عادي
خلال كلمته بافتتاح ملتقى «زايد نبع الخير للإنسانية»

نهيان بن مبارك: سنعمل لتحقيق آمال زايد لمستقبل العالم من خلال العمل الإنساني

15:42 مساء
قراءة 7 دقائق
نهيان بن مبارك آل نهيان خلال إلقاء كلمته

أبوظبي: «الخليج»

قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش «إن شعار «زايد نبع الخير للإنسانية» إنما هو تعبير صادق عما نشعر به من فخر ومباهاة بما نعرفه عن عطاء وإنجازات مؤسس الدولة العظيم، الذي عرفناه والداً عزيزاً، وقائداً مخلصاً لوطنه ولشعبه ولأمته، وعرفناه حكيماً للعرب، جمع الله فيه كل السمات الإنسانية الرفيعة، كما عرفنا الوالد الشيخ زايد بأدواره العظيمة والمتفردة، في مجالات العمل الإنساني والخيري، ورأيناه يمد أياديه الكريمة لمساعدة المحتاجين في كل مكان، في حرص كبير على حب الناس وتحقيق الخير لهم، في كل الظروف والمناسبات، فقد كان، رحمه الله، الزعيم والمثل الإنساني النبيل والقدوة الوطنية الشامخة، فزرع فينا الحب والوئام، ودعانا جميعاً إلى أن نمضي قدماً إلى كل معطيات العصر من دون خوف على الهوية، أو انقطاع عن الأصالة، بل وبالتزام قوي بالقيم الرفيعة، والتقاليد الراسخة لشعب الإمارات، وإن زايد الخير سوف يظل دائماً في العين والفؤاد مناط عزة وإلهام، ونبع خيرٍ لا ينضب للإنسانية جمعاء».

جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح ملتقى «زايد نبع الخير للإنسانية» الذي نظمته وزارة التسامح والتعايش، بحضور حسين الحمادي وزير التربية والتعليم، وعدد من قيادات العمل الاجتماعي والإنساني والأكاديمي في الإمارات والعالم العربي، حيث سلط الملتقى الضوء على إنجازات الدولة في مسيرة التسامح والتعايش والأخوّة الإنسانية من خلال التزامها الدائم بنهج الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي جعل من الإمارات منارة عالمية للتسامح، ونموذجاً فريداً للتعايش والعطاء.

قيم التطوع

كما ركزت أنشطة الملتقى وحلقاته النقاشية على قيم التطوع التي تعد تجسيداً حياً للعمل الإنساني في أبهى صوره، واستعرض الملتقى أهم التجارب للعمل التطوعي في «إكسبو2020»، كما تم استعراض تجارب جهات إماراتية في مجال العمل الإنساني (على نهج زايد) في مختلف بقاع الدنيا، وشارك في الملتقى هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، صندوق الوطن، قادة فرق التطوع في إكسبو، جامعة نيويورك أبو ظبي، مؤسسات التنمية الأسرية، ودوائر تنمية المجتمع في الدولة.

وضم الملتقى كلمة الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وحلقات نقاشية عدة تناولت موضوعات التطوع، وأثر العمل الإنساني التي تقوم به الإمارات على مدى نصف قرن من الزمان، محلياً وعالمياً، وأهمية تعزيز القيم الإنسانية الراقية التي غرسها زايد في كل أبنائه، وشارك في الجلسات سالم الريس العامري نائب الأمين العام لقطاع الشأن المحلي بالهلال الأحمر الإماراتي، والدكتور وليد آل علي مستشار مؤسسة مبادرة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، الدكتور آرلي بيترس عميد جامعة نيويورك أبوظبي، وهند باقر المدير العام صندوق الوطن، وعبير جاسم الحوسني مدير إدارة برنامج المتطوعين «إكسبو 2020 دبي»، وسعيد حمد الشقصي مدير أول استقطاب المتطوعين، وعفراء الصابري المدير العام بوزارة التسامح والتعايش.

الذكرى العطرة للمؤسس

وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في مستهل كلمته «أحييكم وأرحب بكم في هذا الاحتفال السنوي المتجدد، الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش كل عام، احتفاء بالذكرى العطرة لمؤسس الدولة العظيم، المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأرحب بممثلي الهيئات والمؤسسات التي تشارك معنا في رعاية هذا اللقاء، وهي: هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، صندوق الوطن، قادة فرق التطوع في «إكسبو 2020 دبي»، جامعة نيويورك أبوظبي، إضافة إلى مؤسسات التنمية الأسرية، ودوائر تنمية المجتمع في الدولة، كما أحيي التركيز في احتفال هذا العام على العمل التطوعي، باعتباره تجسيداً قوياً للمبادئ والقيم الأصيلة، التي أرساها في ربوع هذه الدولة المغفور له الوالد والقائد والزعيم عليه رحمة الله ورضوانه».

