عادي

جاك دورسي.. الزعيم الروحي للبيتكوين

22:15 مساء
قراءة 4 دقائق
جاك دورسي
جاك دورسي
دبي: أحمد البشير

بينما كان يسير على خشبة المسرح في مؤتمر «بيتكوين 2021» في ميامي، كان جاك دورسي لا يزال من الناحية الفنية الرئيس التنفيذي لشركتين عامتيّن، لكنه بدا أشبه بنادل على شاطئ البحر، حيث كان يرتدي قميصاً ملوناً، ورأسه حليق ولحيته الطويلة الرمادية غير مشذبة. وكان لدى دورسي الكثير ليقوله عن عملة البيتكوين، وأكثر بكثير مما كان سيقوله عن «تويتر» أو «سكوير»، شركة خدمات الدفع الخاصة به. وتوقع دورسي أن تحل البيتكوين محل البنوك، مع توفيرها لفرص اقتصادية لأصحاب المشاريع في العالم النامي، وتحفيز الاستثمارات في الطاقة المتجددة. وصرح بأن البيتكوين ستغيّر كل شيء على الإطلاق، ولا يعتقد أن هنالك أي شيء في حياته أهم من ذلك.
بعد خمسة أشهر، استقال دورسي من منصبه في «تويتر»، وأعلن أنه سيعيد تسمية شركة «سكوير»، لتصبح «بلوك آي إن سي»، وهو الاسم الذي يعيد للأذهان التكنولوجيا الرئيسية الكامنة وراء العملات المشفرة، البلوك تشين.وبصورة رسمية، تعد شركة «بلوك» الشغل الشاغل لدورسي، مع تركيزه على عملة البيتكوين.
وعلى مدار العامين الماضيين، أصبح دورسي الزعيم الروحي غير الرسمي للبيتكوين والمدافع العام عنها، حيث يروّج لها باستمرار عبر تغريداته، وينتقد أصحاب رؤوس الأموال في مجال التكنولوجيا الذين يمولون مشاريع منافسة لها.
وفي العام الماضي، وخلال مؤتمر عن العملات الرقمية، والذي حضره إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة «تيسلا»، قال دورسي إنه يعتقد بأن البيتكوين يمكن أن تحقق السلام العالمي.
ولدى حماس دورسي آثار على شركة «بلوك»، والتي نمت جزئياً بفضل الميزة التي تجعل من السهل على الأشخاص العاديين شراء البيتكوين من هواتفهم، والتي أيضاً أنفقت 220 مليون دولار على شراء العملة الرقمية لوضعها في ميزانيتها العمومية.
وأفضل طريقة لفهم ما يفكر فيه دورسي في أي لحظة هي متابعة تغريداته على «تويتر»، وهو المكان الذي ينشر فيه كل شيء، بما في ذلك الموسيقى التي يستمع إليها والقضايا الاجتماعية التي يهتم بها.

رحلة إفريقية

وبناءً على ذلك، انطلق اهتمام دورسي بعملة البيتكوين بعد رحلة استغرقت شهراً إلى إفريقيا في نوفمبر 2019، وبعد ذلك بدأ بالتغريد عن العملة دون توقف. وتضمنت الرحلة زيارة دول مثل إثيوبيا وغانا ونيجيريا وجنوب إفريقيا. وهناك التقى بروّاد أعمال محليين، وكان العديد منهم يقومون ببناء شركات تركز على البيتكوين. وهذه الحقيقة «أذهلته» و«ألهمته»، وعاد إلى بلده مقتنعاً بأن البيتكوين يمكن أن تغير الأنظمة المالية في القارة. وغرد دورسي من مطار في أديس أبابا قبل أن يستقل رحلته مباشرة، وقال: «من المحزن أن أغادر القارة. وفي الوقت الحالي، ستحدد إفريقيا المستقبل خاصة بالنسبة لعملة البيتكوين».
ويرى معجبو دورسي هوسه بالبيتكوين من منظور مماثل. حيث تقول جاكي ريسيس، التي قادت الأعمال المصرفية والقروض في «سكوير»، والتي تعمل الآن على مشروعها الخاص بالتكنولوجيا المالية: «كنت سأولي اهتماماً دائماً لأي شيء تنبئ به جاك للمستقبل، وغالباً ما يكون على حق أكثر من كونه مخطئاً». وقامت شركة «بلوك» التي أعيدت تسميتها حديثاً بدمج البيتكوين في كل وحدة من وحدات أعمالها تقريباً. ويقوم قسم «تي بي دي» الداخلي التابع للشركة ببناء تقنية لتحويل الدولارات إلى بيتكوين، كما أن هناك مشروعاً منفصلاً يدعى Spiral، والذي يدعم ويمول المشاريع بهدف تحسين وتعزيز استخدام البيتكوين.
وقالت أمريتا أهوجا، كبيرة المسؤولين الماليين في «بلوك»: «نعتقد أن البيتكوين لديها القدرة على أن تصبح عملة أكثر انتشاراً في المستقبل»، وأضافت أنه بينما ينمو وجود العملات المشفرة، فإن هذا الاستثمار هو خطوة في تلك الرحلة. تأتي مثل هذه الاستثمارات في وقت حَرِج بالنسبة لصناعة التشفير، حيث تؤكد أهوجا أنها لا تعتقد أن هذه المساحة حازت استثمارات بالقدر اللازم، مُعقِّبة بالقول: «التشفير هو تقاطع الخدمات المالية والتكنولوجيا، وهذا يُمثِّل حرفياً 60% من الاقتصاد».

بيتكوين

 

استحواذ «تيدال»

وفي أوائل عام 2021، وافق دورسي على دفع 300 مليون دولار مقابل الاستحواذ على «تيدال»، وهي خدمة بث الموسيقى التي يملكها المغني جاي زي، وفي وقت لاحق من ذلك العام أنفق 29 مليار دولار على شركة «أفترباي»، وهي شركة لخدمات الشراء والدفع في وقت لاحق. وفي عام 2020، حصلت «بلوك» على ترخيص لتقديم القروض للأعمال الصغيرة. ويعتقد دورسي أن البيتكوين ستُستخدم في النهاية على نطاق واسع عبر الإنترنت، فمن الطبيعي أن تحاول «بلوك» تعزيز مكانتها في عالم التشفير. وبشكل حاسم لا يقوم دورسي بالعديد من الاستثمارات في العملات الرقمية المنافسة أو في ما يسمى بتقنيات «الويب 3» التي تستخدم في البلوك تشين لتشغيل خدمات الويب اللامركزية. وبعض أقران دورسي، بما في ذلك الشركاء في شركة رأس المال الاستثماري «أندريسن هورويتز»، هم من الداعمين الكبار للويب 3، ويضخون عشرات المليارات من الدولارات في السوق الناشئة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"