معرض الكتاب الإماراتي

00:26 صباحا
قراءة دقيقتين

د. حسن مدن

للكتاب في الشارقة مواسم، لا موسم واحد فقط، وإذا كان لمعرض الشارقة الدولي في دوراته المتعاقبة ما له من مكانة عربية ودولية في دنيا الكتاب، فإن الاحتفاء بالكتاب في إمارة الثقافة لا يتوقف، ومن ذلك معرض الكتاب الإماراتي الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، بالتعاون مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، في مقر الهيئة، وافتتحت فعاليات دورته الثانية قبل يومين، وستستمر حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري، وتفضل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة بافتتاحها، ودشن خلال ذلك أحدث مؤلفاته التاريخية بعنوان «صراع أمراء الزند وزوال الملك»، ليضاف إلى منجزات سموه الكثيرة في البحث التاريخي التي أضاءت الكثير من محطات تاريخنا المجهولة.
حسب منظمي المعرض، فإن أهدافه تتوجه نحو النهوض بصناعة الكتاب ودعم المؤلفين والناشرين الإماراتيين، وإتاحة الفرصة لفتح نوافذ للتواصل والحوار في ما بينهم، وإطْلاع القراء على جديد المشهد الثقافي المحلي وإصداراته، وهي غاية مهمة، تحسب للشارقة، فمحظوظ البلد الذي تنال فيه صناعة الكتاب والنشر فيها كل هذا التبني والدعم والمؤازرة، وهو ما تحرص عليه الشارقة والإمارات عامة، فطباعة الكتب ونشرها وتوزيعها هي أحد أوجه، بل وأحد أركان، أي تنمية ثقافية منشودة في أي مجتمع.
وشهدت حركة النشر في الإمارات في السنوات الأخيرة نهضة ملموسة، لكن بدايات هذه الحركة تعود إلى السنوات الأولى لتأسيس الدولة، ويعود فضل كبير في ذلك إلى عدد من المؤسسات الثقافية والأدبية، الرسمية والأهلية، وبينها اتحاد كتّاب الإمارات، المشارك في تنظيم المعرض، فمنذ تأسيسه تبنى الاتحاد خطة نشر طموحة، وأصدر عدداً من الدوريات الأدبية والثقافية.
واطلع صاحب السمو حاكم الشارقة خلال افتتاحه المعرض على ما يضمه جناح الاتحاد من كتب متنوعة في مختلف المجالات الثقافية والأدبية، حيث تعرف سموه الى ما يضمه الجناح من إصدارات جديدة لمجموعة من المؤلفين والكتاب أعضاء الاتحاد، ومجهودات الاتحاد لدعم وتحفيز المؤلفين من أبناء الدولة وتطوير موهبة الكتابة والتأليف لديهم.
وإلى ذلك تشارك في هذه الدورة من معرض الكتاب الإماراتي 26 دار نشر ومؤسسة ومبادرة ثقافية محليّة، حيث يضم إصدارات مجموعة من دور النشر الإماراتية في مختلف الحقول المعرفية والأدبية، بينها الناشرون المتخصصون في الروايات، والكتب الأكاديميّة، وكتب الأطفال، وكتب العلوم والفنون بأجنحة خاصة، ويقدم المعرض في دورته هذه 970 إصداراً و1400 عنوان لعدد كبير من الكُتّاب والأدباء الإماراتيين في مختلف الحقول المعرفية والعلمية.
معرض الكتاب الإماراتي حدث ثقافي محلي مهم، فإضافة إلى كونه احتفاء بالكتاب والكاتب، فإنه يوسع فضاءات نشر الكتاب، ويزيد من قاعدة القراء.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"