عادي

إسماعيل الرفاعي: مشروعي الفني تبلور في الإمارات

22:50 مساء
قراءة 3 دقائق
لوحة من سلسلة «شجرة بيت الشامسي» - إسماعيل الرفاعي مع أحد أعماله
بورتريه للفنان بريشة إسماعيل عزام
الرفاعي في أحد معارضه بمتحف الشارقة

الشارقة: زكية كردي
جاءها محمّلاً بالفضول والرغبة في الاستكشاف، فأسره نبض المكان وجمال الأبواب المشرعة للحالمين هنا، فعرف أنه لا بد أن يكون جزءاً ينتمي لهذا المشروع الكبير على أرض الإمارات. منذ البداية عام 2002، اختارت الأقدار الفنان والكاتب السوري إسماعيل الرفاعي، استشاري التحرير والمحتوى العربي في مؤسسة الشارقة للفنون، ليكون لوناً وكلمة في حكاية تطور الفن التشكيلي في الإمارات.

«في نهاية عام 2002، وصلت إلى دولة الإمارات، لم تكن الزيارة بقصد الاستقرار، بقدر ما كانت على سبيل المغامرة والاستكشاف، وربما كانت في عمقها تنطوي على البحث عن مكان بديل يمكن أن أحقق فيه بعضاً من أحلامي كفنان وكاتب، لكن سرعان ما أسرني المكان واستشعرت الطاقة الهائلة التي تنبض في جميع أركانه»، من هنا بدأ الرفاعي حكايته في الإمارات.

وقال: «أعتقد أنني كنت محظوظاً تماماً بالعمل ضمن قطاع الثقافة والفنون في الشارقة، وحصلت منذ الأيام الأولى على مرسم مجاني في بيت عبيد الشامسي التاريخي الذي كان يتضمن العديد من المراسم ويحتضن العديد من التجارب الإبداعية من مختلف أنحاء العالم العربي، منذ تلك اللحظة تحولت حياتي تحولاً جذرياً، وأصبحت الذات الحالمة ذاتاً فاعلة وقيد التحقق».

وأكمل: «ربما كانت الصعوبات في المرحلة الأولى تتعلق بالجانب المادي، وأهمية توفير دخل يمكن أن يعيلني وأسرتي، خصوصاً أن الراتب الشهري كان متواضعاً آنذاك، ولم أكن بدأت بالعرض وتسويق عملي الفني في الفترة الأولى، غير أن رهاني كان منذ اللحظة التي وطأت فيها أرض الإمارات، على مشروعي الإبداعي أولاً وأخيراً، لا سيما أن الظروف التي كانت تحيط بي محفزة ومساندة، بدءاً من زخم العروض والفعاليات والتظاهرات الفنية التي كان تحدث على مدار السنة، وانتهاء بفرص العرض الكبيرة التي أتيحت لي، والتي أسهمت بتطوير وبلورة مشروعي الفني».

وعن صعوده سلّم الحياة المهنية والنقلات الفارقة في مجال عمله، قال: «على الصعيد المهني، عملت في الفترة الأولى باحثاً في المركز العربي للفنون، ثم في إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام في تنظيم وتنسيق الفعاليات والإشراف على الإعلام والإصدارات الفنية. وبعد ذلك عملت في بينالي الشارقة مسؤولاً عن الإعلام العربي والتحرير، وكنا منخرطين في جميع المراحل التي تحوّل فيها البينالي من تظاهرة تقام كل سنتين، إلى مؤسسة من أهم المؤسسات الفنية من المنطقة والعالم، وأشغل فيها حالياً منصب استشاري التحرير والمحتوى العربي».

وعلى الصعيد الفني شهدت تجربة إسماعيل الرفاعي العديد من التطورات الحاسمة التي طرأت على بنيتها الجمالية والشكلية خلال العشرين سنة الماضية، وعنها قال: «الاشتغال اليومي والدائم على تطوير هذا الجانب، والاطلاع على مختلف التجارب الفنية التي تستضيفها المحافل الفنية في الدولة، أسهما بشكل واضح في صياغة أسلوبية تتماهى ومزاجي الجمالي الخاص، وبالتالي أستطيع القول إن هذا المكان أتاح لي العمل بشكل كبير على تطوير وبلورة مشروعي الفني والجمالي، لذلك أدين له بفضل كبير على كل ما حدث لي هنا في الإمارات».

قفزات

وعن التطورات التي عاصرها في الإمارات ما بين الأمس واليوم، خاصة في مجال الفن التشكيلي، أكد إسماعيل الرفاعي أن هذا الموضوع يتطلب وحده صفحات خاصة به، فالتطورات التي حدثت في مجال الفن التشكيلي كبيرة ولا يمكن حصرها، ليس على صعيد الدولة فحسب؛ بل على صعيد المنطقة والعالم العربي. وقال: «شهد قطاع الفنون تطوراً هائلاً في بنيته التحتية وفي المرافق والفعاليات والتظاهرات العربية والدولية التي تقام سنوياً على امتداد الإمارات، لا سيما في الشارقة ودبي وأبوظبي، حتى غدت الإمارات وجهة أولى للمبدعين والمثقفين من مختلف أنحاء العالم، وذلك لما تتوفر عليه من منصات مهمة للعرض، ومتاحف نوعية، ومزادات عالمية، وصالات عرض احترافية، إلى جانب توافر عدد كبير من المؤسسات الداعمة التي تقدّم المنح المادية والخبرات الاحترافية للمبدعين على اختلاف أعمارهم وأساليبهم وأنماطهم التعبيرية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"