توقعات منطقية

01:43 صباحا
قراءة دقيقتين

قبل أشهر كانت الفكرة السائدة في العالم أن لا عودة إلى الوراء، وأنه صار من المستحيل القضاء على فيروس كورونا وسنظل نعاني تقلبات أرقام الإصابات بين الصعود والهبوط، عندها شعرنا بشيء من القلق والاستغراب، كيف لنا أن نتأقلم ولا نخاف؟ وكيف سيكون شكل الحياة وطعمها إذا بقيت الشروط الاحترازية على حالها والعزلة هي العنوان العريض للمرحلة الحالية والمقبلة؟ 
تغير المشهد وكبر فينا الأمل مذ عرفت الإمارات كيف تواجه الوباء وتتصدى للفيروس؛ لم يكن قرارها بفتح الأبواب أمام الناس للعودة إلى ممارسة أنشطتهم ومزاولة أعمالهم واستعادة الدوام الدراسي مع حضور المدرسين والطلبة إلى المدارس، وفتح الأسواق والمطاعم وصالات السينما والفنادق.. وإقامة المعارض بكافة أنواعها وأشهرها هذا العام كان «إكسبو ٢٠٢٠ دبي»، والمنتديات والمهرجانات.. لم يأت هذا القرار إلا بعد أن تأكدت الدولة من قدرتها على تحصين كل الناس بمنحهم جرعات اللقاح، وتطبيق الشروط الاحترازية في كل مكان، ثم العمل على تخفيفها تدريجياً بعد التأكد من زوال الخطر وتراجع أعداد الإصابات بشكل كبير. 
هذا العام كان عام تحدي كورونا وقد نجحت فيه الإمارات وما زالت، حيث تبشرنا مع اقتراب عيد الفطر بأن فترة العيد «ستشهد انتعاشاً وحركة تجارية واسعة، لتعود الحركة إلى مستوياتها التي كانت سائدة قبل جائحة كورونا (كوفيد-١٩)».. والفضل في ذلك يعود بلا شك للدولة التي تمكنت من وضع خطط وقوانين مكنتها من السيطرة على الوباء، بينما نجد الصين مثلاً تعاني الأمرّين بعد الهجمة الشرسة من جديد لكورونا في شنغهاي، حيث أقامت السلطات أسواراً معدنية عبارة عن حواجز خضراء خارج المباني لتقييد حركة السكان ومنعهم من الخروج، الإغلاق مفروض على سكان شنغهاي التي تضم ٢٥ مليون نسمة، ويُمنع كل من يعيش داخل المباني المسيجة بأسوار من الخروج من المنزل، سواء كان مصابًا بالفيروس أم لا.
التوقعات بحصول نمو في عدد الزوار في المراكز التجارية خلال العام الجاري بنسبة قد تصل إلى ١٥٪ مقارنة بالعام الماضي ٢٠٢١، تدعونا للتفاؤل طبعاً، لكنها متوقعة ومنطقية، إذ لطالما شهدت الإمارات هذا العام عودة قوية للسياحة، وساهم «إكسبو» بشكل كبير في تنشيط الحركة، كما تلعب ثقة الناس بالدولة دوراً مهماً في دفعهم للعودة إلى ممارسة الحياة بشكل طبيعي لمن هم في الداخل، وهذه الثقة تدفع بالسياح إلى المجيء لزيارة الإمارات المشهورة بجمال أسواقها وغناها وتنوعها وتميز عروضها ومهرجانات التسوق المتفرقة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"