عادي

جرعة ماء بخمسة دراهم

22:49 مساء
قراءة دقيقتين
رغيد
رغيد جطل

رغيد جطل

يروي أبو حنيفة: كنت ذات يوم في سفر طويل، واحتجت إلى الماء وأنا في البادية، فجاءني أعرابي ومعه قربةُ ماء، فقلت له: أعطني جرعة ماءٍ، فقطب الأعرابي جبينه وزمَّ شفتيه وقال بجفاء: لا أعطيك الماء، لكنني أبيعك القربة بخمسة دراهم، وكنت عطشاناً جداً، فأعطيته الدراهم الخمسة، وأخذت القربة، وكنت أحس بالغيظ والغضب لفعل هذا الأعرابي الذي باعني الماء. فقررت معاقبته، فأخرجت من متاعي قدراً فيه حلوى مصنوعة من التمر تُسمى السويق، وكان الذي يأكل منها يشعر بالعطش. فقلت للأعرابي: تفضل كل معي شيئاً من السويق، ولم يصدق الأعرابي ما سمع، فاندفع يلتهم الحلوى التهاماً، حتى أحس بالعطش فقال لي: أعطني شربة ماء.

فرفضت أن أعطيه شربة، فراح يسأل ويلح ويتوسل، وعطشه يزداد حتى صرخ: أرجوك أعطني جرعة ماء، فإن العطش سيقتلني، فقلت له: أبيعك الجرعة بخمسة دراهم، فوافق حالاً ودفع لي الدراهم الخمسة، وأعطيته جرعة ماء. فاسترددت دراهمي الخمسة، والذي اشتريت منه القربة كاملة بخمسة دراهم بعته الجرعة منها فقط بخمسة دراهم وبقي معي الماء كله.

أنا من الغاوين

رأى طفيلي رجالاً يسيرون مسرعين من أمامه، فأدرك أنهم قد دعوا إلى وليمة، ويسرعون خشية أن تفوتهم، فقال في نفسه: أرافقهم لعلي أكون معهم فأفوز فوزاً عظيماً، فما كان منه إلا أن تبعهم، فإذا هم شعراء قصدوا السلطان بمدائح لهم، فلما دخلوا على السلطان أنشد كل واحد منهم شعره، والطفيلي ينظر ويستمع إليهم، وهم يمدحون السلطان بشعر ينساب كمياه النهر العذبة، فلما انتهوا جميعاً لم يبقَ إلا هو وكان لا يجيد الشعر ولا قافيته، فقال له السلطان: أنشد شعرك، فلم يبقَ إلا أنت، فقال: لست بشاعر، قال فمن أنت؟ قال من الغاوين الذين قال الله فيهم: «والشعراء يتبعهم الغاوون»، فضحك السلطان، وأمر له بجائزة له.

موت يريحني من سؤالكم

قيل لحكيم: أي الأشياء خير للمرء؟ قال: عقل يعيش به، قيل: فإن لم يكن، قال: فإخوان يسترون عليه، قيل: فإن لم يكن، قال: فمال يتحبب به إلى الناس، قيل: فإن لم يكن، قال: فأدب يتحلى به، قيل: فإن لم يكن، قال: فصمت يسلم به، قيل: فإن لم يكن، قال: فموت يريح منه العباد والبلاد، ويريحني منكم ومن سؤالكم.

أسوأ من خطه

كان الشيخ صفي الدين الهندي، محمد بن عبدالرحيم، الفقيه الشافعي، رجلاً ظريفاً، يُحكى أنه قال: وجدت في سوق الكتب مرة كتاباً بخط ظننته أقبح من خطي، فغاليت في ثمنه واشتريته، لأحتج به على من يدعي أن خطي أقبح الخطوط، فلما عدت إلى البيت وجدته بخطي القديم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"