغ وطيف الأميري

واكد أن الإمارات بإمكانها أن تقود الموجة المقبلة من الابتكارات وأن لا تتبع الموجات السابقة فقط، وأن الموجة التالية من الابتكارات تشكل فرصة رائعة للإمارات لقيادة هذه الموجة، وستكون رائدة في حل الكثير من الأمور والقضايا. مشيراً إلى أن أداءها كان مرتفعاً في مواجهتها لجائحة «كورونا» وحققت نجاحات مذهلة في هذا الجانب، لأنها اهتمت بالتنسيق الاجتماعي وبالسلوكات المسؤولة، إلى جانب الأمور الأخرى التي عززت جهود المكافحة.
وأشار إلى أن الابتكار هو المحفز الرئيسي للنمو، حيث إن 85% من النمو تأتي من الابتكارات الجديدة، وهذا يمثل تغيراً لأن ذلك الأمر لم يكن حقيقياً وموجوداً منذ 100 عام، هذه الحقيقة أدت إلى عصر ذهبي للاختراعات، بدأ ذلك منذ 120 عاماً تقريباً، فكل جهاز حديث وكل صناعة حديثة نتجت من تلك الموجة من الاختراعات، الكهرباء أو أجهزة الكمبيوتر أو اللقاحات، جميعها طوّرت واخترعت في تلك المرحلة، والأمر المفاجئ لم تخترع بمساعدة من أمريكا؛ ففي الرعاية الصحية مثلاً أضافت 4 مليارات سنة لحياة البشر، وهذا الأمر يمثل في قيمته الاقتصادية ما يعادل 500 تريليون دولار.
وقال لا يمكن أن نقلل من تأثير قيمة تلك الابتكارات، ولكن ذلك التأثير لم يكن متساوياً، فالابتكارات الحديثة فضلت مناطق دون غيرها؛ فمثلاً قبل 200 عام إجمالي الدخل القومي في أمريكا والصين كان يمثل نصف إجمالي الدخل القومي العالمي، وكان يعتمد على العمالة أساساً، وعلى مدار 70 عاماً الماضية تغير الأمر جذرياً وانتقلت أمريكا من أقل 2% من إجمالي الدخل القومي، إلى 30%، وكان هناك 4 موجات من الابتكارات تغير فيها جذرياً. وخلال المرحلة التي كان فيها العالم مهتماً بالتطور الصناعي وتحسين الإنتاجية، معظم الابتكارات كانت عبر مخترعين أفراد باحثين وعاملين في معامل خاصة، وتحول الابتكار للتصنيع ومراكز الأبحاث والتطوير الخاصة بالقطاع الصناعي، واستمر الأمر عشرات السنين. وعقب الحرب العالمية الثانية كان هناك صعود لطبقة المستهلكين وأصبح علينا تصنيع الأشياء بكميات تكفي مئات الملايين، وبدأنا ننتقل بالابتكار في الدول، وبعدها انتقل الابتكار إلى تعدد الجنسيات. وعقب الحرب العالمية الثانية لم يعد النظر إلى المخترعين بوصفهم موظفين عاديين، بل نقلوا إلى ميدان آخر. وفي السبعينات اتضح أن وتيرة الابتكار ليست كافية، فبدأت تظهر الشركات الناشئة التي تركز على الابتكار بصورة أفضل، وكان يمثل ذلك الموجة الرابعة من التطور في الابتكار، ونرى أنه في الموجات الثلاث جزء أساسي من نجاح أمريكا، والشركات الناشئة أدى إلى تقنيات كاسحة وغير طبيعة الاقتصاد.

