عادي
كلنا نحب الكتاب

المعرض.. منصة سنوية للتراكم الإبداعي

23:30 مساء
قراءة 4 دقائق
6

الشارقة: عثمان حسن

هي من دون شك مناسبة تستحق التنويه والمتابعة، وهي مناسبة انعقاد النسخة الثانية من معرض الكتاب الإماراتي في هيئة الشارقة للكتاب، بالتعاون مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ذلك أن المعرض يسلط الضوء على كل من الكاتب والناشر الإماراتي، ويمنحهما منصة جديدة تسلط الضوء على المنجز الإبداعي المحلي في الشعر والقصة والرواية، وفي مجالات البحث والدراسات المتخصصة في الفكر والسير الشخصية، وكتب التاريخ والتوثيق وفي التراث والنقد الأدبي بوجه عام.

بات المعرض بمثابة منصة سنوية دائمة تعرض كل ما هو جديد في المنتج الإبداعي المحلي، وهي حلقة مهمة للتراكم الثقافي لتعريف الآخرين بكل ما هو مستجد من الإصدارات الأدبية، للمبدعين المعروفين في الساحة، وأيضاً الكتاب الجدد لتشجيعهم على عرض مؤلفاتهم والحفاوة الدائمة بها، بوصف ذلك أحد تجليات الاهتمام بالقراءة في الإمارات باعتبارها جزءاً رئيسياً من التنمية المستدامة وركيزة مهمة في اقتصاد المعرفة.

هو إذاً، معرض طموح، ويبشر بنافذة جديدة لدعم المبدع الإماراتي، والتعريف بكتبه ومؤلفاته، وهو أيضاً بمثابة محطة اختبار أمام الناشر الإماراتي ليكمل ما بدأه من خطط لترويج المنشور المحلي، والتعريف به أمام قراء ومهتمين من كل الجنسيات. وما يزيد من أهمية المعرض كذلك، هو تلك الجلسات والحوارات الثقافية الموازية، التي تزيده ألقاً، وتدفع عجلة الحراك الثقافي خطوات مدروسة على طريق الإبداع، والاستمرار بوهج ووتيرة واثقة، نحو ترسيخ المعرفة، والإيمان بقدرة الثقافة على تحقيق الأفضل والأجمل.

وفي جولة ل «الخليج» بين أروقة المعرض، صادفتنا عناوين على رفوف معظم دور النشر الإماراتية المشاركة في المعرض، -على سبيل المثال- عرض جناح اتحاد كتاب وأدباء الإمارات مجموعة من العناوين بينها كتاب «كلنا كلنا كلنا نحب البحر»، ويشتمل على إبداعات في القصة لمجموعة مؤلفين إماراتيين جلّهم من المؤسسين مثل: (ماجد بوشليبي، عبدالله صقر، علي أبو الريش، محمد ماجد السويدي، مريم جمعة فرج، شيخة الناخي، صالحة غابش، جمعة الفيروز سلمى مطر، وغيرهم).. وكانت الطبعة الأولى من هذا الكتاب صدرت قبل 30 عاماً، في 1992.

أما دار مداد للنشر، فعرضت هي الأخرى سلسلة من العناوين الجديدة بينها كتاب «محمد بن زايد رجل السلام» لسلطان حميد الجسمي، وجاء على غلاف الكتاب: «يسطّر التاريخ أمجاد القادة العظماء، الذين حملوا مشاعل السعادة والسلام للعالم، وصنعوا الإنجازات الخالدة في نشر الاستقرار والازدهار وتمكين الإنسان من العيش الكريم في رخاء وطمأنينة، وفي مقدمة هذه الكوكبة العظيمة والقادة الكبار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة».

وعرضت دار «الهدهد» سلسلة كتب للصغار أبرزها كتاب «عالمي الصغير» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ومن خلاله يشارك سموه ملايين الأطفال، في الإمارات والوطن العربي والعالم، ذكريات من سنوات طفولته وشبابه، والدروس التي تعلّمها من التجارب والمواقف المختلفة، وشكلت تجربته الحياتية، ورؤيته للتعامل مع ما تحمله من فرص وتحديات، ضمن قالب قصصي مشوّق.