وعبّر عن تقديره العميق للمتطوعين والمتطوعات في معرض «إكسبو 2020 دبي» الذين قدموا لنا نموذجاً ناجحاً في الجهد الهادف والعطاء المرموق الذي جعل من الإمارات نموذجاً يحتذى في هذا المجال الإنساني الهام، والذي يعتبر جزءاً أصيلاً من الإرث الخالد للمغفور له الوالد الشيخ زايد.

تحقيق آمال وتوقعات زايد

وأضاف: إن علينا أن نعمل وبكل عزمٍ وتصميم، على تحقيق آمال وتوقعات المغفور له الوالد الشيخ زايد لمستقبل هذا العالم، بما يتضمنه ذلك من تأكيد معاني العمل الإنساني على أرض الواقع، في إطار من الحرص الكامل على احترام الآخرين، وتحقيق التعاون والعمل المشترك بين الجميع، والسعي الجاد إلى تعميق أواصر الأخوّة الإنسانية في العالم، وأقول للمتطوعين والمتطوعات الذين يحضرون معنا هذا اللقاء، إن عملكم في خدمة الإنسان هو انعكاس قوي لوعيكم بهذه المسؤولية، بل هو كذلك استجابة مبدعة لما يدعو إليه في كل مناسبة قادة الدولة الكرام، ممثلين في صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبدعم قوي من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإن قادة الدولة الكرام يؤكدون لنا دائماً أن العطاء المجتمعي والإنساني هو أمر أساسي ومهم في مسيرة المجتمع، تتوارثه الأجيال بعزم وتصميم في هذه الدولة العزيزة، وهو الطريق إلى مجتمع ثابت الأركان تتحقق فيه المشاركة المثمرة للجميع، ويقوم أبناؤه بالتفاعل النشط مع إخوتهم في الإنسانية في كل مكان.

ووجّه حديثه للمتطوعين قائلاً «إنني أدعوكم جميعاً اليوم في هذه الذكرى العطرة لمؤسس الدولة العظيم، إلى الاستمرار في المبادرة إلى العمل التطوعي وتبنّي أهدافه وخدمة مجالاته، سواء في التعليم والتوعية، أو الصحة ومكافحة الأوبئة، أو الاجتماع ومحاربة الفقر والجوع، أو الاقتصاد والبيئة، أو في مجالات الفنون والآداب، أو برامج الطفولة والشباب، أو في مجالات الرياضة والتراث، أو في نجدة ضحايا الحروب والعمل النافع مع الآخرين، وهذه كلها مجالات حيوية وهامة تظل دائماً بحاجة ماسة إلى إسهامات جميع أفراد المجتمع».

الانفتاح الكامل

وأضاف «إنني أدعوكم جميعاً إلى أن تكونوا نماذج في الانفتاح الكامل على إخوانكم وزملائكم في الوطن والعالم، وإن وزارة التسامح والتعايش تقوم الآن بالتعاون مع صندوق الوطن، وانطلاقاً من نجاح برنامج التطوع في «إكسبو 2020 دبي» بالإعداد لمشروع متكامل للعمل التطوعي، نسعى من خلاله إلى البناء على ما يتحقق في مجتمع الإمارات من إنجازات مهمة في هذا المجال، وسوف نقوم في هذا المشروع بتوجيه الاهتمام إلى معاني التكامل والتراحم والإخاء والتعاون، فضلاً عن العمل والتنسيق مع مؤسسات المجتمع، من أجل التعريف بمجالات التطوع، وبجهود المتطوعين والمتطوعات، وكذلك السعي إلى استقطاب الأجيال الصاعدة، وتكوين قيادات مستقبلية للعمل التطوعي في الإمارات والعالم».

