عادي

مروة الأميري: شغلتني المسؤولية عن الحطام الفضائي

22:39 مساء
قراءة 4 دقائق

الشارقة: أمير السني

أحلام مروة يوسف الأميري تعانق الثريا، والصعود إلى القمر، والدفاع عن الحقوق القانونية لأشخاص لا يمشون على الأرض، وإنما يسبحون في الفضاء، وقد أدركت أن العالم اتجه نحو المريخ، وأن البشرية أحرزت تقدماً مذهلاً في إطلاق المركبات والأقمار الصناعية، وسياحة السفر إلى الفضاء، والاستفادة من المصادر الطبيعية المتاحة في الفضاء الخارجي، وتكنولوجيا الاتصالات والتنافس بين الدول، ما يتطلب وضع قوانين منظمة تحدد كيفية التعامل مع الأجسام الطائرة، وحماية حقوق رواد الفضاء.

توّجت حلمها، منذ صغرها، بمناقشة رسالتها أول رسالة في برنامج ماجستير «القانون الجوي والفضائي»، بكلية القانون في جامعة الشارقة، بعنوان «نظام المسؤولية عن الأضرار الناجمة عن الحطام الفضائي».

نظرت مروة الأميري في النجوم، ورسمت طريقها منذ وقت مبكر وهو التخصص في علم الفضاء، ولكنه لم يجد قبول الآخرين، لندرته آنذاك. تقول «حلمي في طفولتي أن أكون عالمة فلك، وحينها لم نكن نسمع أو نقرأ أخباراً تخص الفلك والفضاء كثيراً، وسمعت عبارات أحبطتني للمواصلة في هذا المسير، كانوا يقولون لي إنه ليس هنالك مستقبل إذا تخصصت في هذا المجال. ثم تحول حلمي إلى هندسة الطيران، لكن شاءت الأقدار بأن أدرس القانون، وأحببت التخصص عبر الدراسة، وبعد حصولي على بكالوريوس القانون، فتح باب التسجيل لبرنامج القانون الجوي والفضائي، تذكرت حينها أحلامي وكانت الفرصة لا تعوض، ولم أتردد للحظة وبادرت بالتسجيل وقبلت، وسأساند وطني بعد أن أصبح رقماً مهماً في مجال الفضاء».

1
مروة الأميري

مكونات

توضح مروة الأميري طبيعة التخصص الذي وجدت فيه حلمها، ونالت الماجستير قائلة «تناولت الدراسة موضوع الأضرار التي تُحدثها المخلفات الفضائية في العالم وتأثيراتها، بحسب شكلها، ونوعها ومسارها وطبيعتها، سواء كانت الطبيعية منها مخلفات النيازك والكويكبات والأجرام السماوية بكامل حجمها أو المجزأة منها، أو المخلفات البشرية التي تضم كل ما يدخل في إطار المصنعات البشرية المرسلة إلى خارج الغلاف الجوي، للاستفادة من خدماتها في مختلف المجالات، كما تطرقت الدراسة إلى التصور القانوني العالمي لهيئة منظمة الأمم المتحدة وسياساتها في التعامل مع الموضوع، المبني على أساس الإحصاءات والبيانات المجمعة بين1957 و 2013.

واستهدفت الدراسة استقصاء الجوانب القانونية والتنظيمية، والقاعدة الأساسية لبناء وتكوين تصور واضح عن طبيعة الإجراءات المتخذة، وتحديد المهام والمسؤوليات وتقسيمها على الفاعلين في هذه العملية، للخروج بحلول ناجحة وآمنة بهدف التقليل من أضرار هذه المخلفات الفضائية، واتخاذ الترتيبات الضرورية واللازمة في حالة وقوع حوادث ناجمة عن المخلفات.

نتائج

تشير مروة الأميري إلى أن الدراسة توصلت إلى مجموعة من النتائج، ومنها تكوين نظرة شمولية عامة عن موضوع المخلفات الفضائية، وأخطارها، وطرائق التصدي لها، وتقديم نبذة عامة عن الإطار القانوني ومساهمة الأمم المتحدة في توحيد الجهود الرامية إلى حماية الكوكب من التهديدات المتعلقة بها، وكذلك تحديد المهام والمسؤوليات الأممية المخولة لكل البلدان في هذا الإطار، وضرورة مواكبة التطور الحاصل في تكنولوجيات الفضائيات، والدراسة الدقيقة لمستجدات الحوادث الكونية الطبيعية، للتصدي للتحديات وتقديم الحلول المبتكرة، وتسخير كل الإمكانيات ومراعاة عدم إدراج الصراعات السياسية، والتزام الحياد الذي يتطلب منهج البحث العلمي والمواصلة في تطوير الأبحاث والدراسات العلمية الأولية والثانوية، لمواجهة التحديات التي تواجهها البشرية، بعيداً عن الحسابات والمصالح الشخصية، لضمان سلامة الكرة الأرضية التي تعتبر هدفاً مشتركاً لجميع الأمم والشعوب.

أعظم اللحظات

توضح مروة الأميري أن لحظة مناقشة رسالة الماجستير كانت من أعظم اللحظات التي مرت عليها في حياتها، فهي ثمرة جهد كبير بذلته خلال البحث، حيث وجدت اهتماماً بالغاً من إدارة جامعة الشارقة.

وتشجع مروة الأميري أبناء الوطن ممن يرغبون في دراسة القانون أن يتجهوا إلى تخصص القانون الجوي والفضائي، قائلة «دولتنا الحبيبة أصبحت من الدول ذات الوزن الثقيل في الفضاء، متقدمة على الدول العربية وصارت علماً بارزاً في هذا المجال، بعد أن أطلقت القيادة الرشيدة في مارس 2019 الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030 التي حددت الإطار العام لصناعة الفضاء والأنشطة التي سيتم العمل عليها خلال العقد القادم. كما أصدرت القانون الخاص بتنظيم قطاع الفضاء الذي يعدّ القانون الأول من نوعه عربياً وإسلامياً، ويهدف إلى خلق بيئة تشريعية وتنظيمية في القطاع الفضائي الإماراتي تنسجم مع القوانين والأنظمة الأخرى في الدولة، وتحترم المعاهدات الدولية. وشكل وصول رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري في 25 سبتمبر 2019 إلى محطة الفضاء الدولية للمشاركة في استكشاف الفضاء والأبحاث العلمية على متن مركبة الفضاء «سويوز إم إس -12» إنجازاً سابقاً، في رحلة تكللت بالنجاح وسطرت اسم الدولة في قطاع الفضاء».

وتختم مروة الأميري حديثها قائلة «الدولة تحتاج إلى متخصصين في القانون الجوي والفضائي، وأشجع أبناء وبنات وطني من لديهم الشغف لدراسة هذا التخصص، لا بدّ من وجود بعض الصعوبات لكن التخصص ممتع جداً وبالاجتهاد ستحصلون على أعلى الدرجات».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"