فكر معاصر

وهناك قائمة من الإصدارات الجديدة لدار «كتاب» للنشر، بينها: «في الفكر العربي الحديث والمعاصر» للمفكر أحمد البرقاوي، والكتاب يبحث في ضرورة أن يتخلص العرب من الركود، أو الجمود الفكري، وألا يظلوا ضحايا الجبرية المطلقة للتاريخ، بحثّهم على ضرورة تحفيز آليات الفكر والتحليل والمقارنة.

كما صدر عن «كتاب» الجزء الأول من «حكايات قانون العقوبات.. وقائع ما جرى في مكتب وكيل النيابة» للمؤلف أحمد أميري، وعرضت الدار كتاب «ذكريات طبيب إماراتي» للدكتور إبراهيم كلداري، الذي يرصد تاريخ عائلة أصيلة وكفاحها المتواصل في تعزيز النشاط الاقتصادي في الإمارات وهي عائلة كلداري، من خلال سيرة الطبيب إبراهيم كلداري الذي حقق إنجازات طبية مهمة، تمثلت في تأسيس برامج تدريبية وأبحاث عميقة في مجال الأمراض الجلدية والتجميل.

تراث

وعرض ركن معهد الشارقة للتراث عدة كتب جديدة بينها: «الفن في الإمارات.. من الاستعارة التراثية إلى ما بعد الحداثة 1970 – 2020» للدكتور محمد يوسف، يرصد تطور الحركة التشكيلية المعاصرة في الإمارات بوصفها من أسرع الحركات الفنية على مستوى الوطن العربي، فهي، كما يؤكد د. يوسف، تخطت الزمن وواكبت التطور الهائل الذي مرت به، مستفيدة من نمو الوعي الفكري والتقدم الاقتصادي والسياسي لدى قادة الفكر في جميع المجالات.

خطوة لافتة

قال الكاتب والناشر الإماراتي جمال الشحي مؤسس دار «كتاب»: إن انعقاد النسخة الثانية من معرض الكتاب الإماراتي، يمثل خطوة ثقافية بكل ما للكلمة من معنى، وإن هيئة الشارقة للكتاب استطاعت أن تجمع كلاً من الناشر والكاتب الإماراتي في منصة ثقافية، هما بحاجة إليها.

وتابع: سوف تكون هذه المنصة منبراً مهماً لتوليد الأفكار وتنمية الخطط التي تعزز مهارات الكاتب والناشر معا لتطوير آليات مستحدثة لدعم صناعة الكتاب.

وأكد الشحي، أن هيئة الشارقة للكتاب بما يتوفر لديها من خبرة، وما تملكه من خصوصية وعلاقات ثقافية في الداخل والخارج، قد انتبهت لأمر مهم جداً في إصرارها على تنظيم هذا المعرض، بالتعاون مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وأن هذا بالتأكيد سوف يعزز من قدرة الكاتب والناشر الإماراتي على مواجهة التحديات.
القصيدة النبطية

صدر عن معهد الشارقة للتراث كتاب «بناء القصيدة النبطية الإماراتية» لفهد المعمري، والكتاب يكمل ما بدأه الباحثون في سبيل توثيق الشعر النبطي الإماراتي، ويتيح للقراء معرفة بناء القصيدة النبطية بناء داخلياً من خلال العروض والقافية، وخارجياً من حيث الأساليب والتراكيب والموضوعات. «ميراث الأجيال في دبا الحصن» هو أيضاً كتاب جديد لمحمد بن عبود، وصدر عن معهد الشارقة للتراث، ويستعرض تاريخ وتراث الصيد وركوب البحر في مدينة دبا من خلال ما دوّنه المؤلف وما سمعه ممن عاصروا الأجداد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"