الأدب سلمنا وحربنا

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

لمن يعتبرون الأدب والفن ترفاً، لهم هذا التوبيخ الصغير من فارغاس يوسا: «الأدب لا يقول شيئاً لمن هم راضون بما لديهم، لمن يرون الحياة بما يعيشونه الآن!

الأدب قوت الروح المتمردة، هو إعلان عدم الانقياد، هو ملجأ لمن لديهم القليل جداً، أو الكثير جداً، في الحياة».

الأدب هو الرغبة في التغيير هو الثورة ضد العادي السهل المزعج الرتيب.

هو الحياة التي تتغير مع كل سطر. الرحلات المتجددة مع كل كتاب أدبي. 

يمكن لأي منا أن يحيا حيوات متعددة متتالية مختلفة متناقضة حين يقرأ كتاباً أدبياً، يمكنه السفر لعوالم مختلفة فكيف بسفره بين دول ودول. 

يمكن للأدب أن يكتب لنا حياتنا بتفاصيل نرغب بعيشها، يكتب لنا أحلامنا وآمالنا ورؤانا، نعيشها ونستشعرها فنسعى لتحقيقها. 

ليس بالضرورة أن يكون الأدب خطابات سياسية أو اجتماعية، لكنه يستطيع أن يغير سياسات العالم ويحرف مجتماعتنا عن مساراتها بالشكل الإيجابي أو السلبي، كل هذا يعتمد على فكر وصاحب القلم الأدبي. 

الكاتب والأديب والشاعر، قائد رأي مؤثر بشكل سريع من خلال كتاب ينشره، أو سيناريو يكتبه أو مجرد مقالات متكررة تحمل معنى ورسالة واحدة. 

الأدب متنفس وقت الضيق، هو الصوت النابض بالموسيقى والعاطفة وقت الصمت الجارح، هو الرقصة حين يبحث القلب عن النبض.

لا يقرأ الأدب إلا الضالع في المشاعر، القابع في اللب من الخيال، المشرع أبوابه للنور، الباحث عن السلام في زمن كثرت فيه الحروب والدماء. 

ولا يكتب الأدب المؤثر إلا المحبّ، المنتصر للحرية الفردية والجمعية، يكتبه من ينشر النور سعادة وسلاماً وبرداً. 

الأدب صوتنا وصمتنا، سلامنا وحربنا، بصرنا ونبضنا، ثورتنا ومهادنتنا. هو رئة وروح لمن يحبه.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"