عادي

د. عمر عبد العزيز: الإمارات صاحبة الفضل والإلهام

22:10 مساء
قراءة 3 دقائق

الشارقة: زكية كردي
متنقلاً بين منبر فكري وآخر، حاملاً قلقه الإبداعي ومشروعه المتكامل بين جنبات روحه، بحثاً عن الأثر والمعنى وملاحقة أشعة الإلهام الإماراتي الحر، قدم د. عمر عبد العزيز، مدير الدراسات والنشر بدائرة الثقافة بالشارقة بالإضافة إلى رئاسة مجلس إدارة النادي الثقافي العربي، الكثير من المؤلفات والمشاركات الفكرية والمساهمات الثقافية والأعمال الفنية، ليكون مثالاً حياً للقدرة على تجاوز حدود المعتاد لما يمكن أن نقدمه، هذا ما نشعر به؛ إذ نتأمل تدفق العطاء المستمر في هذه التجربة.

1
مع د.عبد الحكيم الزبيدي أثناء المشاركة في ندوة علي أحمد باكثير في جامعة كيرلا بالهند

عام 1981 زار عبد العزيز الإمارات للمرة الأولى ملبياً دعوة وزارة الإعلام بصفته مديراً عاماً لتلفزيون اليمن الديمقراطي، وقال: كانت لي لقاءات شيقة مع كوكبة من الإعلاميين، والمهنيين، والأطباء، والكتاب، وكان انطباعي المباشر يومئذ عن الإمارات بوصفها تجربة فتية وتعرفت في تلك الزيارة إلى ملامح الدولة الاتحادية الرشيدة. وأزعم أن هذا الانطباع جعلني أعتقد تباعاً بأن صيغة الدولة الاتحادية اللامركزية تمثل الضامن المطلق للنماء والتطور، بعدها تكررت زيارتي للإمارات فيما تكرست قناعاتي بأفضليات الخيار الاتحادي للدولة، إلى أن انتقلت للعيش فيها عام 1995 ملبياً الدعوة الكريمة من دار «الخليج» للطباعة والنشر، يومئذ تشرفت بالتعرف إلى الراحلين الكبيرين تريم عمران ود.عبدالله عمران، ووقعت عقداً للعمل في جريدة «الخليج».

1
د.عمرعبدالعزيز يستعرض لوحاته أمام السويجي

يكمل: كانت مهمتي الكتابة المتنوعة استناداً إلى الخلفيات المعرفية والمهنية، ووجدت نفسي مؤخراً في كتابة مقاربات ثقافية وأخرى سياسية وثالثة اقتصادية، وحتى الزاوية اليومية التي استمرت لسنوات عديدة، وتوليت خلال فترة العمل في دار «الخليج» سلسلة من المسؤوليات الإشرافية، ومنها الإشراف على قطاع الثقافة والمنوعات، ثم أميناً لمجلس التحرير، وأخيراً مشرفاً على مجلة «كل الأسرة». كانت تجربة عامرة بالصورة والعطاءات المثمرة.

1
مع المستشار المؤرخ علي صالح الجمرة وخالد عمر عبد العزيز

خلال العقود التي قضاها في الدولة تعرف عبد العزيز إلى أبرز الوجوه الفكرية والثقافية، والتي يصعب الحديث عنها في مساحة واحدة، لذا اختار اسمين أساسيين كان لهما أثر كبير في خياراته المعرفية والثقافية. ويقول: الأول هو صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي ألهمني وكامل مجايليه معنى الخيار الثقافي، والنظر للمستقبل، وبناء الاختيار عطفاً على حكمة التاريخ والجغرافيا، وكيفية التعامل الرشيق المبدع مع البناء المؤسسي. ومن مسيرة سموه الباذخة استلهمت الكثير من العبر والمعاني، وفي سياق اشتغالي المديد في الدراسات والنشر بدائرة الثقافة بالشارقة تعلمت فن التعامل مع التحديات، والانسياب مع المنجزات وامتلاك زمن الإبداع. أما الاسم الثاني فهو الراحل الكبير تريم عمران الذي جاورته في أحلامه ومشاريع اشتغالاته الأفقية وأروقته الحوارية الإعلامية الناظمة لتفتقات الفكر والنظر في كامل الساحة العربية.

1
مع عبدالله العويس ود.عمر عبدالعزيز

خلال أكثر من عقدين في الإمارات وجد د.عمر عبد العزيز منصة للإبداع ألهمته الكثير، ليتحلى بوفرة في العطاء تجلت بتأليف وإصدار ٤٠ عنواناً في مجالات الفكر والنقد والإبداع، ومنها على سبيل المثال لا الحصر «فصوص النصوص»، «زمن الإبداع»، «متوالية القديم والجديد»، «تحولات النصوص»، «ترجيعات النصوص»، «الصوفية والتشكيل».

ومن الروايات أصدر «الحمودي»، «النسيان»، «مريوم»، «الشيخ فرح ود تكتوك»، «محمد»، «سلطان الغيب»، «المتسرنمون».

يضاف هذا إلى كتابته الزوايا اليومية لسنين عدة في صحف «الخليج» و«أخبار العرب» بالإمارات و«الجمهورية» باليمن، إضافة إلى الحرص على الحضور التلفزيوني، والمشاركة بالأحاديث الرمضانية اليومية في العديد من الفضائيات اليمنية، مع إعداد وتقديم سلسلة من البرامج على تلفزيون الشارقة، والمشاركة في العديد من المعارض التشكيلية الجماعية إضافة إلى إقامة عدد من المعارض الفردية في الشارقة والمنطقة الشرقية.

في نهاية الحديث، يقول د. عبد العزيز: مختصر القول أن الإمارات كانت ولا تزال صاحبة الفضل الكبير في نتاجي الفكري والثقافي والفني، وأرى أن كل تلك المقدمات تمهد لمشروعي الشامل التواق إلى مكاشفة ومناجزة الأسئلة الجوهرية التي تحاصر الزمن الإنساني الحائر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"