عودة محمود عبدالعزيز

00:23 صباحا
قراءة دقيقتين

هل رأيتم محمود عبدالعزيز في رمضان هذا العام؟ كلّما أطلّ ولداه محمد وكريم في عمل ما، يطلّ معهما الفنان الكبير الراحل. في ملامحهما تشعر بأن كلاً منهما أخذ جانباً من أبيه، فيكملان معاً صورته، وفي الحركات وخفة الظل يبدو كريم الوريث الشرعي لأبيه، بينما يميل محمد للجدية والرزانة والهيبة في الإطلالة. 
الكاريزما لا تورّث، والموهبة لا يمكن افتعالها إذا لم تكن متأصلة في أي شخص، حتى ولو كان والده نجماً محبوباً. الوساطة تفيد في تقديم فرص عمل، وقبول ابن الفنان للمشاركة في عمل ما، لكنها لا تضمن له النجاح أبداً، ولا تشتري قلوب الناس ليحبه الجمهور ويصفق له. 
نجاح كريم ومحمد في هذا الموسم الرمضاني، لا يعود الفضل فيه لشهرة أبيهما، واشتياق الجمهور له، إنما لما قدّماه، علماً بأنهما يعملان في مجال الفن منذ سنوات عبر شركة إنتاج فني مع ريمون مقار. كريم لم يشارك في الدراما بل قدّم إعلاناً مع ياسمين عبدالعزيز لإحدى شركات الاتصالات، فإذا بالإعلان يصبح «ترند»، والجمهور يشاهده ربما أكثر مما يشاهد بعض المسلسلات هذا الموسم. أما محمد فيقدم (إنتاجاً وتمثيلاً) مسلسل «ملف سري» بطولة هاني سلامة، مؤدياً شخصية «ليل المصري» الغامض، اللين القاسي، المطيع المتمرد، الذي يملك مفاتيح كل الأحداث ويحرك الشخصيات كالدمى، وهي المرة الأولى التي نجد فيها محمد محمود عبدالعزيز ممثلاً بهذه القوة، يملك موهبة حقيقية وقدرة على التطور بسرعة والنضج مع كل عمل فني يقدمه.
«ليل المصري»، ربما المراد به تذكيرنا بالاسم فقط بمحمود المصري (مسلسل محمود عبدالعزيز 2004)، إنما هو دور ينقل محمد إلى مرحلة جديدة في عالم الدراما، وما عليه سوى الحفاظ على هذا المستوى في الأداء وفي اختيار الأدوار، وقد رأيناه قبل رمضان في مسلسل «نقل عام» بشخصية فيصل ابن أحمد الشربيني (محمود حميدة)، أداء جيد لكنه لا يصل إلى مستوى ما يقدمه حالياً في «ملف سري». 
نظلم أبناء النجوم حين نقارنهم بما وصل إليه آباؤهم وأمهاتهم بعد مسيرة طويلة من العمل تأرجحوا فيها بين صعود وهبوط قبل أن يحققوا الشهرة الواسعة، ونظلمهم حين ننتظر منهم الانطلاق من حيث وصل الآباء. محمد وكريم محمود عبدالعزيز يعيدان اسم أبيهما وحضوره إلى الشاشة فقط لمجرد أن ننظر إليهما فنترحّم على الأب، والحكم الوحيد الذي من حق الجمهور أن يطلقه عليهما، هو الحكم على أخلاقهما وسيرتهما كابني نجم محبوب، أما مهنياً فلكل طريقه وأسلوبه، وربما من الأفضل أن يزيد كريم من جرعة الأعمال الدرامية أكثر من الكوميدية لأنه يملك من الموهبة ما يخوله التلوين في الأدوار.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"