واختتم كلمته بالدعوة إلى الاعتزاز بحرص دولتنا العزيزة على الإسهام الإيجابي في خدمة الإنسان في كل مكان، فالإمارات سباقة دائما إلى تقديم العون والمساعدة للجميع، وبما يمثل أعلى نسبة من دخلها القومي، بين دول العالم كله، وهذا إنما يؤكد أن النبع الفياض للمغفور له الوالد الشيخ زايد كان، ولا يزال مصدر خير عميم للإنسانية كلها، معبراً عن آماله الصادقة بأن يستلهم الجميع من ذكرى القائد المؤسس، القدرة والعزيمة على العمل المخلص من أجل تأكيد إسهامات الإمارات في نشر السلام والمحبة والتكافل والتضامن في كل ربوع العالم.

ليلة تسامحية

الصورة

فيما قال الدكتور محمد مطر الكعبي، إن الملتقى ينطلق في ليلة رمضانية تسامحية وفاء للمغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، باعتباره الرمز والقيمة الوطنية والعالمية التي يجب على الأجيال الحالية أن تتعرف إلى أفعاله وأقواله ودوره العالمي في إعلاء قيمة الإنسانية والعطاء، وباعتباره علامة مضيئة في تاريخ دولتنا والمنطقة والعالم، كي تترسخ في النفوس قيم ونهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وسيرته الثرية بقيم البذل والعطاء والتسامح وحب الخير للآخرين من دون تمييز بين اللون والجنس والعقيدة.

وأضاف أن العطاء - طبقاً لنهج زايد - يستهدف الجميع من دون استثناءات، فقد كان يؤكد -رحمه الله- مستلهماً قيم تراثنا الإسلامي، أن المال مال الله، والرزق رزق الله، وخير الناس وأحبّهم إلى الله أنفعهم للناس، وتأصلت قيم زايد في العطاء الإنساني لدى أبنائه من قيادات الإمارات الرشيدة وشعبها الكريم، فأصبح التطوع عندهم عادة وفرضاً وفطرة إنسانية يباهون بها العالم، ولذا فإن إرث زايد سيظل خالداً فينا جميعاً.

تسعدنا المشاركة

ون جانبها، قالت مارييت ويسترمان، نائب رئيس جامعة نيويورك أبوظبي: تسعدنا المشاركة في «ملتقى زايد نبع الخير للإنسانية» الذي يتزامن مع عدد من الأحداث التي تحييها الجامعة لإلقاء الضوء على رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتحديداً في ما يتعلق بدور الإمارات في مجال الأعمال الخيرية، وخلال هذا الأسبوع، زار وفد من الجامعة مركز زايد للدراسات والأبحاث في ذكرى هذا اليوم، ما وفر لأعضاء الوفد فرصة للتعرف إلى بعض من إنجازات الأب المؤسس لاتحاد دولة الإمارات، وسيرته الطيبة، كما أطلقنا مبادرة العطاء الاستراتيجي التي تصبو إلى تنمية قطاع العطاء الخيري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتنميته، وإن الجامعة تعمل على توسعة المعارف الإنسانية على أعلى المستويات.

دور الهلال الأحمر

فيما ركز سالم العامري على دور الهلال الأحمر الإماراتي، محلياً وعالمياً، في العطاء والدعم المساندة للجميع بلا استثناء ولا تفرقة، وهو دور يشهد له العالم اجمع لاستدامته وتنوعه واتساع مجالات عطائه لتشمل كل قارات العالم، إضافة إلى دوره في بعث قيم التطوع على نهج زايد، مؤكداً أن برنامج التطوع لدى الهلال الأحمر يضم 42 ألف متطوع يغطون 142 مجالاً مختلفاً.

أما محمد الحوسني مدير برامج مؤسسة الإمارات فأوضح أن التطوع هو إرث زايد فينا جميعاً، وأن مؤسسة الإمارات من 2005 وهي تمارس دورها في تشجيع العمل التطوعي التخصصي، فإنها تعتز كثيرا بدورهم في مواجهة جائحة كورونا، وغيرها من مجالات العمل المجتمعي، مؤكداً وجود نحو 20 ألف متطوع في قوائم المؤسسة في مختلف المجالات.

أما هند باقر، فأكدت أن دور الصندوق يمتد إلى المستقبل عبر دعم الإبداع والابتكار لدى الشباب والطلبة، إضافة إلى الأدوار الأخرى المهمة، كما أشارت إلى التعاون مع وزارة التسامح والتعايش في ما يتعلق بمشروع البرامج التطوعية التي يتم العمل عليها حالياً للاستفادة من خبرات متطوعي « إكسبو 2020 دبي» في إثراء العمل المجتمعي والتطوعي داخل المجتمع الإماراتي.

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"