الصورة
1

وهناك عباقرة نجحوا في جعل البيئة التنافسية تتجسد في حل الكثير من القضايا، وأمريكا حصلت على نصيب الأسد من المبتكرين والمخترعين، وهذه المرحلة كانت تعد قوة الفرد، وسادت أمريكا الميدان، لأنها تتقن ذلك الأمر، وما زال الرخاء في الصين أقل، على الرغم من تقارب الدخل القومي، إلّا أن تعداد السكان في الصين خمسة أضعاف أمريكا.
تغيير جذري
وقال: عند الحديث عن المستقبل، فإن قوة الفرد الذي كان أساس النجاح في الماضي قد انتهت، لقد أصبحنا في غاية الإتقان في النظام الفردي والتنافسية، والعالم يتكيف مع هذه التقنيات التي ستحدث تغييراً جذرياً في حياتنا، وأصبحت المشكلات الكبيرة أكبر من أن تحلها دولة واحدة أو مؤسسة واحدة، ومن ثم لن تنجح أي دولة في تكرار نموذج أمريكا، قوة الفرد ستتعرض لتغيرات كاسحة، وأهم التغيرات التي نواجهها، مثل تغير المناخ وارتفاع درجة حرارة الأرض، والكثير من المشكلات الصحية العالمية أكبر من أن تحلها دولة واحدة، ومن ثمّ فإن قوة الفرد ستنتهي، وسيأتي نظام جديد يحل محله.
وأكد أن العالم بحاجة إلى نموذج جديد للابتكار ونظام جديد للمحفزات، وتطوير التكنولوجيا، والتمويل، والبحث والتطوير لمواجهة التحديات العالمية الكبرى في عالمنا اليوم، مثل بناء مدن فعالة، وتغيّر المناخ، والتعليم، والشيخوخة. والعالم أصبح أكثر قدرة على صناعة حلول تكنولوجية أصغر حجماً.
قوة المجموعة
 وأشار إلى أن جائحة «كورونا» كانت مثالاً حياً على الانتقال من قوة الفرد إلى قوة المجموعة في الابتكارات، حيث كنا أسرع بما يعادل 10 أضعاف في إنتاج اللقاحات، حيث شاركت كل دولة في البحوث والتنمية، ومن ثم هناك حاجة تنافسية للسرعة والابتكار، وأصبحت الدول الصغيرة منافسة في الابتكار.
وقال إن الخطوة المنطقية التالية في صناعة التكنولوجيا، هي نشوء اقتصاد ابتكار تعاوني متخصص، يقوم فيه مهندس رائد بأعمال التنسيق، لتقسيم المشاريع الضخمة إلى أجزاء وتوزيعها على شركات مختلفة، لأن «المشكلات الحضارية الكبرى تفوق قدرة أي شركة بعينها». مؤكداً أن الابتكار هو المفتاح لحل مشكلات البشرية. وتحدث عن تصوراته المستقبلية مشيراً إلى أن الشركات الابتكارية الكبرى بإمكانها أن تؤدي دوراً تنسيقياً في مشاريع مثل بناء المدن الضخمة، لإسكان مليارات الناس الذين سينتقلون من الريف إلى المدن، خلال العقود القليلة القادمة. موضحاً أن عدد المدن التي تبنى اليوم، أكثر من أي وقت مضى في التاريخ، وتكلف بعض مشاريع المدن هذه عشرات المليارات من الدولارات، وأن المدن تبنى غالباً، مثل أي مدينة أخرى في الماضي، مع الالتزام إلى حد كبير بالمخطط نفسه، ويمثل ذلك فرصة لظهور كمٍّ كبير من الابتكارات الجديدة، لأن كل مدينة هي أساساً بنية تحتية اقتصادية للابتكار، وأن بناء مدينة باستخدام الابتكارات الجديدة من شأنه أن يقلل كلفة نشر الابتكارات ويزيد الطلب عليها. وإذا صممنا مدينة بشكل مختلف قليلاً، فيمكننا أن نسهّل ربطها بأشياء جديدة وفصل العناصر القديمة عنها، بالسهولة نفسها التي نشتري بها التطبيقات.
«اقتصاد الحكمة»
وتطرق إلى مشكلة شيخوخة سكان العالم، قائلاً: لهذه المشكلة وجهان، ارتفاع كلفة رعاية المسنين، حيث إنه كلما زاد عمر الأشخاص ارتفعت كلفهم الطبية. والوجه الآخر تقلص عدد العمال المنتجين الذين يدفعون كلف الرعاية الصحية المتزايدة، ويتعين علينا خفض النفقات وزيادة الإيرادات، لمعالجة وجهي المشكلة. مشيراً إلى «اقتصاد الحكمة» وهو نظام هندسي ضخم لاقتصاد الابتكار، يعمل على تحسين إنتاجية القوى العاملة المتضائلة للشباب وإنتاجية المسنين، ومن ناحية أخرى يوفر منصة للطب التشخيصي والعلاجي، الذي يحفز المزيد من الابتكار، وينقل التركيز من الرعاية المركزة إلى الرعاية المزمنة.
وأكد المحاضر في معرض إجاباته عن عدد من التساؤلات أن التعليم من القضايا المهمة التي تحتاج إلى الابتكار والتكنولوجيا المتطورة للارتقاء بالعملية التعليم، مع التركيز على تعلم المهارات مثل الهندسة والطب.
وتطرق إلى الأبحاث في البروتينات، وأن الجينوم يمثل البداية ونقطة في بحر كبير، حيث إن الجسم البشري معقد، وما زلنا في البدايات لإجراء مزيد من الدراسات، فما زال أمامنا الكثير للقول إننا توصلنا لعلاجات ناجعة وجذرية للكثير من الأمراض منها السرطان.

