فراغ وإفلاس

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

لم يتمكن من إيجاد فكرة جديدة يطوّر بها أداءه، ومحتوى برنامجه، فاستعان بالنجم العالمي فان دام، وكأن أمله كان محصوراً باسم عالمي كي يرفع من مستوى العمل فيصبح عالمياً.. رامز جلال الذي حصر نفسه في البرنامج الواحد منذ عشرة أعوام، معتمداً نفس أسلوب التقديم، والصراخ والسخرية من ضيوفه النجوم، بتنمّر مستفز في بداية كل حلقة، لا يطوّر نفسه، بل يعتمد على فريق العمل في إيجاد مقلب جديد يوقع فيه ضيوفه فيبث الرعب في نفوسهم وهو يضحك، حتى تنتهي الحلقة بشتائم، وضرب، ثم صلح.

لا أحد يقنعنا بأن «رامز موفي ستار» نجح هذا العام، فحتى على صفحة منصة «شاهد»، لا يظهر البرنامج في قائمة العشرة الأوائل في المشاهدة. وتجد من يفتعل إثارة ضجة حول البرنامج كي يعيد لفت أنظار الجمهور إليه علّه يتصدر «الترند»، ويتذكر الناس أنه موجود على الشاشة، مثل قولهم مرة إن فان دام رفع صوره مع رامز عن صفحته الخاصة لأسباب غامضة، ومرة يقولون إن فان دام مصدوم وغاضب، ثم النجم العالمي يشيد بالبرنامج ويشكر رامز..

 فراغ ما بعده فراغ، وكأن رامز بلا مقالب لا يصلح لتقديم أي شيء آخر على التلفزيون؛ ميزانية ضخمة وديكور وماكياج ومفرقعات وفريق عمل ضخم، أليس من الأفضل أن يتم استغلال كل هذه الطاقة والقدرات لصناعة فيلم «أكشن» من بطولة رامز، طالما أنه يعشق المغامرات والرعب؟ لماذا يتمسك بهذا البرنامج الذي لم يعد البيضة التي تبيض ذهباً لقناة «إم بي سي»، بلا أي تطوير أو تنويع؟ رامز جلال لا ينافس في الدراما، وكل أفلامه كوميدية سطحية لا مغامرات فيها، ولا خروج عن المألوف، يملك طاقة، ويتميز بأدائه و«جنونه»، لذا نستغرب حصر نفسه ضمن برنامج مقالب واحد، أياً كانت المغريات المادية، ولا شك في أن محبي رامز وبرنامجه سيلحقون به ويشاهدونه في أي عمل جديد يقدمه، المهم أن يقدم لهم الجديد ويطور من أدائه، ويخرج من شرنقة استفزاز الضيوف، والسخرية منهم. وهنا نعود إلى الجدل نفسه، والسؤال الذي نطرحه كل عام: كيف يرضى النجوم بما يقوله عنهم رامز في بداية كل حلقة؟ هل الأجر الذي يتقاضونه يغريهم فيرضيهم ويسكتون؟

يرتقي رامز إذا اعترف بتراجع برنامجه «رامز موفي ستار»، وبحث بنفسه عن تطوير أدواته بدل الاعتماد على نجم أجنبي يرفعه قليلاً، فيحسب أنه سيصير عالمياً مثله.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"