عادي
في مجلس «الخليج» الرمضاني واستضافه يسلم التميمي بأبوظبي:

%46 من أطفال الإمارات بين 6 و10 سنوات يدمنون استخدام وسائل التكنولوجيا

22:19 مساء
قراءة 7 دقائق
الحضور خلال المجلس
تصوير: محمد السماني
2

أبو ظبي: عماد الدين خليل

أكد المشاركون في مجلس «الخليج» الرمضاني، الذي استضافه يسلم بن مبارك بن حيدرة التميمي «معرّف قبيلة بني تميم» بمنزله بمنطقة بني ياس في أبوظبي، أن التكنولوجيا الحديثة، في الوقت الذي نعيشه اليوم، سلاح ذو حدين، تؤثر في تربية الأطفال وأجيال المستقبل إيجابياً وسلبياً، من خلال السلوكيات المكتسبة لمهارات المستقبل، مقارنة بالعادات الأسرية والتقاليد والسلوكيات في مجتمع دولة الإمارات، محذرين من خطورة إدمان الأطفال على الأجهزة الذكية.

وقالوا إن هناك أسباباً تؤدي إلى إدمان الأطفال على الأجهزة الذكية، والتي يجب على الوالدين مراقبتها والتنبه لها تمهيداً للتخفيف من تأثيرها، وهي عدم وجود إدراك كاف للوالدين بخطورة الأجهزة الذكية والسماح لأطفالهم باستخدامها فترات طويلة، لافتين إلى أهمية عدم منع الأطفال من استخدامها منعاً قاطعاً، ولكن يجب التقليل من ذلك قدر الإمكان، حيث قد يلجأ الطفل لاستخدام التكنولوجيا من أجل الهروب من الواقع الحقيقي إلى العالم الافتراضي، لتكوين إنجازات وعلاقات لا يستطيع تحقيقها في الواقع.

وأشاروا إلى أن الإحصائيات العلمية، والتي تمت في دولة الإمارات، أظهرت أن 46% من الأطفال في الفترة ما بين 6 – 10 سنوات يدمنون استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، ما يؤثر بالسلب في عدد كبير من الأجيال الجديدة.

وطالبوا بضرورة تشديد الرقابة على الأطفال واستخدام البرامج الخاصة التي تمكن من عدم دخول الأطفال إلى أي موقع بشكل عشوائي، وتحديد فقط البرامج التي تفيد إدراكهم لمواكبة تطلعات وأفكار المستقبل، مؤكدين أهمية وعي أولياء الأمور بما يتطلب منهم تغذية عقول أبنائهم داخل المنزل وتربية أبنائهم بالمبادئ والأسس والقيم الدينية والثقافة العربية في ظل ثورة المعلومات والتقدم التكنولوجي في مناحي الحياة.

دور التكنولوجيا:

ورحب يسلم بن مبارك التميمي، بالحضور في المجلس، وتحدث عن محاور النقاشات التي من أهمها دور التكنولوجيا الحديثة في تربية الأطفال، وفقاً للمراحل العمرية المختلفة، والسلوكيات السلبية للأطفال، ومنها العنف وعلاقته بتلك التكنولوجيا، وأهمية الأسرة ودورها في توعية وتنشئة الأطفال، والاستخدام المفرط للتكنولوجيا، وأهمية استغلال شهر رمضان الفضيل في تعليم الأطفال القيم والمبادئ الإماراتية.

وقال: أصبحت التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية لأي طفل، الأمر الذي يتطلب إدراكاً جيداً وواعياً للآثار الإيجابية والسلبية، جراء استخدام تلك التكنولوجيا، على الأطفال من أجل حمايتهم.

الذكاء الاصطناعي:

قال جمال العامري، المدير التنفيذي لجمعية ساعد للحد من الحوادث المرورية، إن الفترة الحالية تشهد ثورة الجيل الرابع من التكنولوجيا لثورة المعلومات التي تتطلب وعياً كبيراً من أفراد المجتمع والأسرة، وخاصة الذكاء الاصطناعي الذي يدخل كافة مجالات الحياة في المنزل ويلامس تنشئة الأطفال بكافة مراحلها المختلفة، لافتاً إلى أنه من المؤسف أن نجد الأب أو الأم يعطي الطفل الصغير الهاتف الذكي مدعماً بالإنترنت لمشاهدة بعض البرامج وغيرها من أجل إسكاته وعدم إزعاجه وليس للتعلم، ما يؤثر في عقل وتفكير وسلوكيات الطفل في المستقبل.

