عادي

منظّرو العلاقات السامة

23:33 مساء
قراءة دقيقتين

الشارقة: زكية كردي

اعتدنا أن يتفرع المحتوى الذي تقدّمه القنوات المتخصصة على موقع «يوتيوب» إلى فئات تصنف المضمون وفئة المشاهدين المستهدفة، حالها كحال البرامج التلفزيونية، لكن ضمن ظروف تصوير أكثر أريحية، حيث لا تقتضي هذه المساحة التكلف والالتزام بمعايير الجودة، أو التحسب من الرقابة والمسؤولية في ما يخص صحة المعلومات المقدمة. وبالطبع عند الحديث عن خطورة المعلومات والنصائح، نحن لا نقف عند الضرر الذي قد تحدثه قنوات الطبخ الفاشلة، ولا حتى قنوات الألعاب الإلكترونية التي تعتبر الأكثر جماهيرية؛ بل نتوقف عند النصائح النفسية التي تعتلي سلّم الخطورة.

وعلى خطى الإعلامية رضوى الشربيني التي عرفت بتوجهها المتحيز للمرأة من خلال برنامجها «هي وبس»، الذي جعلها مضرب مثل عند الكثير من الرجال للدلالة على كل امرأة متمردة، إذن على خطى هذا البرنامج نمى توجّه وتخصص جديد يقوده أشخاص يتبرعون لتقديم نصائح للخلاص من العلاقات السامة، أو للتحرر من الشريك النرجسي، ويتفرعون عن جماعة ال«life coach».

تتشابه المواضيع التي تتناولها هذه القنوات كحال قنوات الطبخ والعناية بالبشرة، فيبدو أن التقليد سمة على هذا الكوكب، لكن شخصيات المدربين تتباين، وبالطبع ينعكس على اختلاف الخطاب وأسلوب تناول الموضوع. فالمدرب المتدين أو الشعبي يختلف في أسلوبه عن السيدة العصرية خفيفة الظل، إلا أن المحتوى الذي بات يجذب القنوات والبرامج التلفزيونية لتستضيف المتحدثين فيه لا يتغير، فجميع هذه القنوات تتحدث عن طريقة تمييز العلاقة السامة، وعلامات الشخص النرجسي، وكيفية الخروج من العلاقة السامة، وطرق الانتقام، ومئات الأفكار التي قد تتفرع عن هذا الموضوع من وسائل للكشف ووصفات للخلاص.

أخيراً، وأمام هذا الفيضان من التنظير والتأويل في العلاقات بين البشر، يبقى لدينا التساؤل الأهم حول مدى كفاءة وأحقية هؤلاء المدربين في الحديث بأمر العلاقات العاطفية، والخوض في المشاكل والتحليلات النفسية، وقدرتهم على تأكيد فاعلية ما يطرحونه، في حين يقوم الطب والعلاج النفسي المتخصص والأكاديمي على مبدأ التجربة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"