حدائق بمواصفات عصرية

00:27 صباحا
قراءة دقيقتين

الحدائق في المناطق السكنية متعة مجانية، ومتنفّس آمن وصحّي، وتشكل حلولاً رائعة للحياة الصحية، وتحظى تلك الحدائق بإقبال جيد من الأسر وأبنائها، خاصة أنها توفر مساحات لممارسة الهوايات المختلفة لأبناء المنطقة.  

يجد مواطنو تلك الأحياء ألفة كبيرة في الذهاب لتلك الحدائق؛ فلماذا لا تكون بمواصفات عصرية تلبّي رغبات سكان المنطقة، وتخلق حياة صحية، وصحبة جميلة؟ بإدخال عناصر وأفكار جديدة، وتغيير مفهوم الحدائق لتصبح بيئة رياضية متكاملة.  

متطلبات الحياة اليوم اختلفت عن السابق، وحدائق الأمس يجب ألا تتشابه مع حدائق الحياة العصرية، فالسهولة والعصرية والشمولية، ستخلق مفهوماً جديداً في الحدائق، وثقافة جديدة في المجتمع، وارتباطاً أكبر بتلك المساحة الخضراء، وبالحياة الاجتماعية والتواصل مع سكان الحي.  

أقترح على بلدية الشارقة، ودائرة الأشغال، الاستثمار في الحدائق، بحيث تصمّم كما هو معتاد في التصاميم التقليدية، وتخصيص جزء من الحديقة للاستثمار، بإنشاء نادٍ متكامل للسيدات وآخر للرجال، وبرسوم معقولة، تستفيد الحكومة من العوائد، ويسهّل للمواطن وجود نادٍ صحيّ قريب من منزله، ويمارس الرياضة يومياً مع أهل المنطقة، ويخلق ترابطاً مجتمعياً أكبر، ويعزز مفهوم الحياة الصحية.  

الواقع أن سيدات المناطق السكنية وأبناءهنّ لا يوجد تواصل بينهم؛ فمجالس الأحياء للرجال فقط، أما النساء فلا توجد منطقة يتعارفن فيها، ويعلّمن أبناءهنّ قيم المجتمع، المتمثلة بالتواصل والترابط والسنع الإماراتي. 

أضف إلى ذلك، أن تكون الحدائق مكشوفة، وأجواء الإمارات في الأغلب حارة، ما عدا 3 أشهر في السنة يستطيع الشخص الذهاب للحديقة والتمتع بالمشي في الهواء الطلق، أما باقي الشهور فالاستفادة أقل. 

وإنشاء أندية للرياضة مغلقة ومزوّدة بالأجهزة الرياضية، وتضمّ مسبحاً، وحصصاً للتدريب، سيخلق على المدى البعيد مجتمعاً يؤمن بأهمية الرياضة، وينعكس ذلك على صحته وطبيعة حياته، ومن ثمّ تقل الأمراض وكلفة الرعاية الصحية، وتشجع على تعزيز العادات الإماراتية الأصيلة، والتعلم من كبار المواطنين في تلك التجمعات الرياضية.  

قد تكون الكلفة عالية، لكن مردود المشروع جيد، والمردود الاجتماعي جيد أيضاً. ونتمنّى تفعيله بطريقة تتناسب مع التوجهات الحكومية، فدور الحكومة اليوم لا يقتصر على تقديم الخدمات الأساسية، بل خلق خدمات استباقية تتناسب مع طبيعة الحياة العصرية، مع فرض تلك الرفاهية برسوم، دون إضافة عبء مادي جديد على الحكومة.  

تبقى الحدائق متنفساً للأسر، وملتقى ترفيهياً لأبناء الفريج، فقربها من الأحياء السكنية يجعل التردّد اليومي عليها، متعة حقيقية، ويتحقق ذلك بتوفير بعض الإضافات، لتصبح ملاذاً قريباً للاستمتاع، وتوطيد العلاقات بين نساء المنطقة، ولقاء صحياً مع الأصدقاء خارج أسوار المنزل.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"