وأضاف: المبدأ الأول في استخدام التكنولوجيا أن تدرك الأسرة وتخطط ما تريد تجاه الطفل، حيث إن الكثير من التطبيقات يتطلب مراقبة كبيرة، وعدم دخول الطفل عليها أو مشاهدتها، لما تتضمنه من طبيعة تلك المواقع المحرمة أو المشبوهة، أو المواقع المؤثرة في الأفكار وأعمال العنف على سلوكيات الطفل في المجتمع، مؤكداً أن التكنولوجيا لها تأثيرات إيجابية وتدعمها القيادة الرشيدة في الوصول إلى العالمية والتميز في كافة المجالات، ما يتطلب من الأب مراقبة تأثير التكنولوجيا في سلوكيات الأبناء وكل من يوجد في المنزل حيال ثورة المعلومات الضخمة للحد من الآثار السلبية لتلك التكنولوجيا، والاستفادة من البرامج الخاصة التي تمكن من عدم دخول الأطفال على أي موقع بشكل عشوائي، مؤكد أهمية وعي أولياء الأمور.

تربية الطفل:

وقال حامد الهاشمي، إن تربية الطفل تربية دينية، وتعليمه الثقافة والعادات والتقاليد المجتمعية تعد أمانة في أعناق الوالدين، فالطفل تستقبله بيئة يحتاج فيها إلى مربٍّ ينقل له القضايا التي تشكل نهج سلوكه في الحياة، لافتاً إلى أهمية إبعاد الأطفال عن التكنولوجيا الحديثة قدر المستطاع حتى لا يرتكز عليها الطفل في تشكيل أفكاره وسلوكياته، بحيث يكون الطفل هو المحرك والمستخدم للتكنولوجيا بشكل إيجابي بدلاً من أن تؤثر التكنولوجيا بالسلب في أفكاره وسلوكياته.

وأضاف أن التربية الإسلامية والعادات والتقاليد الإماراتية أساس تربية الأطفال مثلما تربينا عليه قديماً، مؤكداً أن تماسك الأسرة والتربية الصحيحة في ظل التطور التكنولوجي الحالي أساس التقدم والازدهار في المستقبل.

وطالب أولياء الأمور بتفعيل الدور الحقيقي للمجالس الرمضانية وخاصة في ظل العودة للحياة الطبيعية بعد جائحة «كوفيد 19» في تعليم الأطفال العادات والتقاليد الإماراتية التي تربينا عليها حتى يتم تعويض الطفل عن استخدام التكنولوجيا التي أصبحت جزءاً كبيراً من حياتنا للحفاظ على تراث وعادات الإمارات.

إدمان التكنولوجيا:

وقال عبدالله سالم التميمي، محاضر ومدرب في تخصص علم السلوك، إن الاستفادة من التكنولوجيا إيجابياً في حياتنا اليوم أصبحت أمراً واقعاً وملموساً، لكن الإدمان على استخدامها له سلبيات عديدة وخاصة لدى الأطفال، لافتاً إلى أنه وفقاً للدارسات العلمية يجب على الطفل منذ ولادته وحتى عمر 3 سنوات أن يبتعد ابتعاداً كاملاً عن استخدام التكنولوجيا، لأن تعلمه من الواقع أكثر من تعلمه من التكنولوجيا التي تؤثر فيه بالسلب.

وأضاف أن هناك إحصائية لدراسة علمية تمت في دولة الإمارات أظهرت أن 46% من الأطفال في الفترة ما بين 6 – 10 سنوات يدمنون استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، ما يؤثر بالسلب في عدد كبير من الأجيال الجديدة، مشيراً إلى أن نفس الدراسة أظهرت أيضاً أن الأطفال من عمر عامين وحتى خمس سنوات تبلغ نسبة إدمانهم للتكنولوجيا 34%، وأن 41% من الأطفال يستخدمون وسائل التكنولوجيا الحديثة بمعدل 4 إلى 8 ساعات يومياً، و30% منهم يستخدمون بمعدل 8-15 ساعة يومياً ما يدل على الإدمان الكبير للأطفال، حيث بات تعلق الأطفال بالأجهزة الذكية أمراً لافتاً، ما يؤثر سلباً في الأطفال من كافة النواحي.

وأوضح أن من المخاطر التي يولدها الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية على صحة الأطفال إصابة الطفل بتشنج في عضلات العنق بالإضافة إلى ألم في الجسم جراء الجلوس الطويل بشكل غير صحيح، خاصة الانحناء في الرأس والعنق، كما قد يؤدي الاستخدام المفرط للأجهزة إلى حدوث السمنة لدى بعض الأطفال، كما يساهم في انطوائهم وزيادة احتمالية إصابتهم بالكآبة.

وطالب أولياء الأمور بمراجعة وتقنين استخدام أطفالهم للتكنولوجيا والرقابة الشديدة على الأطفال، مع وجود ثقة يجب إعطاؤها للطفل وتطوير أنفسنا في كيفية الاستفادة الإيجابية من التكنولوجيا والابتعاد عن المخاطر الكبيرة التي يسببها الإدمان على وسائل التكنولوجيا الحديثة.

