عادي

الإمارات تخطط والعالم يستجيب

23:54 مساء
قراءة دقيقتين
1
د. منى تهلك

د. منى تهلك

أطلقت الجمعية العامة للأمم المتحدة مبادرة عالمية تحت عنوان «عقد النهوض بالصحة في مرحلة الشيخوخة»، تبدأ من عام 2021 حتى عام 2030، وتستهدف جميع مختلف دول العالم والمجتمعات والهيئات المتخصصة في الرعاية الصحية، لتعزيز صحة وسلامة كبار السن، وتقوم بتنفيذها منظمة الصحة العالمية.

مبادرة عقد النهوض بالصحة في مرحلة الشيخوخة تستهدف معالجة عدة جوانب مهمة، في أربعة مجالات هي: تغيير طريقة التفكير والشعور والتعامل إزاء السن والتحيز ضد التقدم في السن، وتنمية المجتمعات بطرق تعزز قدرات كبار السن، وتقديم رعاية متكاملة وخدمات صحية أولية تركز على الأشخاص وتستجيب لاحتياجات كبار السن، وإتاحة رعاية جيدة طويلة الأجل لمن يحتاجون إليها من كبار السن.

أعتقد أن هذه المبادرة جاءت من الجمعية العامة للأمم المتحدة، لسببين الأول: الأرقام والإحصائيات التي توضح نمو وتزايد أعداد كبار السن في العالم، حيث تقول منظمة الصحة العالمية: «بين عامي 2020 و2030، ستزداد أعداد سكان العالم الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً بنسبة 34%. ويتجاوز حالياً عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 سنة فأكثر، عدد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات. وبحلول عام 2050، سيتجاوز عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً فأكثر، عدد المراهقين والشباب الذين تراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً. وتواجه جميع البلدان مشكلات كبيرة في ضمان تأهب نظمها الصحية والاجتماعية للاستفادة من هذا التحول الديمغرافي». 

السبب الثاني أن هناك خللاً ملاحظاً في مجتمعات ودول من أرجاء العالم، تجاه كبار السن، وهذا يقودنا نحو السياسة الوطنية لكبار المواطنين، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في 2018.

وقال سموّه: «وجهنا بتغيير مصطلح كبار السن إلى كبار المواطنين، واعتمدنا السياسة الوطنية لكبار المواطنين للارتقاء بجودة حياتهم وضمان مشاركتهم الفاعلة والمستمرة، ضمن النسيج المجتمعي في الإمارات».

هذه السياسة لرعاية لكبار السن متكاملة وشاملة وليست في مجال الرعاية الصحية وحسب. وهي تمنح الإمارات قصب السبق على مستوى العالم، فالمبادرات الدولية والعالمية تأتي دائماً بعد تطبيقها في الإمارات، في دلالة على نجاح الخطط والاستراتيجيات الإماراتية التي تستهدف رعاية الإنسان وسعادته، وما على دول العالم المختلفة ومنظماتها الدولية، إلا استحضار الحراك الإماراتي والمبادرات المختلفة التي تعلن، وتعميمها لخدمة المجتمعات المتعثرة.

استشاري أمراض نساء وولادة 

مدير تنفيذي مستشفى لطيفة

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"