عادي
كشفها تقرير برلماني للمجلس الوطني الاتحادي

غياب برامج تحافظ على الخصوصية الثقافية الإماراتية

00:46 صباحا
قراءة 3 دقائق
المجلس الوطني الاتحادي

أبوظبي: سلام أبوشهاب

كشف تقرير برلماني أعدته لجنة شؤون التعليم والثقافة والشباب والإعلام والرياضة، في المجلس الوطني الاتحادي، في موضوع سياسة وزارة الثقافة والشباب، عن غياب برامج وخطط تشغيلية تعنى بالحفاظ على الخصوصية الثقافية الإماراتية. ويتمثل تعريف الخصوصية الثقافية في اللغة، وكل أشكال التعبير الفني، والمعايير الجمالية، والمتمثلات السيكولوجية، والمعتقدات الروحية والطقوس الدينية والمنظومات القيمية والمسلكيات الاجتماعية، وأنماط العيش الخاصة، من مسكن وملبس ومأكل، خاصة أن الدولة باتت تحتضن 200 جنسية، في ظل تزايد عدد السكان ما يعكس وجود تحديات تؤثر سلباً في الخصوصية الثقافية، وعدم القدرة على الحفاظ على القيم المورثة، بتقاليدها وعاداتها وقيمها الإسلامية العربية، منها على سبيل المثال تأثر الشباب ألإماراتي بثقافة الجنسيات الأخرى في اللغة، وعدم التزام بعضهم بالزي الإماراتي، تحديداً في الأماكن الرسمية، وتأثرهم بالأزياء الأجنبية وارتداؤهم لها في إطار الموضة الدارجة، والعلامات التجارية العالمية، فضلاً عن فقد مهارات السنع، والتأثر بالأفكار الدخيلة.

وأشار ممثلو الحكومة في التقرير الذي ناقشه المجلس في جلسة سابقة، إلى إطلاق الوزارة الخطة التنفيذية لاستراتيجية الهوية الوطنية ومتابعة تنفيذها، وأنجزت ما نسبته 98% منها.

ترسيخ المفهوم

وأوضح التقرير أن اللجنة باطلاعها على الخطة الاستراتيجية للهوية الوطنية، تلاحظ غياب برامج وخطط تشغيلية تعنى بالخصوصية الثقافية الإماراتية، من حيث ترسيخ المفهوم محلياً لدى مختلف فئات وشرائح المجتمع والتعريف به عالمياً، من حيث التعبير عن العادات والتقاليد الموروثة. كما تؤكد غياب آليات التنفيذ المقترحة للحملات الإعلامية المعززة للهوية الوطنية وعددها، والفئات المستهدفة منها.

وأكدت أهمية وضع برامج وخطط تشغيلية ضمن مستهدفات الوزارة تركز على مفهوم الخصوصية الثقافية.

مستهدف الأمان الرقمي

وأشار التقرير في محور تأثير استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في الهوية الوطنية الإماراتية، إلى أنه اتضح للجنة وجود إشكالية تؤثر في مستهدف الأمان الرقمي، لنتائج الاستبانة الوطنية لجودة الحياة لعام 2020، التي بينت أن 66% من أولياء الأمور لا يحددون صلاحيات تصفح الإنترنت في أجهزة أبنائهم، و34% منهم يتركونهم يتصفحون العالم الرقمي من دون إشراف. كما أقر 87% منهم بخطورة هذا الأمر، ما انعكس سلباً على الهوية الوطنية الإماراتية.

انخفاض الإيرادات

اتضح للجنة شؤون التعليم والثقافة والشباب والإعلام والرياضة، في المجلس انخفاض إيرادات الشركات وخسارة الأفراد المستقلين العاملين في الصناعات الثقافية والإبداعية، حيث أظهرت نتائج استبانة «تقرير رصد نبض الصناعات الثقافية والابداعية الصادر عام 2021» أن ما يزيد على ثلاثة أرباع الشركات والأفراد المستقلين المشاركين فيها تكبدوا خسائر في الإيرادات مقارنة بعام 2019، ليسجل أصحاب الشركات خسائر بنسبة 78% من الإيرادات، وكذلك بلغت نسبة خسائر الأفراد المستقلين 84% بينما أعربت 13% من الشركات و9% من الأفراد عن تحقيقهم إيرادات. واتضح للجنة أن الأوضاع الاستثنائية لجائحة «كورونا» عام 2020 كانت سبباً في إلغاء عقود الشركات والأفراد وإلغاء المعارض والمؤتمرات والفعاليات والمهرجانات والمعارض التجارية بنسب متفاوتة. كما كشف نتائج الاستبانة أن 35% من المستقلين ألغوا أعمالهم المشتركة مع نظرائهم بسبب إلغاء الفعاليات. وأوضح ممثلو الحكومة قياس الوزارة المؤشرات الاقتصادية للصناعات الثقافية والإبداعية في خطوة مهمة في تأسيس الاقتصاد الإبداعي، والعمل على تعزيز مكانة الإمارات في هذا المجال، وتمكنت الوزارة من القياس المبدئي بالتعاون مع الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، وبلغت نسبة إسهام قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية في الناتج المحلي 2.9% عام 2018. كما أطلقت برنامجاً وطنياً لدعم المبدعين المتأثرين بالأزمة ويهدف إلى تقديم منح مالية ل50 من الأفراد المستقلين، و73 للشركات الناشئة ورواد الأعمال في قطاع الصناعات الثقافية.

وترى اللجنة أنه بالرغم من رصد الوزارة ميزانية لدعم الشركات والأفراد المستقلين المتضررين من الجائحة بقيمة 6 ملايين درهم، فإن الوزارة خصصت هذه الميزانية فقط لدعم المتعثرين من الشركات والأفراد المستقلين مادياً، حيث قدمت دعماً ل 65 شركة من أصل 263 طلباً مقدماً، ودعم ل 70 فرداً من 357 طلباً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"