الأجهزة الذكية:

وقال خالد عون التميمي، إن الأسباب التي تؤدي إلى إدمان الأطفال على الأجهزة الذكية، والتي من واجب الوالدين مراقبتها والتنبه لها عديدة، من أهمها عدم وجود إدراك كاف للوالدين بخطورة الأجهزة الذكية والسماح لأطفالهم باستخدامها فترات طويلة، حيث لا يجب منع الأطفال من استخدامها منعاً قاطعاً، ولكن يجب التقليل من ذلك قدر الإمكان، كما قد يلجأ الأطفال لاستخدام التكنولوجيا من أجل الهروب من الواقع الحقيقي إلى العالم الافتراضي، لتكوين إنجازات وعلاقات لا يستطيع تحقيقها في الواقع.

وأضاف أن من الأسباب أيضاً انشغال الأهالي عن أطفالهم طوال الوقت، وتقليد الأطفال لوالديهم في استخدامهم لهذه الأجهزة لفترات طويلة، لافتاً إلى أن استخدام التكنولوجيا بشكل كبير يؤثر نفسياً في صحة الأطفال وسلوكياتهم.

وأكد أن يجب على أولياء الأمور تخصيص وقت للعائلة من دون استخدام الهواتف الذكية وشاشات التلفاز وغيرها من الأجهزة التي تعيق التواصل الاجتماعي في الحياة الواقعية، وقضاء وقت للمحادثات والتواصل بينهم، ما يجعل هناك لغة حوار بين الآباء والأطفال، كما يسهم في إطلاع الآباء على سلوكيات الطفل وملاحظة ردود أفعاله في مواقف مختلفة.

شروط للاستخدام:

وأكد خالد يسلم التميمي، أنه من الضروري أن يقوم الآباء بوضع شروط لاستخدام الأجهزة التكنولوجية الحديثة من حيث عدد الساعات ومتى يقوم الطفل بقضاء بعض الوقت في الألعاب أو مشاهدة الأفلام فينشأ الطفل على هذه الشروط وتصبح عادة في حياته.

وأضاف أنه يحب أيضاً أن نحث أطفالنا على التفكير واختيار الأنسب لهم وما يساعدهم في تحقيق أهدافهم وتطوير وتحسين أنفسهم، كما أنه من الضروري أن تعلم الطفل كيف يرتب أولوياته وينظم وقته.

العالم الرقمي:

وقال سالم يسلم مساعد التميمي، إنه مع نمو الأطفال تتطور علاقاتهم بالتكنولوجيا، ومن الصعب التنبؤ بما سيكون عليه العالم الرقمي مستقبلاً، لذا يجب على أولياء الأمور القيام بتحديث تعريفاتهم لاستخدامات التكنولوجيا الصحية وغير الصحية بشكل منتظم.

وأضاف أن هناك العديد من أثر التكنولوجيا الإيجابي على الأطفال منها، زيادة معدل الذكاء، واستخدامها في تعليم الأطفال، واكتساب مهارة مستقبلية، والاستخدام في حالات الطوارئ، مؤكداً ضرورة الاستفادة الجيدة من تلك الآثار والابتعاد قدر الإمكان عن الآثار السلبية والتي من أهمها اكتساب العنف، والتوحد والانعزال، والانفتاح غير المحدود، والأضرار الصحية.

وأكد عبدالعزيز جمعان التميمي، أن حماية الأطفال من الأثر السلبي للتكنولوجيا تتطلب عدة محاور أهمها مراقبة الطفل خلال استخدام الهاتف الذكي والدخول إلى شبكة الإنترنت، وأيضاً الوقت الذي يقضيه الطفل مستخدماً الوسائل التكنولوجية الحديثة، وتشجيع الطفل على الحفاظ على العلاقات الاجتماعية مع أصدقائه، وملء فراغ الطفل بالأنشطة المفيدة، مثل الرياضة أو اللعب مع الأطفال الآخرين أو الرسم، ومساعدة الطفل على حل الدروس بنفسه بدون اللجوء إلى التكنولوجيا الحديثة.

وأضاف أنه يجب أيضاً تحديد الوقت الذي يقوم فيه الطفل باستخدام الهواتف الذكية أو اللوحية أو حتى مشاهدة التلفاز، والمراقبة المستمرة لنوعية المواد التي يشاهدها الطفل.

العمالة المساعدة:

وقال محمد عيضة صالح التميمي، إنه بجانب تأثيرات التكنولوجيا على الأطفال في المنازل، توجد تأثيرات أخرى يجب إدراكها، وهي العمالة المساعدة في المنزل، والتي تؤثر بشكل كبير في سلوكيات وثقافة وعادات الطفل نتيجة تعاملهم مع الأطفال بشكل مباشر داخل المنزل، ويقضي الطفل معهم معظم أوقات اليوم أثناء غياب الوالدين.

وأضاف أنه من الضروري أن يراعي الآباء تخصيص أوقات للأطفال للجلوس معهم ووضع ضوابط لعمل العمالة المساعدة، من حيث مراقبتها لأسلوب حديثها وطريقة تعاملها مع الطفل، وكذلك متابعة دور الخادمة في تربية الطفل، والطريقة التي تتعامل بها مع الأطفال للتمكن من الاطمئنان عليهم، خلال فترات الغياب خارج المنزل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"