عادي

تفنيد الأكاذيب

22:51 مساء
قراءة 3 دقائق

يُرجع د. أحمد إسماعيل أبو شنب، عميد كلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، بعض ما يشهده العالم من صور العنف إلى إشكاليات منهجية في الطرح العقدي في إطار تكوين القناعات والمعتقدات في أوساط الاتجاهات المتطرفة.

يرى أبو شنب أن الصور المتتابعة من العنف والإرهاب بدأت بعنف الفكرة وفكرة العنف، وذلك أدى إلى ممارسة الأعمال الإرهابية والتخريبية التي عانتها بعض الدول من جانب الجماعات المتطرفة، في إطار من التبرير المغلوط والتأصيل الأيديولوجي الموهوم، القائم على الظن والتوهم؛ الأمر الذي أدى إلى كثير من التناقضات في الرؤى والتصورات التي قامت عليها قناعاتها وتصوراتها.

ويؤكد ذلك في رأي أبو شنب ضرورة العمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة، وبيان وجه الحق في القضايا التي تشكل قناعات فكرية لهذه الجماعات المتطرفة، وذلك لحماية الشباب من الوقوع فريسة في براثن الفكر المنحرف؛ لأن التأسيس البنائي الخاطئ للمعتقدات والقناعات يفتح الباب أمام الغلو والتقصير والإفراط والتفريط، مما يترتب عليه الخطأ في المعتقد والقناعات والسلوك؛ الأمر الذي يتطلب تصحيح المفاهيم الخاطئة لحماية الشباب من مخاطر هذه الجماعات المتطرفة.

ويضيف: «من المقطوع به شرعاً أن الأولويات تقدر بقدرها، وترتب حسب حاجة المجتمع إليها، بما يحقق المقاصد الشرعية الكلية والجزئية، فيقدم الأهم على المهم، ومعالجة ما يلحق ضرراً أكبر على ما يحقق ضرراً أقل، وما يحقق منافع المجموع على ما يحقق منافع الأفراد، وما يحقق مصلحة الدولة والأمة على ما يحقق مصلحة الجماعة، وما يحقق مقاصد الدين على ما يحقق مقاصد المذهب والاتجاه، لكن واقع سياسات الأولويات في الأيديولوجية الفكرية للجماعات المتطرفة، يصطدم بقوة، بمفهوم سياسة الأولويات والطرح المقاصدي في الشريعة الإسلامية. وهذه الجماعات المتطرفة تقدّم مصلحتها الفاسدة على مصالح الدولة والمجتمع، وتقدم مصلحة مشروعها المتطرف على مصلحة الدين، كما تقدم أطروحاتها الفكرية الشاذة على المجمع عليه من جمهور علماء الأمة.

ووفق أبو شنب، فليس خافياً أن مشاريع هذه الجماعات السياسية وفق قناعاتها ومعتقداتها الباطلة تختزل في قضية الخلافة والسلطة، ولو كان ذلك على جثث المسلمين ودمائهم، مدعومة بأعداء الإسلام، ولا ينكر ذلك من هذه الجماعات إلا مكابر ومخادع ومغرور ومزيف. ويقول: «هانت على هذه الجماعات الإرهابية دولها، وهان عليها شركاؤها في الدين والدم والوطن والمصير؛ بل هان عليها دينها، مع أنها ترفع شعارات دينية مسيسة في جوهرها، مفرغة من مظهرها. وهذه القناعات والمعتقدات التي ترسخها هذه الجماعات في نفوس أتباعها، هي من جعلتها تقتل جموع المسلمين وغير المسلمين».

ويوضح أن الجماعات المتطرفة تدرجت في محاولة فرض الأفكار الباطلة على أتباعها، من خلال عمل تصاعدي يبدأ بمعرفة الجماعة، والانتماء إليها، ودعمها، والولاء لها، ومبايعتها على السمع والطاعة. ويقول: «ساد الاعتقاد بين الأتباع أنه لا فقه صحيحاً إلا فقه الجماعة، ولا تديّن قويماً إلا تدينها، ولننظر كيف تدرجت لهم من مجرد معرفة الجماعة إلى الولاء لها، أو عدم الاعتراف بأفضلية غيرها، فهي لهم الدولة والسلطان والسيادة، ودعاتها في زعمهم هم العلماء الربانيون، وإن أفتوا بالقتل والتخريب والإفساد والقضاء على الدولة وترويع المجتمع، وانتقلت هذه الجماعات المتطرفة بأتباعها من مجرد الرؤية والتصور، إلى معرفة الجماعة، والسمع والطاعة. وترسيخ هذه القناعات في نفوس أتباعها يدفعهم إلى تنفيذ أوامرها دون نقاش».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"