عادي
«العويس الثقافية» تحتفي بكتابه الجديد «كتب وكتاب قراءات مختارة»

عبدالغفار حسين: حركة التأليف الإماراتية في صعود لافت

00:18 صباحا
قراءة 4 دقائق
عبد الغفار حسين وعبد الحميد أحمد في الجلسة الحوارية (تصوير: محمد الطاهر)

دبي: علاء الدين محمود
نظمت مؤسسة العويس الثقافية في دبي مساء أمس الأول، السبت، جلسة حوارية وحفل توقيع بمناسبة صدور الجزء الأول من مؤلف الأديب عبدالغفار حسين «كتب وكتاب قراءات مختارة» الصادر حديثاً عن المؤسسة، وسط حضور كبير تقدمه محمد أحمد المر رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، وبلال البدور رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، والدكتور عارف الشيخ، والمستشاران في هيئة دبي للثقافة الدكتور صلاح القاسم وظاعن شاهين، والدكتورة فاطمة الصايغ عضو مجلس أمناء المؤسسة، والدكتورة رفيعة غباش، وعدد من الكتاب والمؤلفين، وأدار الجلسة الأمين العام للمؤسسة عبدالحميد أحمد.

في البداية أشار عبدالحميد أحمد إلى المكانة الكبيرة التي يحتلها عبدالغفار حسين بوصفه أحد رموز الثقافة والعمل الاجتماعي في الدولة، موضحاً أن كتابه الجديد، هو من الإصدارات ذات الأهمية العالية في قيمتها المعرفية والأدبية والفكرية، وهو نتيجة قراءة متأنية لكتب صدرت في مراحل مختلفة وفي مواضيع شتى، وأضاء أحمد على سيرة عبدالغفار حسين الذي عمل في بلدية دبي وساهم في تأسيس مجلة أخبار دبي، كما ساهم في تأسيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وكذلك جائزة العويس الثقافية والمكتبة العامة في دبي، وعاصر شخصيات كبيرة سياسية واقتصادية واجتماعية.

ولفت أحمد إلى أن الكتاب هو تجوال في 150 كتاباً ثلثها لمؤلفين إماراتيين، وهو الأمر الذي يشير إلى أن الثقافة والكتابة والتأليف في الإمارات بخير، موضحاً أن الكتاب يستعرض تلك المؤلفات ويقدم قراءة مستفيضة ووافية لها.

أحداث وتحولات

من جانبه تحدث عبدالغفار حسين عن طبيعة كتابه مشيراً إلى أنه يعد جزءاً أول من سلسلة لاحقة في ذات الاتجاه الذي يركز فيه على الكتب، موضحاً أن من يقرأ هذا المؤلف فإن في مقدوره أن يأخذ فكرة عن 150 كتاباً، مؤكداً أن الكتاب يكاد يكون الأول من نوعه في الإمارات، ويقول حسين: «حاولت ألا أكون قارئاً عابراً، وناقشت الأفكار الواردة في تلك الكتب وخاصة الصادرة عن الإمارات أو فيها».

ولفت حسين إلى أن هناك المئات والآلاف من الكتب التي صدرت في الدولة، وذلك يعتبر مؤشراً جيداً الى تصاعد حركتي التأليف والنشر في الإمارات، كما يشير إلى أن هنالك فعلاً نهضوياً وحضارياً في الدولة.

1
عبد الغفار حسين يوقع كتابه

وطاف حسين على مجموعة من القضايا والمواقف التي واجهته مع المؤلفين الذين تناولهم في كتابه، فعملية النقد تكتنفها المصاعب وذلك لعدم تقبلها من قبل البعض أحياناً، وشدد على أهمية النقد ودوره في الحياة الثقافية، وأشار إلى أن كل كتاب يقف خلفه جهد مبذول في تأليفه وهو أمر يستحق الإشادة والتقدير، ودعا الكتاب والمؤلفين إلى مناقشته حول ما جاء في كتابه لأن ذلك من شأنه أن يقدم إضاءات مميزة حول الكتاب.

وتوقف حسين، خلال تطوافه على مواضيع الكتاب، على بعض المحطات الإبداعية في مسيرته الممتدة، حيث تحدث عن الشعر الذي كتبه مطلع حياته الأدبية، وكثير من المواقف وبعض من الذكريات التي أشار إلى أنها ربما ترى النور في وقت ما، موضحاً أن أمامه في الوقت الراهن العديد من المشاريع الكتابية، لافتاً إلى أنه يعمل على إنجاز كتاب يتناول تاريخ إمارة دبي من خلال رصد المشاريع العمرانية الأولى وبناء الأسواق؛ أي منذ مرحلة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي إلى جانب العديد من الأفكار الأخرى التي يسعى إلى بلورتها في كتب ومؤلفات تخدم النهضة والحراك الثقافي في الدولة.

مكانة المعارف

ولفت حسين إلى المكانة الكبيرة التي يحتلها الكتاب عند العرب منذ التاريخ، وهو شيء يبعث على الفخر ودليل على الارتقاء الحضاري، وضرب مثلاً بما كان يجري في عهد الخليفة المأمون حيث كان أي شخص، سواء كان عربياً أو من بقية الجنسيات الأخرى حين يؤلف كتاباً، فإن ذلك الكتاب يوضع في إحدى كفتي ميزان، وفي الأخرى مقدار ما يساويه من الذهب يمنح للمؤلف، مؤكداً تفرد العرب، حيث إن ذلك الأمر لم يحدث في أي أمة أخرى، ما يدل على أن المعارف ظلت على الدوام محل احتفاء وتقدير عند العرب طوال تاريخهم.

أفكار

الجلسة شهدت العديد من المداخلات حول الكتاب وقضايا الثقافة والتأليف والإبداع في الإمارات، فمن جانبه لفت محمد المر إلى قيمة مراجعة الكتب في الحياة الثقافية، موضحاً أنه تقليد معروف في الصحافة بشكل عام وهي رحلة تبدأ منذ وصول الكتاب إلى دار النشر ومن ثم مراجعته وتقديمه للقراء بشكل ذكي يشجع على قراءته، وشدد على ضرورة أن تهتم الصحف الإماراتية بمسألة استعراض الكتب.

وأعرب د. سعيد حارب عن أمله في أن يقوم الأديب والمؤرخ عبدالغفار حسين بكتابة مذكراته خاصة أنه يمتلك عمقاً معرفياً بحجم التحولات التي حدثت في دبي.

ومن جانبها، طالبت د. رفيعة غباش بإنجاز موسوعة عن الكتاب والمثقفين والمؤلفين الذين أثروا الحياة الثقافية في الإمارات، ودراسة حياة من أسهموا بعلومهم ومعارفهم في حركة تطور المجتمع، مشيرة إلى أهمية الاستفادة من خبرة عبدالغفار حسين في هذا الميدان.

وفي ختام الجلسة، وقّع عبدالغفار حسين على عشرات النسخ من كتابه للحاضرين.

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"