كتب: راشد النعيمي
تقود الإمارات منذ عام 2017 حراكاً إقليمياً ودولياً مؤثراً للتخفيف من معاناة اللاجئين الروهينجا في بنجلاديش، وتحسين ظروفهم المعيشية، وتواصل تنفيذ المبادرات والحملات الإنسانية التي تستهدف توفير مقومات العيش الكريم لهم في مخيمات الإيواء. وجاءت حملة «من الإمارات لأطفال ونساء الروهينجا» التي أطلقتها الدولة بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بمثابة مرحلة جديدة في التعامل مع أزمة اللاجئين من خلال تفعيل الانتقال من حالة الاستجابة الطارئة إلى مواجهات التداعيات والاحتياجات المتزايدة في مجال الصحة والتعليم وتوفير الغذاء والماء وخدمات الصرف الصحي لنحو 1,2 مليون لاجئ غالبيتهم العظمى من الأطفال والنساء وكبار السن.
وتعتبر الإمارات من أوائل الدول التي تحركت على الصعد السياسي والدبلوماسي والإنساني لنصرة قضية مسلمي الروهينجا في ميانمار ووضع حد للممارسات الوحشية والتصفية العرقية التي يتعرضون لها. وسارعت الإمارات منذ بدء الأزمة ونزوح ضحاياها بشكل جماعي نحو بنجلادش، إلى تقديم مختلف أوجه المساعدة للاجئين والعمل على التخفيف من معاناتهم الإنسانية. وتعهدت الدولة خلال مشاركتها في مؤتمر المانحين الخاص بأزمة اللاجئين الروهينجا بجنيف في أكتوبر/تشرين الأول 2017 بتقديم سبعة ملايين دولار لتخفيف معاناتهم.
وسيّرت الإمارات، بتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، جسراً جوياً لنقل المساعدات الغذائية والإغاثية إلى لاجئي الروهينجا في بنجلاديش، إذ نقلت تسع طائرات ما يزيد على 550 طناً من الإمدادات بقيمة وصلت إلى نحو 8.5 مليون درهم (حوالي 2.31 مليون دولار) بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
عون صحي
تعزيزاً لواقع الخدمات الصحية المقدمة للاجئين الروهينجا، جاء افتتاح المستشفى الإماراتي البنجلاديشي الميداني التطوعي في منطقة كوكس بازار ببنجلاديش، لتكون الإمارات أول دولة عربية تدشن مستشفى من هذا النوع للاجئين الروهينجا. ويقدم المستشفى أفضل الخدمات التشخيصية والعلاجية والوقائية للأطفال والمسنين من اللاجئين، بإشراف أطباء إماراتيين وبنجلاديشيين بمبادرة مشتركة من «زايد العطاء»، وجمعية «دار البر» ومؤسسة «بيت الشارقة الخيري» ومجموعة مستشفيات السعودي الألماني، وبإشراف برنامج الإمارات للتطوع المجتمعي والتخصصي، وبالشراكة مع مؤسسة الأمل للأمومة والطفولة البنجلاديشية والتنسيق مع القنوات الرسمية.
وشهدت بداية عام 2018 افتتاح المستشفى الماليزي السعودي الإماراتي الميداني في مدينة «كوكس بازار»، وزود بأحدث الأجهزة التي قدمتها الإمارات مما مكنه من إحداث نقلة نوعية على مستوى الخدمات المقدمة للاجئين.
وأعلنت الإمارات في مايو/أيار 2018 عن مبادرة للتعاون مع مفوضية اللاجئين في برنامج للتغذية خاص باللاجئين الروهينجا في بنجلاديش لتلبية احتياجات 132 ألفاً و700 لاجئ بمن فيهم 78 ألف امرأة وطفل بقيمة مليوني دولار. ويقدم البرنامج العلاج الغذائي الضروري مع تركيز خاص على الأطفال والأمهات.
ودشنت الإمارات مطلع الشهر نفسه مشروع 100 بئر لتوفير المياه النظيفة للاجئين الروهينجا في مخيم كوكس بازار تشرف على تنفيذه هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وعدد من الجهات الإماراتية المانحة، فيما تواصل الهيئات والمؤسسات الإماراتية تقديم كل أشكال الدعم للاجئي الروهينجا في بنجلاديش، إذ ساهمت مؤسسة «نور دبي» في التصدي لمشكلة العمى التي يواجهونها ووفرت مستلزمات العلاج ل 2000 شخص وأجرت نحو 500 عملية جراحية. ودشنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي عدداً من المشاريع الخدمية بمخيمات اللاجئين الروهينجا في بنجلاديش لتحسين بيئة الحياة داخلها، وجعلها أكثر ملاءمة لطبيعة الظروف التي يعيشونها. وتضمنت المشاريع توفير مصادر المياه الصالحة لسكان المخيمات التي تفتقر لهذا المصدر الحيوي من خلال حفر مئات الآبار، وإنشاء خزانات كبيرة، وتأهيل مرافق الخدمات الصحية والإنسانية.
وكذلك، دشنت حملة الشيخة فاطمة الإنسانية مخيم زايد الخير لعلاج الآلاف من النساء والأطفال من اللاجئين الروهينجا بإشراف فريق طبي إماراتي بنجلاديشي تطوعي مشترك من أطباء الإنسانية تزامناً مع «يوم الأم» العالمي وتحت شعار «على خطى زايد».
وأعلنت المبادرة الإنسانية «ما بعد 2020» التي تقودها الإمارات عن تركيبها مؤخراً مصابيح تعمل بالطاقة الشمسية في مخيم كوتوبالونج للاجئين الروهينجا في منطقة كوكس بازار ببنجلاديش ما يسهم في تحسين جودة الحياة اليومية ل 4500 شخص.
وتضمنت المشاريع التي نفذتها «الهلال الأحمر» محاور خدمية رئيسة شملت الإيواء والمياه والصحة والغذاء وتمكين الأسر، واستفاد منها أكثر من 100 ألف لاجئ في مخيمات كوكس بازار حيث تم إنشاء 1800 مسكن مؤقت للاجئين.
