أعاد الفرنسيون انتخاب إيمانويل ماكرون رئيساً لفرنسا لولاية ثانية، بعدما تغلب على منافسته من اليمين المتطرف، مارين لوبان، بحسب تقديرات أولى نشرتها مراكز الاستطلاع. وحصد ماكرون ما بين 57,6 و58,2 في المئة من الأصوات، متقدماً على مرشحة التجمع الوطني التي حازت ما بين 41,8 و42,4 في المئة من الأصوات. وأقرت زعيمة اليمين المتطرف بهزيمتها في السباق، لكنها اعتبرت حجم الأصوات التي فازت بها انتصاراً كبيراً، في حين عبّر الاتحاد الأوروبي عن ارتياحه لفوز ماكرون. وحصل ماكرون على ما يقارب 17 مليون صوت، مقابل نحو 12 مليون صوت لمنافسته، مارين لوبان.
وبلغت نسبة إقبال الفرنسيين على التصويت حتى الساعة الخامسة مساء، بتوقيت غرينيتش، 63.23 في المئة، وفقاً للأرقام الرسمية للداخلية الفرنسية.
وتراجعت نسبة الإقبال بنقطتين مقارنة بمؤشر التوقيت نفسه في انتخابات 2017، كما تراجعت نسبة الإقبال على التصويت ب4 نقاط مقارنة بالمؤشر نفسه في انتخابات 2012.
وأغلقت مراكز الاقتراع التي دعي إليها الناخبون الفرنسيون البالغ عددهم 48,7 مليون، عند الساعة 17,00 و18,00 ت غ، في المدن الرئيسية.
وبات ماكرون (44 عاماً)، وهو مرشح حزب «الجمهورية إلى الأمام»، أول رئيس فرنسي يُعاد انتخابه لولاية ثانية خلال 20 عاماً، منذ إعادة انتخاب جاك شيراك عام 2002.
وبعدما أقرت لوبان بخسارتها للسباق الرئاسي، أكدت أنها ستواصل الكفاح السياسي ضد الرئيس ماكرون في الفترة التي تسبق الانتخابات البرلمانية في يونيو/ حزيران. وأضافت لمناصريها بعد أن أشارت توقعات مبكرة إلى أنها خسرت الانتخابات «أظهر الفرنسيون مساء اليوم(أمس) رغبة في ثقل موازن قوي ضد إيمانويل ماكرون، رغبة في معارضة ستواصل الدفاع عنهم وحمايتهم». كما اعتبرت أن الأصوات التي حصدتها في الانتخابات انتصاراً مدوياً.
من جانبه، أعرب الاتحاد الأوروبي عن ترحيبه بإعادة انتخاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيساً لفرنسا. ورأى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن أوروبا يمكنها «التعويل على فرنسا لخمسة أعوام إضافية». وكتب ميشال على تويتر «في هذه المرحلة المضطربة، نحتاج إلى أوروبا صلبة وإلى فرنسا ملتزمة تماماً من أجل اتحاد أوروبي أكثر سيادة وأكثر استراتيجية»، فيما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين «أبدي ارتياحي إلى التمكن من مواصلة تعاوننا الممتاز. معاً، سنمضي قدماً بفرنسا وأوروبا». وقال رئيس الوزراء الإيطالي إن إعادة انتخاب ماكرون «خبر رائع لكل أوروبا». كما رحبت دولة بلجيكا، بإعادة انتخاب إيمانويل ماكرون رئيساً لفرنسا في ولاية ثانية.
وكانت استطلاعات الرأي تظهر في الأيام القليلة الماضية تقدم ماكرون على منافسته بفارق لا بأس به، وقال محللون إن لوبان ما زالت غير مستساغة بالنسبة إلى كثير من الناخبين، على الرغم من جهودها لتحسين صورتها والتخفيف من حدة بعض سياسات حزب التجمع الوطني الذي تتزعمه. وتصدّر ماكرون نتائج الدورة الأولى (28.5%) وجاءت بعده مارين لوبان (23.6%)، في حين حل مرشح أقصى اليسار ورئيس حزب فرنسا الأبية جان لوك ميلانشون في المرتبة الثالثة ب(21.1%). وتجمهر أنصار ماكرون أمام برج إيفل في العاصمة باريس، بالتزامن مع فرز أصوات الجولة الثانية من الانتخابات وإغلاق مراكز الاقتراع.
ويقول مراقبون إن ماكرون سيواجه فترة ثانية صعبة في الحكم، خاصة بسبب تداعيات حرب أوكرانيا على الاقتصاد العالمي. (وكالات)