الصورة
1

الجابر: البيانات والمعلومات نفط المستقبل
بالهول: الروبوتات والذكاء الاصطناعي أبرز التقنيات

عرضت في بداية المحاضرة مشاركات مرئية عبر الفيديو، للدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وخلفان بالهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «دبي للمستقبل»، والبروفيسور إريك زينغ، رئيس «جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي»، حيث استعرض المتحدثون كيف تبنّت دولة الإمارات واستثمرت في مختلف التقنيات والابتكارات، وعرضوا وجهات نظرهم في أهمية التكنولوجيا.
وأكد سلطان الجابر، أن التكنولوجيا المتقدمة أدخلت فرصاً جديدة والتي يجري تطويرها اليوم، ترسم ملامح المستقبل وتدعم النمو الاقتصادي والاجتماعي، والبيانات والمعلومات هي نفط المستقبل، وهي الأساس في توفير حلول رقمية لدعم التقدم في مختلف المجالات، وأهمها قطاع الصناعة.
وأوضح أن كل مجالات الصناعة في العالم يزداد ارتباطها بالتكنولوجيا المتقدمة، لأنها توفر النفقات وكلف التشغيل، وتعزز المرونة والتنافسية، وتحسّن جودة المنتجات. كما تسرع في اتخاذ القرار.
وأكد أنه في المستقبل يمكن لآلة واحدة القيام بعمل 100 شخص ولكن لا يوجد أي آلة بإمكانها أداء عمل شخص مبدع واحد، والإنسان هو دائماً الأساس وعقل وقدرة وإمكانية وكفاءة الإنسان هي التي تصمم وتطور التكنولوجيا.
وقال خلفان بالهول إن التكنولوجيا عصب رئيسي في مستقبل الصناعات، والروبوتات والذكاء الاصطناعي، أبرز هذه التقنيات، ومستقبل الرعاية الصحية يعد بالكثير، خاصة مع تطور تقنيات تطبيقات الهندسة ألجينية، وعلوم الجينوم وأبحاث الأمراض النادرة وتسريع تطبيق علوم النانو في تطوير أساليب العلاج التقليدي.
وأضاف من المهم أن يدرك الجميع أن عدد الفرص المرتبطة بالتكنولوجيا والابتكار لا حصر لها، مثل توظيفها في خفض حجم النفايات البلاستيكية، وتخضير المناطق الصحراوية لزيادة المساحات الصالحة للحياة، وحماية المحيطات ونظمها البيئية وثروتها السمكية، وضمان سلامة وخصوصية البيانات الشخصية، وتطوير نظام تعليمي مشترك والانتقال إلى مفهوم التصنيع الشامل والسريع.
وقال البروفيسور إريك زينغ: لدينا حاجة ماسة إلى الانتقاء والانتقال من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة النظيفة المستقبلية، ولا بدّ من حل مشكلة الأمن الغذائي والمائي، كما لا بد من تطوير آليات لوجستية أفضل لإدارة مرافقنا ومزارعنا، كما لا بد من تطوير تكنولوجيا كفيلة بتحسين البيئة وما إلى ذلك، وكل تلك التغيرات تقدم إمكانيات لاتخاذ قرارات ذكية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"