شرفة الأمل

00:53 صباحا
قراءة دقيقتين

تتحول القراءة من مجرد جسر عبور نقطعه في المسافة الفاصلة بين العتمة والنور، ابتعادا قدر الإمكان عن جهلنا، واقترابا مما يمكن أن يصبح طاقة نجاة في هذه الفوضى المتلاطمة، أقول: تتحول عندما تصبح أملا حقيقا للبشرية لا محض «ترند» يشتعل لهبه وينطفئ وفقا للمناسبة والموقف، فتكريم القراءة الحقيقي يحدث في داخل المؤمن بها وحده، حين تهذبه الكلمات وتحسن جودة أدائه الروحي، وتمنحه حقه الإنساني في أن يزدهر حيث أوجدته الحياة، هناك تصبح تلك الشرفات التي يهديها عشاق العلم منارات للأمل، فمن جانب هي تفتح عقلا، ومن آخر تفتح بابا على فرص لا متناهية، قد تكون خطفتها يد المرض أو الصراع أو الكارثة.
«شرفة القراءة» هي مبادرة تأسست عام ٢٠١٩ – عام التسامح – انطلاقا من مبدأ أن المعرفة النقية حمالة للسماحة والتواصل والإنسانية، بدأت في شرفة السيدة الفاضلة عزة بنت سليمان، كمشروع فردي اتسعت مساحته بمرور الوقت، وزاد محبوه والمهتمون به، ليشتد عزمه بشراكات بناءة، مثل تلك التي جمعت أصحاب الشرفة بمجالس الأحياء في إمارة دبي، نشرا لرسائل الإيجابية والإبداع بين أبناء الإمارة، من خلال عدد من الشخصيات المستضافة في مجالات متعددة، وها هي الجهود تتوج بمد يد للعمل الإنساني والخيري، من خلال شراكة مع مؤسسة تحقيق أمنية في الإمارات المعتمدة من وزارة تنمية المجتمع، بمناسبة اليوم العالمي للأمنيات الذي يوافق ال٢٩ من أبريل الجاري.
إن الكتب تحرضنا على أحلامنا، أما إعادة إنتاج ما نستقبله فيها من قيم وعلوم ورسائل، يجعلنا نعبر من الأمنيات إلى المستقبل، وهذا ما تقوم بهذه مثل هي المبادرات التي تؤمن بها شخصيات، هي عنوان للتغيير الإيجابي في مجتمعنا.
 الأمر لا يمكن أن يقف عند هذا الحد، فالثقافة هي فعل تنمية مستدامة خالص، يتطلب خروجا عن المألوف، ثباتا على القيم التي نؤمن بها وصبرا، خاصة عندما يبدو أن ما نبذله من جهود لا يؤتي نتائجه المرجوة، ولكن من قال أن التغيير لا يؤلم، ومن قال أن الألم لا يزهر؟ خاصة عندما يحول أصحاب القلوب الراقية، شرفاتهم إلى نوافذاً للأمل.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"